بعد مسلسل {اتهام}، غبت عن الساحة، فهل كان غياباً قسرياً؟

Ad

لم أكن غائبة فعلياً بل منشغلة في مسرحية «إيامك يا بطل». معلوم أن المسرح الذي هو هدفي الأساس، كونه اختصاصي الجامعي، يحتاج إلى تفرغ بين التمارين والعرض، فضلا عن أنني لا أستطيع التغيّب عن الواجبات الاجتماعية واهتماماتي العائلية، فكان عليّ التوفيق بينها كلها.

كيف تقيّمين الدراما اللبنانية في 2015؟

كوني من المناضلين والمدافعين عنها، أتابع الأعمال المحلية المعروضة من دون استثناء، فأرى أن ثمة أعمالاً جميلة وأخرى سيئة، وتفاوتاً في مستوى التنفيذ، لذا هي عرضة للنقد الإيجابي أو السلبي. يتمتّع الممثل اللبناني بمقومات كبيرة لكنه افتقر، في السابق، إلى إنتاج ضخم، لذا لدى المشاركة في الإنتاجات العربية الضخمة، سواء المصرية أو السورية، ثبت أن العناصر اللبنانية تأتي في الطليعة.

ألم تسيطر الأعمال العربية المشتركة هذا العام على سواها؟

ثمة تنوّع بين الأعمال المصرية أو السورية أو اللبنانية والدراما المشتركة، التي هي موضة وليدة الحرب في الدول العربية، حيث اضطر الفنانون، بهدف الاستمرار، إلى  الانخراط في المجتمعات التي انتشروا فيها وتطعيم أعمالهم بدراما لتأمين الاستمرارية، من هنا نحييهم على عدم السماح للحرب بالوقوف في وجه مسيرتهم الدرامية.

أمّنت الدراما المشتركة انتشار الممثل اللبناني، ما الذي قدمّه هو لها؟

هو إحدى ركائزها، والدليل أن أبطالها لبنانيون، ثم قدمنا لهم لبنان ومواقعه وأجواءه والشعب اللبناني، وهذا حلم يحققونه إذ طالما تمنّوا التصوير هنا.

كيف تصفين شخصيتك في مسلسل «سمرا»؟

منوّعة ومختلفة عمّا أديت سابقاً، ويأتي هذا التنوع نتيجة المراحل التي تمرّ بها في المسلسل، وهذا أمر جميل لأن الممثل عندها لا يملّ من الشخصية التي يؤديها.

لماذا تميلين إلى الشخصيات المرّكبة دون سواها؟

بعد خبرتي الطويلة في هذا المجال والأدوار المنوّعة التي أديتها، لم أعد أختار الأعمال بل يُعرض عليّ ما يناسبني ويليق بي، لأن نوعية أدائي باتت واضحة للجميع.

دعم عربي

يُعرض «سمرا» عبر قناتي المستقبل اللبنانية وOSN العربية، ما أهمية التسويق العربي في دعم المسلسل اللبناني؟

لطالما طمحنا بتسويق الدراما اللبنانية عربياً لئلا ننتظر المشاركة في أعمال عربية بهدف الانتشار، في العصر الذهبي للدراما اللبنانية كان الآخرون يقصدون لبنان لتصوير أعمالهم. أثرت فينا الحرب لكننا نهضنا واستمرينا ونتمنى أن يتمكن الجيل الجديد من الاستمرار أيضاً، خصوصاً أنه يحوي عناصر رائعة وجيدة جداً.

هل من نبض جديد في الدراما اللبنانية؟

ثمة جيل جديد وثمة من يبحث عن التجديد فيما يعتاد آخرون نمطاً جديداً انطلاقاً من الأعمال العربية المشتركة. نحن في مرحلة انتقالية فإن لم تحقق الدراما المحلية نفسها عندها لكل حادث حديث.

