Faith يتعثَّر بسبب نصه غير المتقن
يحصل فيلم Faith of Our Fathers (إيمان آبائنا)، آخر إضافة إلى سوق الأفلام المرتكزة على الإيمان المتنامية، على علامات مرتفعة بسبب حسن نواياه، إلا أنه يخسرها لسوء تنفيذه. فقد صب الكاتب كل اهتمامه على الجانب الروحاني من القصة، فأخفق من الناحية التقنية.
تعكس هذه القصة التي تتحدث عن غريبين توحدهما جهودهما لمعرفة المزيد عن والديهما، مدى أهمية العلاقة بين الأب والابن. فيكتشفان الكثير عن والديهما وعن نفسيهما، فيما يقومان برحلة طويلة إلى العاصمة واشنطن لرؤية نصب قدامى محاربي فيتنام.
مع تطور القصة يتجلى بوضوح أن الإيمان أدى دوراً مهماً في حياة والديهما وابنيهما الضالين. ثمة لحظات يلجأ فيها الفيلم إلى الوعظ، إلا أن هذا متوقع من فيلم من هذا النوع.
تعكس هذه القصة التي تتحدث عن غريبين توحدهما جهودهما لمعرفة المزيد عن والديهما، مدى أهمية العلاقة بين الأب والابن. فيكتشفان الكثير عن والديهما وعن نفسيهما، فيما يقومان برحلة طويلة إلى العاصمة واشنطن لرؤية نصب قدامى محاربي فيتنام.
مع تطور القصة يتجلى بوضوح أن الإيمان أدى دوراً مهماً في حياة والديهما وابنيهما الضالين. ثمة لحظات يلجأ فيها الفيلم إلى الوعظ، إلا أن هذا متوقع من فيلم من هذا النوع.
لم يكتفِ كيفين داونس بالمشاركة في إنتاج فيلم Faith of Our Fathers، بل شارك في التمثيل أيضاً. في كلا المجالين، يقدّم عملاً ممتازاً. لكن العمل على النص، الذي شارك فيه مع كاري سكوت، هارولد وهل، وديفيد أ. ر. وايت، أخفق تماماً.يحفل الفيلم بشخصيات تتخذ قرارات غير منطقية، حوادث غير مبررة، وأعمال غريبة تدفع بالحبكة إلى الأمام. كانت الفكرة الجوهرية قوية كفاية لإنجاح الفيلم، لو أن نصه حظي بقليل من الاهتمام الإضافي.
ولعل أكبر إخفاقاته الإطار الزمني. صحيح أن نصف القرن الماضي حفل بصراعات عسكرية، تدور أحداث الفيلم في أواخر التسعينيات ليتلاءم مع الإطار الزمني ومع مشاركة الوالدين في حرب فيتنام. ولكن باستثناء لقطة النصب التذكاري، ما من سبب وجيه لاعتماد جدول زمني مماثل يجعل الفيلم يبدو بعيداً عن زمننا.تبدأ المشكلة في مرحلة باكرة من الفيلم. لتعزيز التوتر، يقرر جون (داونز) قبل أسابيع قليلة من زفافه أن يقوم بهذه الرحلة عبر الولايات المتحدة ليكتشف بعض المعلومات عن والده الذي لم يعرفه. لم يأبه لهذه المسألة طوال 30 سنة. لذلك ما كانت بضعة أسابيع إضافية لتشكل أي فارق.لكن هذا يفتح المجال أمام محادثات طويلة بين جون وعروسه المستقبلية (كانديس كاميرون بور)، فيبدو هو أنانياً وهي وقحة.شخصية ضعيفة يبدو أن الكتّاب أرادوا إظهار جون بمظهر الإنسان الذكي، إلا أنه يوافق على كثير من المسائل الغبية، ما يجعل هذه الشخصية تبدو ضعيفة وغير واقعية. فهو رجل يسمح لغريبين بأخذ سيارته ولا يفكر في أنهما يضمران الشر.يُفترض أن تتحلى شخصيته بقلب كبير ومحب بسبب التزامه بإيمانه. ولكن حتى يسوع رأى الشر في الصيارفة.أما أسوأ لحظات الفيلم، فتظهر حين تدور أهم أجزاء الفيلم في موقع لا يبدو منطقياً. ولم يحاول الكتّاب حتى تقديم أي تفسير. ويتضح في النهاية أن هذا عنصر آخر يخرج القصة عن مسارها.يستحق داونز الكثير من التقدير لتقديمه هذا الأداء القوي رغم كل هذه الثغرات في النص. فيبدو تمثيله واقعياً ودافئاً، ويعرب عن تعقيد يجعل الشخصيات تنبض بالحياة. لكن هذا الفيلم يضم أيضاً ممثلين سيئين، مثل روبرتسون. لا يبدو نجم Duck Dynasty سيئاً فحسب، بل يُسمح له بالتكلم بطريقة غريبة، ما يجعل كل جملة يؤديها بالغة السوء.أما من ناحية الإيمان، فيأتي Faith of Our Fathers قوياً جداً، حتى إن القيمين عليه يمكنهم تمرير صينية جمع التبرعات مع نهاية كل عرض. ما من خطأ في تقديم مواد تزخر بالإيمان. ولكن عندما تُقدم بهذه الطريقة القوية والواضحة، يصعب جذب المشاهدين من خارج مجموعة المؤمنين الملتزمين.يستطيع داونز وزملاؤه متابعة إعداد أفلام مماثلة. ولكن عليهم أن يتذكروا أن النوايا الجيدة لا تكفر عن ذنب النص السيئ والتمثيل غير المتقن.