بسطت القوات الحكومية سيطرتها أمس على ما تبقى من محافظة الجوف، المتاخمة للحدود السعودية، ومحافظتي صعدة وصنعاء، في وقت شهدت عدة محافظات قتالاً بين القوات الشرعية والمتمردين، على الرغم من سريان وقف إطلاق النار الهش، فيما تمكنت الدفاعات الجوية السعودية من اعتراض صاروخ «سكود»، ودمرته فوق نجران.

Ad

أحرزت القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، تقدما في المحور الشمالي الغربي لمدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، بعد مواجهات مع الميليشيات الحوثية والرئيس السابق علي صالح في المحافظة التي باتت في قبضة القوات الحكومية.

وتركز تقدم قوات الشرعية في جبهات سدباء، والسيطرة على أجزاء كبيرة من جبل الريحانة الاستراتيجي، الواصل بين مدينة الحزم وبلدة المتمون الواقعة شمال غربي المحافظة، المتاخمة للحدود السعودية من جهة الشمال، ومحافظة صنعاء من جهة الجنوب.

ووصلت قوات الجيش والمقاومة الشعبية إلى تخوم محافظة صنعاء، وتوغلت فيها لأكثرة من 25 كيلومترا.

وقال الناطق باسم "مقاومة الجوف" عبدالله الأشرف، إن المعارك مستمرة في مديرية الصفراء، بعد السيطرة على أم الحجر ونقطة المشاف باتجاه صنعاء، في حين تخوض المقاومة معارك أخرى في المديريات الجبلية المتاخمة لمحافظة صعدة، وهي جبال منطقة سدباء، التي تعد آخر معاقل المتمردين بالجوف.

وأضاف أن 90 في المئة من محافظة الجوف أصبحت تحت سيطرة القوات الحكومية.

وتزامن تقدم قوات هادي مع سلسلة غارات للتحالف العربي في منطقتي خب والشعف بالجوف، أسفرت عن قتلى وجرحى، بينهم قيادات ميدانية من المتمردين.

وكانت مصادر حكومية أكدت أمس الأول، أن القوات الموالية لهادي، باتت على بُعد 30 كيلومترا من مطار العاصمة صنعاء الدولي، بعد تسلمها معسكرا من قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، على خلفية انشقاقات وخلافات بين عناصره.

كاتيوشا وسكود

في غضون ذلك، أعلنت قيادة التحالف العربي اعتراض قوات الدفاع الجوي السعودية صاروخ سكود فوق منطقة نجران، جنوب غربي المملكة على الحدود مع اليمن، كما دمرت منصة إطلاقه بصنعاء. وأفادت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، بأنه تم "تدمير الصاروخ قبل أن يصل إلى نجران".

وكانت قوات التحالف أعلنت الاثنين الماضي، أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أطلق من الأراضي اليمنية باتجاه جازان، مشيرة إلى أن القوات الجوية دمرت منصة إطلاق الصاروخ بعد تحديد موقعه.

من جهة أخرى، قصفت الميليشيات 4 صواريخ كاتيوشا على مدينة التربة، التي توجد فيها معسكرات استقبال مجندين جدد للجيش الوطني والمقاومة جنوب تعز.

وقتل 29 مسلحا من المتمردين، وأصيب ثلاثون آخرون، فيما قتل أربعة من المقاومة والجيش وجرح ستة في مواجهات أمس بمدينة تعز، كما قتل 20 من الحوثيين باشتباكات بمحافظة مأرب.

وأكد سكان أن الصواريخ تساقطت في محيط مستشفى خليفة ونادي المديرية الرياضي، من دون سقوط أي ضحايا.

تحرير بيحان

إلى ذلك، وصلت صباح أمس طلائع اللواء "21 ميكا"، بقيادة العميد الركن جحدل حنش العولقي، إلى مشارف مديرية بيحان بمحافظة شبوة، في إطار حشد حكومي يستهدف تحرير المديرية من قبضة الميليشيات الحوثية.

وكانت قيادة أركان الجيش أصدرت الأسبوع الماضي أمرا للواء بالتحرك من منطقة العبر إلى العبيلات وظليمين، لقطع إمدادات الحوثيين، والاستعداد لمعركة تحرير بيحان، جنبا إلى جنب مع اللواء 19 مشاة.

اقتحامات واشتباكات

وفي الضالع - جنوبي البلاد، قتل أربعة من المتمردين أثناء محاولتهم اقتحام مواقع تابعة للمقاومة في جبار وحمك.

وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت في وقت سابق بين المقاومة والحوثيين عند جبهة ظفار غرب الضالع، وأسفرت عن سقوط جرحى من مسلحي الحوثي.

معتدٍ واحد

سياسياً، وفي وقت ارتفعت وتيرة القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الهش، اجتمع مجلس الوزراء اليمني في العاصمة السعودية (الرياض)، برئاسة رئيس الحكومة ونائب رئيس الجمهورية، خالد بحاح، لبحث تطورات المفاوضات مع الحوثيين، وجرى خلال الاجتماع التأكيد على وجود "معتدٍ واحد، وهو من يمارس القتل والحصار على المدنيين، وهو الذي انقلب على الدولة والسلطة الشرعية"، في إشارة إلى الحوثيين والقوات الموالية لصالح.

«الصنعانية» لتصفية قيادات التمرد

رداً على الانتهاكات الحوثية بحق نشطاء الرأي والمنظمات المدنية في العاصمة صنعاء، دشنت مجموعة شبابية تطلق على نفسها "الصنعانية" خلايا مسلحة شنت هجمات وقامت بعمليات تصفية للعديد من قادة الميليشيات داخل العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين.

وأفادت مصادر ميدانية بأن عناصر "الصنعانية" تعمل بشكل منفرد على شكل مجموعات مستقلة، هدفها إسناد هجمات المقاومة الشعبية الموالية للشرعية، وتقتصر عملياتهم على تصفية عناصر مختارة من التمرد، غالباً ما يكونون قيادات عسكرية أو ميدانية، إضافة إلى متورطين في مداهمة منازل رموز المقاومة.

وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن كافة عناصر "الصنعانية" هم من الشباب غير المرصودين لأجهزة الأمن التابعة للانقلابيين، ويتحركون في مجموعات بسيطة لا تثير الريبة، ويستخدمون أسلحة خفيفة لا تلفت النظر، غالباً ما تكون عبارة عن مسدسات شخصية، ويبادرون فور انتهاء عملياتهم إلى العودة لمنازلهم، مما يصعب من مهمة ملاحقتهم أو ضبطهم.