توقع الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع المعارضة للاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران أخيراً عندما يتم تنفيذ الاتفاق ولا تنتج عنه «مجموعة الأمور المخيفة» التي يخشاها المعارضون.

Ad

وفي مقابلة سجلت قبل مغادرته في إجازته يوم الجمعة الماضي، قال أوباما إن الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان واجه انتقادات مشابهة من الجمهوريين عندما قرر إجراء محادثات مع الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشيف. وأضاف أن «مؤيديه المحافظين كتبوا بعض الأشياء القاسية بحقه، وقالوا إنه يسعى إلى إرضاء إمبراطورية الشر».

ويبذل أوباما جهوداً كبيرة للحصول على عدد كاف من الأصوات في الكونغرس لضمان المصادقة على الاتفاق وتجنب هزيمة مذلة. وقال في المقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة: «عندما يتم تنفيذ هذا الاتفاق ونرى أجهزة طرد مركزي تخرج من منشآت مثل فوردو ونطنز، وعندما ينتشر المفتشون على الأرض، ويصبح واضحاً أن إيران تلتزم في الحقيقة بهذا الاتفاق، فإن وجهات النظر ستتغير». واستطرد أن «الناس سيدركون أن مجموعة الأمور المخيفة التي تتحدث عنها المعارضة ليست صحيحة».

ويتعين على أوباما أن ينتهج مساراً واضحاً، وإن كان مراوغاً في الكونغرس لمنع نسف الاتفاق النووي. وسيكون هدفه اقناع عدد كاف من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس لتأييد الاتفاق لمواجهة المعارضة شبه الجماعية من الأعضاء الجمهوريين. وقال السيناتور الديمقراطي البارز عن هاواي بريان سكاتز أمس الأول إنه سيؤيد الاتفاق.

ويعارض الجمهوريون بصفة عامة اتفاق إيران مع دول (5+1) في فيينا أخيراً، ولديهم أغلبية تمنحهم السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب. وبعض الديمقراطيين لديهم مخاوف بشأن الاتفاق أيضاً. وعندما يعود الكونغرس من عطلة الصيف في الثامن من سبتمبر المقبل، ستبدأ المناقشات بشأن قرار يقضي برفض الاتفاق. وللمضي قدماً في القرار في مجلس الشيوخ سيتعين على الجمهوريين حشد 60 صوتاً للموافقة على مشروع قرار إجرائي بإغلاق المناقشات. وإذا أمكنهم التوصل الى ذلك فإنهم سيحتاجون إلى 51 صوتاً فقط للموافقة على القرار نفسه. وأمامهم حتى 17 سبتمبر ليفعلوا ذلك. ولا يوجد مانع إجرائي بأغلبية كبيرة في مجلس النواب، ومن المتوقع أن يفوز القرار بسهولة بالموافقة هناك،

واذا أيده مجلسا الكونغرس فإن أوباما وعد باستخدام النقض (الفيتو) لوقف قرار الرفض. وإذا فعل أوباما ذلك فسيحاول المعارضون التغلب على قرار النقض. وهم يحتاجون لتحقيق ذلك إلى حشد تأييد الثلثين في كل من المجلسين. وعدد أعضاء مجلس الشيوخ 100 عضو بينما مجلس النواب به 435 عضواً.

ولعمل ذلك في مجلس النواب على الجمهوريين التصويت بالإجماع وأن يكسبوا 44 ديمقراطياً للتصويت معهم لإلغاء قرار النقض للرئيس. وحتى الآن قال تسعة فقط إنهم سيعارضون الاتفاق.

ويمكن للديمقراطيين عرقلة التغلب على قرار النقض في مجلس الشيوخ بأن يصوت 34 عضوا فقط. وحتى الآن التزم 16 عضواً بالتصويت لمصلحة القرار ووعد 16 عضواً بمعارضته.

(واشنطن، أ ف ب، رويترز، د ب أ)