طالما كان «ليالي الحلمية» أحد أكثر الأعمال إثارة للجدل، وما زال يحقّق القدر نفسه من الاهتمام والمتابعة منذ عرضه قبل سنوات وإعادة عرضه على قنوات مختلفة. بل حصد أبطاله انتشاراً ونجاحاً، رغم أنهم كانوا في الأجزاء الأولى منه وجوهاً جديدة.

Ad

 أخيراً تقرر تدشين جزء سادس من المسلسل، فانقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب بجزء جديد، تناغماً مع حالة الحنين إلى زمن وعصر فات، وبين معرب عن استيائه من تشويه عمل سيظل محفوراً في الوجدان قبل الأذهان.

والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تقديم جزء سادس من {الليالي}، لا سيما أن الجزء الأخير الذي أُنتج منذ أكثر من عشرين عاماً، لم يلق النجاح الذي حظيت به الأجزاء الأربعة السابقة؟

حصل المنتج محمود شميس  على موافقة أسرة عكاشة على استكمال المسلسل الذي عهد إلى أيمن بهجت قمر، مهمة كتابته، على أن يكون امتداداً للجيل الثالث من الأبطال، وستُربط أحداثه الدرامية من بعيد مع الجيل الأساسي الذي أدى بطولته صلاح السعدني ويحيى الفخراني وإنعام سالوسة.

لم يتم اختيار الأبطال، لغاية الآن، أو التواصل مع أي شخص لأداء دور في الجزء الجديد، سواء من الأبطال القدامى الذين مازالوا على قيد الحياة أو من الشخصيات الجديدة التي ستضاف إلى الجزء المزمع كتابته.

استغراب وحماسة

يؤكد السيناريست أيمن بهجت قمر أنه عقد جلسات عمل برفقة المنتج محمود شميس، والمخرج مجدي أبو عميرة والفنان والمؤلف عمرو محمود ياسين، بعدما حصلوا على حقوق الملكية الفكرية، وموافقة ورثة السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة على استكمال العمل، مشيراً إلى أنه وزميله عمرو ياسين متحمسان ومستعدان للتحدي الذي دخلا فيه.

يضيف أنه تم الانتهاء من كتابة حلقات عدة اطلعت عليها أسرة عكاشة قبل الموافقة على تقديم جزء جديد، مشيراً إلى سعادته بفكرة العمل التي ستفاجئ الجميع، مبدياً استغرابه من قول البعض إنه مؤلف أغانٍ، ولا علاقة له بالتأليف، ومضيفاً: «قدمت أعمالاً سينمائية، حظيت بجماهيرية، ونالت جوائز وتكريمات».

بدورها تحمست المذيعة نسرين أسامة أنور عكاشة، ابنة صاحب القصة، لتقديم جزء جديد من المسلسل، الذي أبدع والدها أجزاءه الخمسة السابقة، رافضة ما صدر عن بعض النقاد والفنانين والمتابعين من نقد لاذع للتجربة، قائلة: «قبل أن ترفضوا تجربة أيمن بهجت قمر وعمرو ياسين بكل هذه العدائية اتسقوا مع أنفسكم واحترموا حق الغير في التجربة».

تطالب نسرين بانتظار عرض الجزء السادس، موجهة كلامها إلى عمرو ياسين وبهجت قمر، قائلة: «استمرا في عملكما، ولا تسمعا أو تنتبها لأي إحباطات فأنتما قبلتما التحدي... ربنا يوفقكما»، موضحة أن ياسين وقمر قررا تتبع خطى أسامة أنور عكاشة، والاستفادة من تراثه، لإبداع جزء جديد من ملحمة كبيرة، مبدية أسفها للهجوم الشديد على هذه الفكرة من أشخاص يطالبون دوماً بحرية الإبداع.

تتابع أن الأحداث التي جرت في مصر بدءاً من 2005 ولغاية العام الحالي تستحق تقديمها عبر «ليالي الحلمية»، لاسيما أنه عمل يتناول تاريخ المصريين وحياتهم عبر عقود وغير مرتبط بمدة محددة، موضحة أن أغلب الفنانين والنقاد الرافضين للجزء الجديد صدموا بعدما سمعوا الخبر لارتباطهم الشديد بهذا العمل.

رفض وفشل

محسنة توفيق التي جسدت شخصية أنيسة في الأجزاء السابقة، ترفض استكمال الأحداث بجزء جديد، مطالبة بتغيير اسم الحلقات الجديدة إلى أي اسم آخر، لأن «ليالي الحلمية» هي وجهة نظر ورؤية مؤلفها الراحل أسامة أنور عكاشة، مشيرة إلى أن ما سيحدث سيكون بمثابة سقطة كبيرة.

تضيف أنها لا تجد أي ضرورة أو أهمية لعمل جزء جديد، «لا سيما أنه سيكون برؤية جديدة ومختلفة، والفكرة أساساً كانت رؤية المؤلف الأصلي الذي عاش في الحلمية وتربى فيها، لذلك كانت لديه رؤية شاملة لمصر وللمكان، فكيف بعد ذلك سنغيرها، وسيكتبها آخرون؟» مبدية تخوفها من فشل الجزء الجديد، ما سيعود بالضرر على المسلسل ككل.

بدورها ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن فكرة تقديم جزء جديد ستفشل، لا سيما بعدما أصر أسامة أنور عكاشة على تقديم جزء خامس، فجاء طويلاً وممطوطاً وواجه فشلاً كبيراً، على حد قولها، مشددة على أن عكاشة استنفد الشخصيات وأغلق الباب أمام استكمال المسلسل.

تضيف أن كل شخص حر في ما يفعله، أو ما يريد أن يكتبه، ولكن عندما تفكر في الموضوع بعقلانية، تكتشف أنه يستحيل تقديم جزء جديد من مسلسل مرت عليه سنوات طوال، خصوصاً أن مؤلفه الأصلي سبق أن قال: «اللي عايز يكتب جزءاً جديداً يتفضل»، لعلمه بألا تفاصيل جديدة يمكن إضافتها إلى العمل.

تتابع أن غالبية الأجزاء الجديدة فشلت، كذلك الأمر بالنسبة إلى المسلسلات المقتبسة من أفلام قديمة، نظراً إلى اختلاف الرؤية، وارتباط الجمهور بتفاصيل معينة وأبطال بعينهم، لذا يرفض الشكل الجديد.