أدى نحو مليوني حاج الركن الأعظم من شعائر الحج أمس بوقوفهم على صعيد عرفات، ملبين متضرعين وسط أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة.

Ad

توجهت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح أمس إلى صعيد عرفات الطاهر، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين لله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة.

ومنذ الصباح، بدأ نحو مليوني حاج بالتوافد على صعيد عرفات، حيث يعتقد أن النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة، لأداء الركن الأعظم من شعائر الحج، وخيم العديد منهم عند سفح جبل عرفات، حيث امضوا ليلتهم بعدما قضوا يوم التروية بمشعر منى رغم الحر الشديد.

ويطلق مسمى «يوم التروية» على اليوم الذي يسبق الوقوف بجبل عرفات لأن الحجيج كانوا تاريخيا يتوقفون في منى للتزود بالمياه، ولتشرب الحيوانات التي كانوا يركبونها، قبل التوجه الى جبل عرفات الذي يبعد حوالي عشرة كيلومترات.

وشكلت قوات الامن السعودية سلاسل بشرية على طول الطرق المؤدية الى جبل عرفات لتنظيم سير الحجاج.

وقام متطوعون على طول الطريق بتقديم صناديق الطعام وزجاجات الماء البارد للحجاج، الذين وصل العديد منهم الى عرفات بالحافلات، في حين سار عدد منهم من مدينة مكة المكرمة التي تبعد حوالي 15 كلم.

ووصل العديد من الحجاج من منى المجاورة في قطار المشاعر الذي يربط بين المواقع المقدسة في عرفات والمزدلفة ومنى التي تنتشر فيها الخيام، حيث قضوا يوم التروية وباتوا فيه اقتداء بالنبي محمد.

وبقي الحجاج على صعيد عرفات حتى غروب الشمس قبل النفرة الى مزدلقة، ويعودون الى منى صبيحة اليوم لرمي جمرة العقبة التي ترمز الى رجم الشيطان، وبعد ذلك ينحرون الاضاحي في اليوم الذي يحتفل به اكثر من 1.5 مليار مسلم في انحاء العالم.

ويؤدي اكثر من 1.4 مليون اجنبي اضافة الى مئات الآلاف من السعوديين والمقيمين في المملكة فريضة الحج، رغم الحادث المأسوي الذي شهده الحرم المكي في وقت سابق هذا الشهر وأسفر عن مقتل 108 أشخاص وإصابة 400 آخرين بجروح بسبب انهيار رافعة عملاقة.

صلاة الظهر والعصر

وأدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مشعر عرفات، واستمعوا إلى الخطبة التي ألقاها سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في مسجد نمرة بعرفات. وشدد آل الشيخ في خطبته على حرص السعودية «على وحدة الأمة الإسلامية في ما يهم الشعوب واستقامتهم»، مؤكدا ان المملكة «تنافح عن قضايا الأمة والإسلام والمسلمين في المحافل الدولية، وتقف أمام كل خطر محدق بهم».

وبشأن اليمن، لفت إلى أن «السعودية هبت إلى نصرته بكل ما يمكن من قوة لتخلص هذا اليمن السعيد من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين عندما استهدفهم الأعداء وقصدوهم بالشر والبلاء»، مضيفا أن «الجماعة الحوثية جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكراً خبيثاً سبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفروا خليفتي المسلمين أبا بكر وعمر في منابرهم وفي مجتمعاتهم، ويسبون الصحابة ويلعنونهم ويقولون فيهم ما الله به عليم من الكذب والافتراء».

وتابع: «جماعة الحوثي جماعة منحرفة وخبيثة مناوئة لأخلاق المسلمين مع ما يقومون به من نشر الفوضى في بلاد الإسلام ليستغل أعداء الإسلام ثرواتها وخيرها ويهددوا أمن جوارها».

وبشأن المجموعات الإرهابية قال: «لقد نبت بيننا من أبناء السوء من عرفوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم شذوا عن جماعة المسلمين وخرجوا عنهم وكفروهم واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية فدمروا مساجد الآمنين، ونسبوا قولهم السيئ ورأيهم الخبيث إلى الإسلام كذبا وزورا، والله يعلم أنهم لكاذبون يريدون بذلك تأخر الأمة لتكون متخلفة».

ودعا آل الشيخ إلى «التصدي لهذه الفئة الضالة وردها وبيان أخطائها والتعاون لكشف خفاياها لأن وجودها في المجتمع المسلم ضرر عظيم، فهي تبث افكارا في عقول أبنائنا الصغار، وترتكب جرائم العدوان، لذا يجب التصدي لها».

