من المخالفات المرورية الجسيمة تجاوز الإشارة الحمراء الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة منها الوفاة أو الإعاقة، ففي إحدى ليالي شهر رمضان خرجت سارة، الطالبة في كلية الطب، بصحبة صديقتها بسيارتها، ثم وقفت سارة عند إشارة المرور في تقاطع جنوب السرة دقائق معدودات، وعندما أضاءت الإشارة باللون الأخضر سارت "سارة"  في دربها آمنة مطمئنة، وإذا بشاب متهور يتجاوز الإشارة الحمراء بسرعة جنونية فاصطدم بسيارتها بقوة شديدة، فأودى بحياتها على الفور.

Ad

ازدادت ضحايا حرب الشوارع في دولة الكويت، ففي كل سنة يتراوح عددهم بين 400 و450 ضحية، هذا الرقم المخيف يتكرر سنوياً، ولو عملنا حسبة بسيطة لعدد الضحايا منذ تحرير الكويت في عام 1991 حتى الآن لوجدنا عدد قتلى حرب الشوارع 10 آلاف قتيل أو أكثر، وبالمناسبة عدد شهداء دولة الكويت أثناء الاحتلال العراقي الغاشم لم يتجاوز الألف شهيد، ولو جمعنا عدد قتلى حرب الشوارع مع ضحايا المخدرات وعددهم 20 ألف ضحية يصبح إجمالي عددهم 30 ألف ضحية.

 والسؤال الذي يطرح نفسه: ما عقوبة من يتجاوز الإشارة الحمراء عمداً ويقتل نفساً بريئة يا مرور؟ وفي حالة إنكار المتهم، مع عدم وجود شهود وكاميرا في الشارع الذي وقع فيه الحادث الأليم ما مصير المتهم؟ أتوقع أن الحكم ربما يصدر ببراءة المتهم، لأن المتعارف عليه قانوناً أن الأحكام الجزائية تبنى على الجزم واليقين لا على الشك. كما تنص المادة (26) من قانون المرور على إلزام الإدارة العامة للمرور بتوفير الحماية والسلامة لمستخدمي الطريق من الحوادث المرورية؛ لذا نناشد وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور تركيب كاميرات في كل شوارع دولة الكويت؛ لردع كل من تسوّل له نفسه مخالفة القانون، أسوة بما هو معمول به في لندن، حيث يوجد هناك 5 ملايين كاميرا لحفظ الأمن. كما نناشد الجهات المختصة في الدولة كـ"الداخلية والتربية والإعلام والأوقاف والشؤون" المساهمة في إيجاد علاج ناجح لهاتين الظاهرتين الخطيرتين على مجتمعنا، فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

آخر المقال:

نسأل الباري عز وجل أن يتغمد المرحومة "سارة البغلي" بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته هي وكل ضحايا حرب الشوارع، اللهم آمين.