عندما تهم بالدخول إلى نادي القادسية، فإن الشكوى "المرة" من الوضع المتردي الذي وصل إليه هي لسان حال أغلب العاملين في القلعة الصفراء، فلا رواتب، ولا حل للمشاكل التي تصيب النادي، ولا أمل في الخروج من الأزمات التي تتراكم يوما بعد يوم، ولا أحد في الأساس داخل النادي من أجل العمل إلا قلة قليلة من محبيه، منهم من يدفع من جيبه، ومنهم من يقطع من وقته، ومنهم من لا يجد ما يساعد به النادي الذي تربى فيه وأوشك على السقوط كليا من دون مبالغة.

Ad

وتبدو الأزمات التي تطفو على السطح، سواء من عجز إدارة النادي عن اتخاذ قرار بإقالة مدرب أو الإبقاء على آخر بداعي شرط جزائي ليس لها القدرة على تحمله، أو عدم تمكنها من السيطرة على اللاعبين في ظل مطالب مالية لهم، تبدو كل هذه المشاكل "كالقشور" لأزمات عميقة في النادي تأصلت منذ أن عرف القادسية طريق التناحر، وصراع الكراسي الذي أطاح بعض المخلصين، ليبقى البعض الآخر من دون حول ولا قوة في ظل متطلبات تفوق قدراتهم، سواء المالية أو حتى الإدارية.

قلعة القادسية التي تضم وفق الإحصائية الأخيرة لعدد اللاعبين المقيدين فيه 2221 لاعبا، لا تجد من يهتم بها سوى قلة!، وهي تعاني أزمة مالية طاحنة رغم تخمة أرصدة رجالات النادي.. ولسان حال المحبين يقول: لك الله يا الأصفر!؟

ولتوضيح الصورة بشكل أكبر، فإن القادسية بحاجة في الوقت الحالي إلى ما يشبه المعجزة في زمن انتهت فيه المعجزات، للخروج من أزمته المالية الطاحنة، والمشاكل الإدارية التي تحيط به، من تهديد أغلب المحترفين في النادي والمدربين أيضا بالرحيل، مع إمكان أن يقوم هؤلاء بالشكوى للاتحادات الدولية للحصول على المستحقات المالية، وهو ما يدخل القادسية في دوامة لن تنتهي.

وليس فريق كرة القدم في النادي الذي تحيط به المشاكل الكثيرة هو المقصود تحديداً، ولاسيما أن هناك من المخلصين من يسعى جاهداً لحل الأزمات التي تضرب الفريق، لكونه تحت الأضواء، فالفرق الأخرى في كل ألعاب النادي تقريباً تعاني إلا ما ندر، ولا سميع أو مجيب!، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فرق اليد، والطائرة، والسلة، وغيرها من التي بات النجوم فيها ينشدون الرحيل خارج اسوار النادي الذي كان حلم كل موهوب في ما مضى!

لماذا ابتعد البابطين وأمثاله!

يدلل أحد العارفين ببواطن الأمور في النادي عن تردي الأوضاع وحالة التناحر التي تبعد الكوادر الصادقة والمحبين برجل الأعمال الشاب محمد البابطين، وهو أحد أكبر الداعمين للأصفر، والذي قرر مقاطعة أغلب أعضاء مجلس إدارة النادي، وذلك بعد أن قابل هؤلاء وقفته إلى جوار النادي بمنعه من الاجتماع مع اللاعبين لحثهم على بذل العطاء، ورصد المكافآت من أجل هذا الغرض لتتراجع همة البابطين، وغيره في دعم فرق النادي في ظل وجود المجلس الحالي.

كوسائل إعلام نعترف بأن القادسية تحت المجهر، والسبب ليس كما تعتقده إدارة النادي بأنها رغبة من وسائل الإعلام في البروز على حساب القلعة الكبيرة، أو العمل لمصلحة أشخاص، لكن السبب يعود لحجم النادي وشعبيته التي تفوق أكبر الأندية في القارة الصفراء، ولشغف القارئ بمعرفة أخباره، لكون الأمور تخضع للعرض والطلب.

أبوالحسن: نعمل بكل قوة

من أجل القادسية

بدوره، يرد أمين السر المساعد في نادي القادسية حسن أبوالحسن على الانتقاد الموجه لإدارة النادي باعتباره أمرا طبيعيا ومقبولا في ظل ظروف صعبة تواجه إدارة النادي، ولاسيما على مستوى الدعم المالي المقدم من هيئة الرياضة.

وقال أبوالحسن لـ"الجريدة": إن إدارة النادي لا تدخر جهدا من أجل رفعة النادي، لكن المسؤوليات الملقاة على عاتق الإدارة كبيرة، ويقابلها عمل كبير ومتواصل لحل جميع الأزمات.

وأضاف أبوالحسن أنه ارتقى بالالعاب المائية في النادي وتصدر كأس التفوق، ويأمل في نقل هذا التفوق والتطور لبقية ألعاب النادي.

وطالب أبوالحسن الهيئة العامة للرياضة بدعم القادسية وبقية الأندية بالشكل المطلوب، في ظل التزامات كبيرة تواجه هذه الأندية حيال كم هائل من اللاعبين من أبناء الكويت.