وعن اللاجئين إلى اوروبا وغيرها من السوريين والعراقيين وغيرهم، قال: «ايها المسلمون اللاجئون اصبروا واعلموا اننا معكم وقلوبنا معكم واعلموا انكم ستعودون الى أرضكم فاتقوا الله وحافظوا على دينكم».  

إجراءات أمنية

وخصصت المملكة اكثر من مئة الف رجل امن لحماية الحج الذي يجري هذه السنة في ظل استمرار العنف والنزاعات بالشرق الاوسط، وفي ظل تعاظم خطر التنظيمات المتطرفة وانتشار فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية.

وتؤكد السلطات السعودية انها اتخذت كل الاحتياطات ضد اي هجمات قد تسعى مجموعات متطرفة لتنفيذها خلال موسم الحج، خصوصا ان تنظيم «داعش» سبق ان نفذ هجمات عدة في المملكة خلال الاشهر الاخيرة، لاسيما ضد الشيعة.

اما على الصعيد الصحي، فإن المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية مازالت قائمة، وتعد السعودية البؤرة الاولى لهذا المرض المميت.

وأكد وزير الصحة خالد الفالح انه لم يتم تسجيل اي حالة بين الحجاج هذه السنة. وقامت السلطات الصحية السعودية بتخصيص 25 الف كادر صحي اضافي لإحاطة موسم الحج بالعناية الصحية.

(مكة المكرمة، جدة - أ ف ب، واس، رويترز، د ب أ)

تغيير كسوة الكعبة المشرفة

شهدت مكة المكرمة صباح أمس مراسم تغيير كسوة الكعبة على ما جرت عليه العادة بتغيير الكسوة صبيحة يوم عرفات من كل عام.

وجرت عملية استبدال الكسوة بحضور منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومصنع كسوة الكعبة المشرفة. وتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة، باستخدام سلم كهربائي يثبت على قطع الكسوة القديمة من على واجهاتها الأربع، ثم تثبت القطع في 47 عروة معدنية موجودة في كل جانب، ومثبتة في سطح الكعبة، ليتم بعد ذلك فك حبال الكسوة القديمة ووضع الكسوة الجديدة مكانها.

وقال المدير العام لمصنع كسوة الكعبة، د. محمد الخزيم، إن تكلفة صناعة كسوة الكعبة تقدر بأكثر من 22 مليون ريال، لافتا إلى أن الكسوة تستهلك نحو 700 كيلوغرام من الحرير الخام و120 كيلوغراما من أسلاك الفضة والذهب، وهي مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين.

17 ألف حافلة لنقل الحجاج

انتظمت 17700 حافلة في عملية نقل 1.3 مليون حاج وحاجة خلال موسم حج هذا العام، بعدما تم تجهيزها وتهيئتها فنيا من قبل النقابة العامة للسيارات التي تشرف عليها وزارة الحج، في إطار جهودها لتوفير النقل الآمن والميسر للحجاج من وإلى منافذ الوصول. وأوضح الأمين العام للنقابة، المتحدث الرسمي، مروان زبيدي، أمس أن النقابة العامة للسيارات اعتمدت هذا العام 3 شركات جديدة تضم أساطيلها 150 حافلة لضمان راحة الحجاج خلال تنقلهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في أثناء أداء المناسك.

(جدة - واس)

إصابات بعد تعطل «قطار المشاعر»

أصيب 209 حجاج، بعد تعطل في نظام قطار المشاعر صباح أمس.

وقالت قيادة قوات الدفاع المدني في الحج، في بيان، إنه «أثناء تصعيد حجاج بيت الله الحرام مستخدمي قطار المشاعر لمشعر عرفة حدث عطل في النظام الآلي لقفل الأبواب بالقطار رقم 16 بالمحطة رقم 1 بمشعر منى، مما أدى إلى تجمع أعداد كبيرة من الحجاج بالمحطة رقم 3 بمنى».

وأوضح البيان أنه «بسبب طول فترة الانتظار والتزاحم الشديد تعرض ما يزيد على 204  حجاج للإغماء والإجهاد والإعياء».

وأضاف أنه «جرى تقديم الإسعافات العاجلة لما يزيد على 204 حالات إجهاد وإعياء بين الحجاج من كبار السن والمرضى تم علاجهم جميعهم بالموقع وتصعيدهم إلى عرفة، باستثناء 5 حالات فقط تم نقلها إلى المستشفى».