روسيا تتعهد بالتنسيق مع «الحر» وعدم انتهاك أجواء تركيا

نشر في 06-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
No Image Caption
• تضامن «أطلسي» مع أنقرة
• كارتر: استراتيجية موسكو خاسرة
• باريس تتخوف من «حرب طائفية»
ازداد المشهد السوري تعقيداً وتوتراً بعد قيام طائرة "ميغ-29" مجهولة بمضايقة مقاتلتين تركيتين بعد ساعات من اختراق مقاتلة روسية المجال الجوي التركي، في وقت عرضت موسكو إجراء اتصالات عسكرية مباشرة لتنسيق عملياتها العسكرية مع "الجيش السوري الحر".

في محاولة لامتصاص الغضب الدولي المتصاعد من استهداف المعارضة السورية المعتدلة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس استعداد بلاده لإقامة اتصالات مع "الجيش السوري الحر".

وقال لافروف، في تصريحات نقلها موقع "روسيا اليوم"، إن "تنظيم الجيش الحر بات وهميا، لكني على الأقل طلبت من وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقديم معلومات ما حول مواقعه وقادته"، مضيفا: "ولم يقل أحد لنا حتى الآن أين يعمل هذا الجيش الحر أو أين وكيف تعمل وحدات أخرى مما تسمى بالمعارضة المعتدلة".

وكان لافروف أعلن في وقت سابق أن موسكو لا تعتبر "الجيش الحر" تنظيما إرهابيا، بل تدعوه إلى المشاركة في العملية السياسية.

 قواعد الاشتباك

في المقابل، أكد رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو، أمس، أن الروس أقروا بانتهاك المجال الجوي وتعهدوا بعدم تكراره، مجددا تأكيده أن تدخل موسكو في سورية صعد الأزمة، مشيرا إلى أن قنوات الاتصال معها مفتوحة ونأمل تخليها عن "موقفها الخاطئ".

وفي الوقت نفسه، حذر من أن أنقرة ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية مع أي جهة تنتهك مجالها الجوي، مؤكدا أن "القوات المسلحة لديها أوامر واضحة. حتى لو كان طيرا محلقا فسيتم اعتراضه".

وأعلن الجيش التركي تعرض مطاردتي "إف-16" تابعتين له "للمضايقة" من طائرة "ميغ-29" مجهولة أثناء دورية أمس الأول على الحدود السورية وذلك غداة حادثة سابقة في المنطقة نفسها، اعترض خلالها سلاح الجو طائرات حربية لنظيره الروسي وأجبرها على العودة إلى أدراجها في الأراضي السورية.

وعلى الفور، استدعت وزارة الخارجية السفير الروسي في أنقرة وأبلغته "احتجاجها الشديد" على الخرق، الذي حصل فوق محافظة هاتاي (جنوب شرق)، مطالبة بعدم تكراره ومحملة الروس المسؤولية عن أي حادث مؤسف قد يقع.

وأجرى وزير الخارجية فريدون أوغلو اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي، ونقل له وجهة النظر ذاتها، قبل بحثه المسألة أيضا مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال اجتماع على هامش زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان الرسمية إلى بروكسل، ولقائه رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان يونكر.

وندد ستولتنبرغ، في بيان، بـ"الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي"، قائلا إن "تحركات روسيا" في سورية "لا تساعد أمن واستقرار المنطقة"، موضحا أنه استدعى 28 دولة في الحلف على وجه السرعة لحضور اجتماع لمجلس الاطلسي مساء أمس.

كارتر

وبينما أعلن مسؤول أميركي رفيع أن انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي ربما يكون متعمدا، اعتبر وزير الدفاع آشتون كارتر أمس أن غاراتها في سورية تندرج في إطار "استراتيجية خاسرة"، داعيا إلى قصف "داعش" أولا.

وقال كارتر، خلال مؤتمر صحافي في مدريد حيث بدأ جولة أوروبية، إن "روسيا فاقمت الحرب الأهلية مهددة مبدأ تسوية سياسية للنزاع والحفاظ على بنية السلطات التي تقول إنها تدافع عنها".

«الدفاع الروسية»

ومع استمرار حملتها الجوية في سورية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس شن غارات جوية على 9 مواقع لتنظيم "داعش" في الساعات الـ24 الأخيرة، مؤكدة أن "طائرات سوخوي سو-34 وسو-24م وسو-25 نفذت 25 طلعة تهدف إلى زعزعة السلسلة القيادية وضرب لوجستية الإرهابيين".

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن قاذفات "سو-24" دمرت مركزا قياديا لتنظيم الدولة في الرستن ومستودعي ذخيرة ومركز اتصالات في تبليسة بمحافظة حمص، كما ضربت مركزا قياديا ثانيا في بيت منيفة بريف اللاذقية.

وأشارت إلى أن الطائرات الروسية دمرت في جسر الشغور بإدلب موقعي مدفعية رصدتهما طائرات استطلاع بدون طيار، وقاعدة مموهة كانت تحوي 30 آلية بينها دبابات "تي-55" استولى عليها الجهاديون من الجيش السوري.

مناطق «داعش»

وكذب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، التصريحات الروسية، نافيا وجود "داعش" عمليا في المناطق المذكورة، وموضحا أن "نطاق عمليات الطائرات الروسية يشمل محافظات حماة وإدلب وحمص واللاذقية والرقة، في حين يواصل النظام السوري عملياته الجوية في محافظة دير الزور ومدينة حلب ومناطق سيطرة داعش في ريفها الشرقي وريف دمشق ودرعا".

ضرب «النصرة»

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن الغارات الجوية يجب أن تستهدف "داعش" و"الجماعات الإرهابية" كافة، ولا سيما "جبهة النصرة".

وقال فابيوس، لإذاعة "أوروبا 1"، إن دعوة الرئيس فرنسوا هولاند إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لضرب "داعش حصراً" كانت "صيغة مختزلة".

وحذر فابيوس من مخاطر اتساع رقعة الصراع في سورية، متخوفاً من تحوله لحرب طائفية تشمل المنطقة.

(دمشق، موسكو، أنقرة، باريس- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top