لماذا وصلنا إلى هذا؟

نشر في 05-01-2016
آخر تحديث 05-01-2016 | 00:00
 يوسف عبدالله العنيزي جلست مع أحد الأعزاء ممن حمل مثلي عصا الترحال، وجاب الدنيا من أقصاها إلى أقصاها متنقلاً من جبالها إلى وديانها، ومن بحارها إلى أنهارها، واستمر ذلك الترحال عقوداً من السنين حتى ألقت السفينة مراسيها على شواطئ هذا البلد العزيز.

في بدايه الأمر شعرنا ببعض الغربة، ومع مرور الأيام بدأنا بالتأقلم مع طبيعة الحياة في الكويت الغالية بلد الخير والعطاء، بلد الأمن والرخاء، لكن ما شاب هذه اللوحة الجميلة هو بعض المظاهر السلبية كالغيبة والنميمة وزيادة الحقد والكره والحسد وسوء الظن، وغدا البعض يتلذذ بالخوض في أعراض الناس وذممهم، ونسينا أو تناسينا قول الحق سبحانه وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا".

وقد فقدت صفحات التواصل الاجتماعي هدفها، وغدت صفحات للشتم والسب بكلام مبتذل وعبارات نابية نعفّ عن ذكرها، ويخطر على البال قول الإمام الشافعي:

 لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عورات وللناس ألسن

ثم تجاوزنا ذلك وأعطى البعض أنفسهم الحق بإدخال "فلان الجنة ورمي علان في النار"، حتى وصلت الفتنة إلى الدين الحنيف، وتم تمزيقه إلى مذاهب وأفكار وجماعات متناحرة، ونسينا نعمة الإسلام بقول الحق سبحانه "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينا"، وغدونا نركض خلف الأفكار التي تدعو للقتل والتدمير والتفجير، ولا نملك إلا أن ندعو المولى القدير أن ينعم على هذه الأمة بعودة الأمن والسلام والطمأنينة إلى النفوس.

وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

الشاعر زهير بن أبي سلمى وواقعنا العربي:

يقول زهير واصفا الحرب:

وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ

وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً

وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ

فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا

وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ

كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

ترى ألا ينطبق هذا على واقعنا العربي المؤلم، مع أن ما يفصلنا عن هذه الصورة يتجاوز (15) قرناً من الزمان؟!

back to top