فجر يوم جديد: «الرجل الغامض بسلامته}
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
أدرك حسين فهمي أن ملامحه الأجنبية، ووسامته المفرطة، ستقوده إلى الدوران في فلك أدوار «كازانوفا»، «الدونجوان» و{العاشق الولهان»، التي سجنه فيها المنتجون والمخرجون، غير أنه سرعان ما أعلن تمرده، ووافق على تجسيد أدوار الشرير والمظلوم والزوج المغلوب على أمره، كما في أفلام: «الأخوة الأعداء»، «الهارب» و{امرأة متمردة»، لكنه حقق نقلة نوعية كبيرة في فيلم «العار»، أتبعها بدوره في فيلم «جري الوحوش»،. ورغم أن العام 1990 شهد أول وآخر تجربة تعاون بينه والمخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، فإن النقطة الفارقة في مسيرته السينمائية تمثلت في تجسيده دور ضابط المباحث «معتصم الألفي» في فيلم «اللعب مع الكبار»، إذ استطاع أن يكون نداً قوياً للنجم عادل إمام، واللافت هنا أن تجربة حسين فهمي برهنت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يتألق في حالين، أولهما وجود المخرج المتمكن القادر على توجيهه، ولا يؤمن بنظرية «التمثيل مسؤولية كل ممثل»، وثانيهما أن يجمعه الفيلم بممثل قوي قادر على استفزازه، وشحذ طاقاته الخاملة، فالمخرج يصنع من حسين فهمي ممثلاً، كما فعل محمد خان في فيلم «موعد على العشاء»، وشريف عرفة في فيلم «اللعب مع الكبار»، وعلي عبد الخالق في «العار»، بينما يفجر التحدي ملكاته الكامنة، كما في تجربته مع عادل إمام في «اللعب مع الكبار»، ونور الشريف في «اختفاء جعفر المصري» و{العار»، من قبل وأحمد زكي في «موعد على العشاء»، ومحمود ياسين في «انتبهوا أيها السادة»، ومحمود عبد العزيز في «جري الوحوش». ولا يمكن أن ننسى هنا تجربته في «الأخوة الأعداء»، التي وجد نفسه خلالها في مواجهة العمالقة: يحيى شاهين، نور الشريف ومحيي إسماعيل، وأظنه كسب الرهان.من هنا، كانت فرحتي كبيرة بقرار د. ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والناقد يوسف شريف رزق الله مديره الفني بمنح النجم حسين فهمي جائزة فاتن حمامة التقديرية في حفل افتتاح الدورة السابعة والثلاثين للمهرجان (11 – 20 نوفمبر 2015)، بالإضافة إلى إصدار كتاب عنه من إعداد الناقدة ماجدة موريس، وعرض أربعة من أفلامه على هامش التكريم هي: «خلي بالك من زوزو»، «الهارب»، «العار» و{اللعب مع الكبار»، فالقرار يُعيد - في رأيي - الاعتبار إلى فنان ظُلم طويلاً، سواء كممثل لم تخضع مسيرته للتقييم الذي تستحقه، أو كرئيس لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في الأعوام من 1998 إلى 2001، فإضافة إلى شخصيته الحاسمة، وحضوره الملحوظ أظهر كفاءة إدارية غير متوقعة.