كيف وجدت التعاون مع المخرجة رشا شربتجي؟

أعرفها فنياً من خلال أعمالها التي أتابعها دائماً وطالما رغبت في التعاون معها، وحين تعرّفت إليها شخصياً وجدتها إنسانة قريبة من القلب وصديقة، تغار على مصلحة العمل والدور والمجموعة المشاركة، وهذه ميزة جميلة يتمتع بها المخرج، فهو بذلك يحمل النص والمسلسل بكل حماسة وشفافية.

صعوبات وتنوّع

للمرة الأولى يُصوّر مسلسل لبناني في قرية غجرية أخبرينا عن ذلك.

الموضوع بحد ذاته مميّز كونه يسلّط الضوء على قضية «مكتومي القيد» من خلال قصة حبّ. بُني مخيّم خصيّصاً لتصوير هذا المسلسل في منطقة البربارة في الشمال. جهد آل الصبّاح في تأمين كل ما يلزم لتقديم صورة واقعية، فيبدو المسلسل حقيقياً. نتمنى تسليط الضوء لإعادة فتح هذا الملف الإنساني بامتياز.

هل من الصعب تخطّي الممثل لشخصية طُبعت في ذاكرة الجمهور؟

بالطبع، من خلال إطلالة قصيرة أو دور بسيط يمكن تذكير الناس بشخصية معيّنة قدّمناها سابقاً. ثمة ممثلون طُبعوا بشخصية معيّنة في ذاكرة الناس رغم التنوع الذي حققوه في مسيرتهم. علماً أن الممثل الذي ينوّع في أدواره وشخصياته، يعيش همّاً كلما عرضت عليه شخصية جديدة ولا يفكّر بأعماله السابقة. على كلّ، تؤدي المحطات دوراً في ذلك فهي تؤثر في ذوق المشاهدين الذين يصنفّونها بين شاشة منوّعات وشاشة دراما، فحين نقدّم أعمالا عدّة عبر شاشة معيّنة قد تمر مرور الكرام وفق هوية المحطة العارضة.

تبحثين عن أدوار غير نمطية، فهل تتوافر دائماً؟

أنوّع أحياناً في هذا الإطار، وأحاول تأطير أدواري وإضافة بعض الزركشات إليها، لكنني أشعر دائماً بأنني أريد أدواراً أخرى بعد، إنها طبيعة الممثل الذي يطمع دائماً بالمزيد.

يشترط بعض الممثلات أدوار البطولة أو كتابة أدوار خصيصاً لهنّ، ماذا عنك؟

أعزو ذلك إلى قناعة الممثل، فأنا أختار أعمالي عند قراءة النص. ليتني أملك شركة إنتاج أفرض من خلالها دوراً معيّناً يُكتب خصيصاً لي، لكنني متأكدة بأن الكتّاب الذين يعرفونني يطرحون اسمي لبعض الأدوار التي تليق بي، وهذا أمر جميل بالنسبة إلى من اجتهد وضحّى وتخصص في هذه المهنة، وكانت مسيرته الفنية محترمة وجميلة، خصوصاً إذا وجد أن المنتجين والكتاب يقدرون ذلك رغم الظروف اللوجستية الصعبة التي نعانيها أحياناً كثيرة.

لماذا لم تعد الدراسة الأكاديمية المعيار في اختيار الممثلين؟

تخصصت في المسرح واجتهدت وحققت مسيرتي، لكن في النهاية يجب أن يضع  الممثل هدفاً في حياته، والتوفيق بين الفنّ والعائلة وبين الحياة الاجتماعية والفنّ، فثمة من ضحّى بأمر لأجل أمر آخر، فيما حاول آخرون التوفيق بين الاثنين لكنهم لم يحققوا نجومية كبيرة وأنا من بينهم، وثمة من وصل إلى النجومية بعد ظروف صعبة.

