«فتوّات» الاتحادات... «إحنا معاك يا ريس»

«الأولمبية الكويتية» سترفع تقريراً «بغير العادية» لتثبت الإيقاف!

نشر في 24-10-2015
آخر تحديث 24-10-2015 | 00:05
اختارت الاتحادات الكويتية السباحة ضد التيار، وتثبيت الإيقاف المنتظر على الرياضة الكويتية في 27 الجاري من اللجنة الأولمبية الدولية، بعد أن رفضت مقترح اتحاد السباحة بمراسلة الأخيرة بكتاب يؤكد عدم وجود تعارض مع القوانين الدولية أو تدخل حكومي في الرياضة.
تمخض اجتماع اللجنة الأولمبية الكويتية في الجمعية العمومية غير العادية، التي انعقدت أمس الأول بحضور ممثلي جميع الاتحادات، عن خيبة أمل جديدة «وسواد» ينتظر الرياضة الكويتية التي توقفت بعض أطرافها، انتظاراً للقرار القاتل للجنة الأولمبية الدولية في 27 الجاري، بتعطيل تام للحركة الرياضية الكويتية.

وبات قرار اللجنة الأولمبية الدولية بتجميد الرياضة الكويتية قادماً لا محالة، بعد أن اتخذ «فتوّات» الاتحادات قراراً بعدم التعاون مع المساعي الكويتية الحكومية والبرلمانية والرغبة الشعبية للعمل على الخروج من مأزق الإيقاف.

ولم يجد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ طلال الفهد خلال «العمومية» غير العادية، التي استمرت 5 ساعات، أي معارضة لرغبته في استمرار الوضع القائم، بتأكيد وجود تعارض للقوانين الكويتية مع نظيرتها الدولية، والإصرار على أن التدخل الحكومي حاصل في عمل الاتحادات والأندية الرياضية.

ورفض الفهد مقترح اتحاد السباحة، وأصوات بعض العقلاء خلال العمومية القاضي بإرسال كتاب إلى «الأولمبية الدولية» بعدم وجود تعارض للقوانين الكويتية، واقتصار دور الحكومة على الدعم المالي للاندية والاتحادات.

وكما هي عادته بالتعامل العنجهي، رفض الفهد الاعتراف بضعف موقفه في الداخل بعد أن انكشفت خططه تماماً للسيطرة على مقدرات الرياضة الكويتية، مؤكداً للعمومية أن قوته في الخارج تعوض هذا الضعف الداخلي!

واعتبر الفهد في رسالة واضحة للاتحادات والمنظمات الدولية للإبقاء على الوضع القائم، والاستمرار بتهديد الكويت ووضع الحكومة والدولة تحت الضغط، أن الحل الوحيد للخروج من مأزق تعليق النشاط هو تعديل القوانين، والإبقاء على قانون 26 لسنة 2012، الذي أقر بنفس طريقة الضغط الحالية بعد تعليق النشاط سابقاً، والذي أعطاه القوة الإضافية لبسط سيطرته على الرياضة إلى الدرجة التي تمكن معها حرمان بعض الأندية من ممارسة حقوقها في الاتحادات، في ظل غياب ممثلين شرعيين لها!

خلط الأوراق!

وفي الوقت الذي رتب فيه الفهد أوراقه مع اتحادات الخنوع بالوقوف ضد مصلحة الكويت، خرج في المؤتمر الصحافي محاولاً خلط الأوراق ليناشد الحكومية الجلوس على طاولة واحدة، لإيجاد حل سريع وسهل لتفادي أي إيقاف من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

وتناسى الفهد الرسالة التي وصلت إلى الكويت من اللجنة الأولمبية الدولية أمس الأول، وجاء من خلالها اعتراف واضح وصريح من عضو مفوضي اللجنة الأولمبية الدولية باتريك هيكي بأن الإيقاف حل على الكويت من خلال خلاف بين طرفين حول القوانين، وهو ما يؤكد ضمنياً شكوى الأولمبية الكويتية بوجود تدخل حكومي وتعارض للقوانين!

وقال الفهد خلال المؤتمر في موقف يكشف تناقضاً كبيراً بين موقفه المعلن والمبطن: «إنه بالإمكان مخاطبة الأولمبية الدولية (يقصد الحكومة) والتأكيد لها أنه سيتم تجميد النقاط العالقة في القوانين».

 وأصر على الاختلاف في القوانين، وأنه مستعد لتقديم استقالته إذا كان هو المتسبب في الأزمة الراهنة، شرط أن يقدم من وضع قوانين التعارض استقالاتهم، واستمر في خلط الأوراق باقتراحه على أن «يذهب وفد محايد للقاء اللجنة الأولمبية الدولية، وإذا قالوا للوفد إن هناك من اشتكى ولا يوجد تعارض في القوانين، فإنني سأتنحى نهائياً، وأتمنى أن يخرج أحد ما ويقول نحن موافقون على هذا الطرح!».

ولم يجد رئيس اللجنة الأولمبية عذراً للتنصل من تحمّل مسؤوليته ولجنته في الأزمة الراهنة، وفق ما أكده كتاب «هيكي» إلا باتهام الإعلام الكويتي بارتكاب خطأ مقصود في الترجمة!

