طلبة الجامعة لـ الجريدة●: الأعذار الطبية وسيلة للهروب من الاختبارات والضغوط الدراسية

نشر في 17-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-10-2015 | 00:01
طقوس قديمة مازالت مستمرة وتزداد خلال فترة «الميد تيرم»

أقر العديد من الطلبة باستخدامهم للأعذار الطبية خلال فترة الاختبارات وأحياناً للهروب من الضغوطات النفسية خلال فترة الدراسة.
تعد التقارير الطبية وسيلة للتهرب من الحضور وتحمل المسؤولية، خاصة التي تتضمن توصية بإجازات مرضية، أو تخفيض نصاب ساعات العمل في بعض مؤسسات القطاع العام، أو تخفيض نصاب الحصص الدراسية لدى مدرسي ومدرسات المراحل التعليمية في وزارة التربية.

ولا يقتصر الامر على هذه القطاعات، بل يقدمها ايضا العديد من طلبة جامعة الكويت هربا من تقديم اختبار أو الحضور للقاعات الدراسية، فتكون الأعذار الطبية بمنزلة "صك غفران" يلجأ إليه الطالب ليمحو ما بدر منه من غياب أو هروب من العديد من الضغوطات النفسية التي تواجهه خلال المسيرة التعليمية.

"الجريدة" استطلعت آراء العديد من طلبة الجامعة، لمعرفة ما تعنيه الاعذار الطبية لهم، وأهم الأسباب التي تدفع الطلبة إلى تقديمها، وفي ما يلي التفاصيل:

روتين الدراسة

بداية، قال الطالب محمد ايوب إن ظاهرة الأعذار الطبية يمكن اعتبارها من أقدم الطقوس التي يمارسها الطلبة في الجامعات حول العالم، والمدارس أيضا، بحثا عن منفذ للهرب من روتين الدراسة الضاغط طوال الفصل الدراسي.

وأضاف أيوب ان عذر الطلبة الضمني في تقديم المرضية هو أن الوقت لم يسعفهم لدراسة المقرر المطلوب منهم في الاختبار، أو صعوبة المقرر، ما يجعل الطالب يقدم العذر الطبي لكسب الوقت للدراسة أكثر والتحضير الجيد للاختبار، وقلما تواجه الطلبة ظروف طارئة خلال فترة الاختبارات.

وذكر الطالب عبدالهادي مبارك ان من المتعارف عليه في جامعة الكويت أن الطلبة يمكنهم تقديم أعذار طبية خلال فترة الدراسة الرسمية، بحيث لا تتعدى أيام الغياب المنصوص عليها، وبالتالي فإن غياب الطالب يكون مبررا، وهو مقبول عند شريحة كبيرة من أعضاء الهيئة التدريسية.

وتابع انه من غير المقنع أن تزداد أعداد المرضيات والاعذار الطبية خلال فترة الاختبارات للحصول على التأجيل، وهي في معظمها تكون مزيفة ومدفوعة الأجر، لافتا إلى انه قد يصادف الطالب أمر طارئ كحالة وفاة، أو عملية جراحية، أو حادث مؤسف يعوقه عن أداء الاختبار.

إساءة استخدام

وأفاد الطالب اسماعيل فهد بأن هناك اساءة استخدام للاعذار الطبية في الجامعة، وباتت ظاهرة متفشية في الوسط التعليمي، رغم أن الطلاب قد يتعرضون فعلا لبعض الظروف الخارجة عن إرادتهم ما يعطلهم عن حضور المحاضرة أو يشوش تفكيرهم، وهنا يكون دور الاستاذ الجامعي في مراعاة ذلك، وبعضهم يمنح الطالب عدة أيام من الغياب دون احتسابها من أعذاره الطبية، ما يساهم في تقليص عدد المرضيات المقدمة خلال الفصل الدراسي وحتى وقت الاختبار.

وأوضح الطالب معتز ابراهيم أن ظاهرة الطبيات من أقدم الطقوس التي يمارسها بعض الطلبة، ويعتبرها ملجأ للهروب من روتين الدراسة وتأجيلها لتقديم الاختبار في الوقت الذي يحدده عضو هيئة التدريس بالجامعة، نظرا لعدم التحضير للامتحانات ووجود صعوبة في المقرر الدراسي، او وجود عوائق تصادف الطالب خلال فترة الاختبارات.

من جهتها، أكدت الطالبة ابرار الحمد ان الاعذار الطبية تخلق مساوئ كثيرة، وأصبح بعض الطلبة يشتري الأعذار بمبلغ مالي باهظ الثمن من قبل العيادات الخاصة التي تتيح له أوقات راحة تمتد من يوم إلى ثلاثة أيام بعذر مبرر للحالة الصحية المزيفة، وتأجيل الاختبار الى وقت آخر بفضل تلك الاعذار غير المنسوبة اليه والتي يستند إليها لمبررات عدة.

back to top