أقام ديوان "تواصل" ندوة حول "أسعار النفط والتحديات المستقبلية"، بحضور المهندس أحمد العربيد الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة نفط الكويت، العضو المنتدب وصاحب مبادرة الكويت عاصمة النفط في العالم، والدكتور علي الطراح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت ومستشار منظمة اليونسكو لشؤون المنطقة العربية، وكل أطياف المجتمع الكويتي وقطاعات الدولة.

Ad

من جانبه، أكد العربيد قائلا "للأسف وصلنا إلى مفاهيم خاطئة منها التخلي عن النفط، وهي فكرة كاذبة نشرها الغرب لخلق حروب، ولأن النفط عندهم قليل وفكرة النضوب أيضا كاذبة، وتم التخلي عنها منذ سنتين، لأن دراستهم فاشلة وغير صحيحة، فمنذ 150 عاما والنفط يزيد ولا يقل، ولا نستبعد اكتشاف حقول جديدة في أماكن أخرى مثل مصر وسورية وقبرص ودول أخرى".

وأضاف أن "الكويت يمكنها الاستفادة من نفطها بشكل أفضل وأوسع، لاسيما أنها متفوقة، لذلك سميت الكويت عاصمة النفط في العالم خلال 10 سنوات، فلماذا نعجز في ظل هذه الإمكانات العالية عن استرداد السمعة الطيبة لنا، فنحن نملك قطاعاً نفطياً راقياً داخل الكويت وخارجها، وما نعانيه حاليا هو ان النفط مصدر الدخل الوحيد للكويت، ويجب أن نبحث عن مصادر بديلة، فحالياً يستخدم النفط كطاقة، وفقط نسبة 5 في المئة تستعمل طاقة تحويلية ولها 300 ألف استخدام في العالم".

 وذكر "ما بالك إذا رفعت النسبة إلى 10 في المئة مثلا فأكثر، وهذا يجعل سعر البرميل يرتفع بالتأكيد، وإذا أحسنا استغلال ثرواتنا النفطية بما يعظم العائد منها بذلك يتحول برميلنا الأسود إلى برميل ذهبي، كذلك يمكن الاستفادة من تكنولوجيا النانو المكتشفة منذ ثلاثين عاماً، وهي محاولة تصغير المادة إلى أصغر حد، ولو تم استخدام النانو لتفوقنا على الجميع، لاسيما أن ذرة الكربون موجودة بكثرة في الكويت بشكل متميز، وأيضاً يمكن تحويلها إلى الماس، والأهم تحويل النفط إلى وقود للصناعات الأخرى".

وحول التنبؤ بأسعار النفط قال العربيد "لا يمكننا ذلك ما لم يكن لدينا إلمام كامل على مستوى عالمي، ونحن أمام فرصة تاريخية لتكون الكويت عاصمة النفط في العالم كما كانت في الخمسينيات، فالخليج العربي والشرق الأوسط يمتلك ثلثي كمية النفط المخزن في العالم"، وفي سؤال آخر أكد أن تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري من 80 إلى 85 دولاراً في مقابل 4 دولارات فقط تكلفة برميل النفط الكويتي.

وأكد العربيد أن "80 مليار دولار ضاعت على الكويت عام 1995، نتيجة عدم وجود كفاءات نفطية في ذلك الوقت، رغم مطالبتنا بجلب أشخاص ذوي خبرة، لمساعدتنا في استخراج النفط"، مطالباً بأن يعطى القطاع النفطي استقلاليته مع رقابة شاملة وحقيقية من أشخاص مختصين في المجال النفطي.

التجربة الكورية

ومن جهته، تحدث الطراح عن تجربة كوريا الجنوبية، التي كانت من أفقر دول العالم، والتي استطاعت برؤيتها الواضحة وتجربتها الناجحة أن تنتقل الى دولة منافسة في العالم، وسنغافورا التي لم يكن بها مقومات الدولة لتصبح رابع أهم مركز مالي في العالم، ومدينة عالمية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي.

وقال "إذا لم يكن الهدف واضحا فلن نكون أي شيء في المستقبل، وما نرمي إليه هو وجود إدارة توصلنا إلى ما نريد!، فمنذ إقرار الخطة الخمسينية لم ننفذ أي شيء، ومن سنة إلى اخرى مكانك بدون تقدم فلماذا؟ إذن المطلوب تنوع المصادر الاقتصادية".

وأضاف الطراح أن "العوامل التاريخية أوجدت النفط في الكويت بفضل من الله، لكن كيف نستفيد من هذه النعمة؟ نحن أمام تحد كبير، ولسنا هنا نحمل المسؤولية للحكومة، فكلنا مسؤولون ولنا دور يمكن أن نصنعه".

وأكد أن أنظمة الحكم هي صمام الأمان بالنسبة للشعوب العربية، و"هذا لا يمنع ان نتشارك الرأي للوصول الى نتيجة ناجحة، ومازال أمامنا فرصة وسط الاضطراب الإقليمي، فنحن لا نطبخ بل نأكل فقط، ومعرضون لتحديات كبيرة داخل مجتمعنا، وهناك ثغرات داخل النسيج الاجتماعي، ويجب علينا النظر إلى المصلحة العامة، والكويت هي الأهم".

وقال "كيف يمكننا أن نصنع الاستقرار والقراءة التاريخية تؤكد انه ليس لدينا رؤية واضحة، وما المقصود أن تكون الكويت مركزا ماليا عالميا؟ وأين خطة السنوات من 2009 إلى 2015؟... الشعارات لم تتغير ولن تنفع، فأين الرؤية؟ وأين الإدارة؟".