تنعقد جولة جديدة من الحوار الوطني في لبنان اليوم، في وقت تكثر اللقاءات السياسية الثنائية الجانبية في الخارج. ومن غير المتوقع أن تقدم الجلسة جديدا سوى أن كل الأضواء ستكون متجهة، على غير عادتها، إلى رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي أصبح «حديث البلد»، بعد لقائه المثير للجدل برئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، والحديث على نطاق واسع عن ارتفاع أسهمه الرئاسية، مقابل انخفاض أسهم زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون.
ولايزال الحديث متضاربا عن لقاء الحريري وفرنجية في باريس وأهدافه والغرض منه، ووسط أنباء عن اقتراح بإيصال فرنجية إلى الرئاسة وعودة الحريري الى لبنان لترؤس حكومة جديدة، في إطار «التسوية الشاملة» التي اقترحها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قالت مصادر متابعة إن «المبادرة التي قام بها الحريري بلقاء فرنجية تهدف الى إطلاق الدينامية السياسية، وعدم تفويت أي اقتراح أو فرصة للوصول إلى التسوية السياسية».وأشارت هذه المصادر الى أن «المرحلة المقبلة، وإن لم يصل فرنجية الى الحكم، فإنه استطاع أن يفرض نفسه في المعادلة المسيحية - المسيحية، بعد أن حاول البعض حصرها بفريقين من دون النظر لبقية المكونات كالكتائب والأحرار وغيرها».ويعزز هذا الكلام الحديث عن أن خطوة الحريري بلقاء فرنجية حملت «بعدا عقابيا» لحزب «القوات اللبنانية»، بسبب تفعيل «إعلان النيات» مع «التيار الوطني» في موضوع الجلسة التشريعية، وظهور «القوات» و»التيار» في خندق واحد بوجه المسلمين بمن فيهم «المستقبل»، إضافة الى اللهجة العالية التي اعتمدها زعيم القوات سمير جعجع ضد بعض المسيحيين المحسوبين على «المستقبل»، واعتباره وقتها أنهم لا يمثلون المسيحيين.ولن يحجب الموضوع السياسي اهتمام المجتمعين بأمور أخرى، ولاسيما ملف النفايات، علما بأن إيجاد حل للملف المذكور يسمح بعقد جلسة لمجلس الوزراء طال انتظارها.إلى ذلك، أكد وزير الخارجية جبران باسيل أن «ما نواجهه اليوم في ذكرى الاستقلال يجعلنا طرفاً في معادلة تهدد الأمن. نعيش في زمن دم أبرياء سقطوا، ولا نحتفل بالاستقلال إلا عندما نقتلع الإرهاب من جذوره الفكرية ونمنع تمدده». وأضاف باسيل أمام السلك الدبلوماسي والقنصلي لمناسبة عيد الاستقلال أمس: «نحتفل بالاستقلال عندما تصبح الحرية أساسا لنمط عيشنا وتقاليدنا، عندما نختار الاحتكام لشعبنا ولا نرضى بالتدخلات الخارجية التي تفاقم المشاكل بدل حلها، وعندما يتحرر قرارنا السياسي والاستقلال المالي، ونصبح أحرارا باستغلال ثروتنا المائية». وتابع: «كنا أول من نادى بضرورة قيام حلف دولي لمواجهة الإرهاب، وطالبنا بعدم استثناء أحد منهم، ولم تكف الجهود لوقفه، ومع ذلك فإن الضربات العسكرية وحدها لن تتمكن من استئصال الجرثومة الإرهابية، بل تجب مكافحة شبكة التمويل الإرهابية التي تغطيها دول عدة».واختتم حديثه قائلا: «كنا أول من نبه إلى النزوح الكثيف من سورية، وتحسبا لتحول ديموغرافي للمنطقة، واستباقا لردات الفعل العنصرية، ونبهنا من خطورة الوقوع في المحظور، وأن النزوح هو كرة ثلج سيتفاقم حجمها».
دوليات
لبنان: جولة حوار جديدة مع ارتفاع «أسهم فرنجية»
25-11-2015