عندما تستعدّين لشخصية مختلفة عن أخلاقياتك الاجتماعية وقناعاتك، هل تتقمصين شخصاً آخر؟

ليس تقمصّاً بمقدار ما هو مراقبة أشخاص لاكتشاف ردّة فعل الآخرين تجاه تصرفاتهم، عندها أعرف كيفية الاستفزاز في الشخصية التي سأجسّدها.

هل تنعكس أدوارك سلباً على حياتك اليومية؟

أبداً، إنما أحياناً تحصل أمور معينة في حياتنا اليومية تذكرنا بشخصية ما. فالممثل في النهاية كتلة شعور وأحاسيس، يعتبر أن الشخصية متنفّس له.

ما مصير مسلسل «أمير الليل»؟

عدنا إلى التصوير بعد توقف نحو سنة، على أمل أن يبصر النور قريباً كونه مسلسلا جميلا جداً. شخصيتي معاكسة تماماً لشخصية «ناهية»، وأؤدي دور قروية تعتني بالنحل والزراعة، تنتظر حبيبها السجين الذي خلّصها من بطش رجل عذّبها وعنفّها.

آراء ومواقف

تؤدين دور السيدة الأولى في فيلمك الأخير، ما شعورك كـ«سيدة أولى»؟

لا شعور في ظل استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية اللبنانية. أنا مواطنة عادية ومتأكدة بأن السيدات الأوائل في لبنان كنّ مواطنات عاديات وفاعلات اجتماعياً، ونحن نفتخر بهنّ، نأمل أن تأتي سيدة أولى جديدة تكون مدعاة فخر لنا أيضاً.

ما الأصداء حول الفيلم؟

حضره 60 ألف مشاهد في فترة قصيرة. من تابع الفيلم أُعجب برسالته المغلفة بطابع جميل، وأبدى إعجابه بالإخراج والقصة والممثلين. وفي هذا الإطار لا بدّ من الإشارة إلى الجهود التي تبذلها ماغي بو غصن، بطلة الفيلم، بمعية زوجها المنتج جمال سنان لتطوير المستوى السينمائي وتحسينه، انطلاقاً من التجارب السابقة التي خاضاها. في مطلق الأحوال يتعلّم الإنسان من التجارب والخبرات بهدف الاستمرارية والتطوير.

هل ساهم اعتماد كوميديا خفيفة في طرح قضايا اجتماعية عميقة؟

طبعاً،  تعمد ماغي بو غصن إلى إيصال رسالة معينة بطريقة خفيفة، رغم أن الفيلم لا يخلو من الوجع والتراجيديا.

شخصيتك جديّة ورصينة مقارنة مع الشخصيات الأخرى، ألا تميلين إلى الكوميديا؟

طبعاً، ولا بدّ من تقديم شخصية كوميدية لينسى الجمهور الشخصيات القاسية التي قدمتها سابقاً. وستتنوّع  شخصيتي في «سمرا» بين التراجيديا والكوميديا الخفيفة.

كيف يمكن لفيلم خدمة قضايا مهمّة في البلد مثل قانون منح الأم الجنسية لأولادها وقانون الشيخوخة والفراغ الرئاسي والطبابة؟

نحاول دائماً تسليط الضوء على قضايا عالقة في البلد، لا أداء دور المعالج، بل طرح المواضيع ولفت النظر إلى بعض العلاجات، علماً أن ثمة فنانين فاعلين، على مستوى المطالبة الشعبية، بتحقيق قضايا معيّنة كما أن ثمة مسؤولين يتابعونها.

ما رأيك في مستوى الأعمال السينمائية اللبنانية الناشطة في السنوات الأخيرة؟

متفاوتة على الصعيدين الشعبي والثقافي. أحببت فيلم «كتير كبير» وهو فعلا فيلم كتير كبير حصد جوائز، لتكامله من حيث العناصر الشبابية الجميلة إن على صعيد المنتجين الشقيقين أو المخرج ميرجان أو الممثلين الذين يحملون شعلة جميلة.