إلا أن الفهد لم يتمكن من إخفاء كل اعترافاته، فأقر بالتأكيد بقصد أو من دونه أنه هو ما افتعل الأزمة، وأدخل الكويت فيها عن سابق إصرار، وقال: «يوجد تعارض للقوانين الكويتية، وتدخل حكومي، والاختلاف محدد بتسع نقاط، والخلل كامن في القوانين الكويتية... وفي اجتماع لوزان، لم يتطرق الوفد الحكومي إلى حلول».

اللعب على كل الأحبال!

وحاول الفهد خلال المؤتمر الصحافي اللعب على كل الأحبال، فهو يهاجم الحكومة تارة، ثم يناشد سمو رئيس مجلس الوزراء إيقاف بعض موظفيه من الذين «يقومون بتهديدات مباشرة ومبطنة من خلف الكواليس وفي غرف مغلقة للأندية والاتحادات بالتحويل إلى النيابة وما شابه» تارة أخرى، وكأن الكويت تحولت إلى دولة بوليسية تهدد وتتوعد.

وحاول الفهد تدارك المأزق الذي دخل فيه بتصوير الكويت بصورة الدولة البوليسية، فحاول استدرار المشاعر بقوله مستعطفاً رئيس مجلس الوزراء: «سموك لا ترضى بأن يكون هناك من يستغل منصبه ويقوم بتهديد الأشخاص والهيئات الرياضية، وما يحصل حالياً في حق المواطن الكويتي مصيبة، ونحن على استعداد لكشف الأسماء وما دار في الغرف المغلقة»، ونحن نضم صوتنا إلى صوت الشيخ طلال، ونطالبه إذا كان عند كلمته بأن يكشف إلى العلن أو لسمو رئيس مجلس الوزراء من يقوم بالتهديد والوعيد.

الهاجري: 4 اتحادات وقعت كتاب «السباحة»

كشف أمين صندوق اتحاد السباحة حمود الهاجري أن 4 اتحادات وقعت الكتاب المقدم من اتحاد السباحة للجمعية العمومية للجنة الأولمبية الكويتية، والذي ينص على عدم وجود تعارض في القوانين الكويتية، أو تدخل حكومي في شؤون الرياضة.

وقال الهاجري في تصريح لـ«الجريدة»، ان «اتحاد السباحة قدم مبادرة باقتراح إرسال كتاب من الاتحادات للتوقيع عليه، ومن ثم رفعه إلى اللجنة الأولمبية الدولية، لتفادي شبح الإيقاف الذي يهدد الرياضة الكويتية»، مشيراً إلى أن اتحاد السباحة كان أول من وقع الكتاب، وتبعه بعد ذلك اتحاد السلة، قبل أن يوقع اتحادا التنس الأرضي، والكراتيه أمس. وأكد أن توقيع اتحاد السلة سليم، لأنه جاء من أمين السر المخول بحضور الجمعية العمومية غير العادية وتمثيل الاتحاد في التوقيع.

وأبدى الهاجري تفاؤله بزيادة عدد الموقعين على مقترح اتحاده، لحلحلة الأمور بنحو يتفادى معه الايقاف الذي يخيم شبحه على الرياضة الكويتية في الأيام القليلة المقبلة.

الكندري أول الصارخين تأييداً!

في موقف أثار استغراب الحضور في الجمعية غير العادية، التي دعت إليها اللجنة الأولمبية، تحدث رئيس اتحاد السلة عبدالله الكندري منذ بداية الاجتماع بصوت مرتفع عن تأييده لخطوات الفهد أياً كانت، ثم غادر الاجتماع.

وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي ظهر الكندري خارج مقر «الأولمبية الكويتية»، وبسؤاله عن موقف اتحاد السلة أكد أنه غير مؤيد لمقترح اتحاد السباحة القاضي بعدم وجود تعارض، وعدم وجود تدخل حكومي.

 وزاد أن توقيع أمين السر ضاري برجس على مقترح اتحاد السباحة غير معترف به، لكون برجس، الذي حضر الاجتماع، غير مخول بالتوقيع.

ساعتان من «الزن» الإنشائي!

استمر «زن» رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ طلال الفهد على أعضاء الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الكويتية لمدة ناهزت الساعتين كانتا مليئتين بالكلام الإنشائي والعاطفي، حاول خلالهما الفهد كسب خواطر واستدرار تعاطف العمومية، متبعاً سياسة العصا والجزرة، وأن من سيقف في صفه، سيرد له التحية بأحسن منها.

وأيضاً حاول الفهد اقناع العمومية بوجهة نظره الداعية إلى وجود تعارض يضر بمصلحتهم، ويجعل من ذهابهم من دون رجعة أمراً مرجحاً في قادم الأيام، إذا نجحت الحكومة في تمرير ما تصبو إليه من قوانين.

وكان جلياً أن أغلب الحضور ذهب إلى العمومية غير العادية من أعضاء الاتحادات للاستماع للفهد من دون القدرة أو حتى الرغبة في إبداء أي رأي، ولم ينقصهم إلا الهتاف «بالروح بالدم نفديك يا طلال»!

back to top