تقديم اطفال "قرابين" من أجل السلطة في "اوغندا"

نشر في 22-06-2015 | 18:50
آخر تحديث 22-06-2015 | 18:50
No Image Caption
حين استعاد الفتى الاوغندي كاناني وعيه، وجد شقيقته مقتولة وجثتها مقطعة، فقد انتزع قلبها واعضاء اخرى منها لاستخدامها في طقوس محلية يسود الاعتقاد بانها تجلب الحظ، في ظاهرة يخشى من تفاقمها مع اقتراب موسم الانتخابات في البلاد.

فمع اقتراب الانتخابات العامة المقررة في العام 2016، يتخوف البعض من ارتفاع عدد هذه الجرائم التي تطال الاطفال، والتي يرتكبها اشخاص يؤمنون بانها تجلب السلطة والمال.

في شباط/فبراير من العام 2013، خرج كاناني وشقيقته سيلفا لرعاية الاغنام قرب قريتهما، وكان حينها في التاسعة من العمر وشقيقته في الثامنة، ثم اقترب منهما شخص يعرفانه يدعى سبيريتو بيسيكوا واخذهما الى الغابة المجاورة.

ويروي كاناني الذي تبدو اصابته واضحة بالفأس "امسكني وخنقني وجرحني في عنقي". ثم استعاد وعيه بعد ذلك ليجد شقيقته قتيلة وقد انتزع قلبها واعضاء اخرى منها.

وبحسب الشرطة، فان هذه الاعضاء استخدمت في اعمال شعوذة.

ويؤدي تعطش الكثيرين للمال والسلطة الى زيادة وتيرة هذه الجرائم، ولا سيما قبل الانتخابات.

وفي مؤشر على حجم هذه المشكلة، انشأت السلطات الاوغندية قوة خاصة لمكافحة جرائم القرابين البشرية.

ويقول قائد هذه القوة موزس بينوغا "مع اقتراب الانتخابات، نرى الكثير من الاوغنديين، ومن بينهم شخصيات كبيرة، يقصدون العرافين".

ويضيف "البعض منهم مستعد لفعل اي شيء، فإن قيل له عليك ان تضحي باطفالك في مقابل مقعد نيابي، فانه سيفعل ذلك".

ومنذ مطلع العام 2015، ابلغت هذه القوة بوقوع خمس جرائم تتصل بطقوس الشعوذة، في مقابل تسع جرائم العام الماضي.

لكن بعض المراقبين يرون ان هذه الارقام لا تعكس الواقع ابدا.

ففي العام 2009، ادى الانتشار الكبير لهذه الجرائم الى انشاء جمعية خيرية تعنى بحماية الاطفال اطلق عليها اسم "كيامبيسي تشايلدكير مينستريز"، وهي تقدم العناية للاطفال الناجين من جرائم ولعائلات الضحايا.

وتقول شيلين كازوزي الناشطة في الجمعية ان الجرائم الطقسية يتورط فيها اوغنديون "من كافة الفئات الاجتماعية".

وتضيف "الاغنياء يظنون ان تقديم القربان البشري يجعل اعمالهم تزدهر، اما الفقراء فيظنون ان تقديم القربان سيجعلهم اغنياء".

وتستذكر كازوزي قصة "مستثمر غني جدا جدا" يدعى غودفري كارو كاجوبي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام 2012 لضلوع بتقديم فتى في الثانية عشرة من عمره كقربان، وقد عثر على جثة الفتى مقطوعة الرأس واعضاؤه الجنسية مستأصلة.

وتكثر حالات فقدان اطفال اثناء ذهابهم او عودتهم من المدرسة، وكذلك حين يذهبون لملء الماء من الآبار في مختلف مناطق البلاد. وفي بعض الحالات يعثر على اعضاء لهم في غابات او حقول.

ويندر ان يلاحق المسؤولون عن هذه الجرائم، بحسب موزس بينوغا، فالمشعوذون يرفضون اعطاء اسم الزبون الذي ينفذون طقس الشعوذة لحسابه.

اما سبيريتو بيسيكوا فقد قبض عليه، واقر بانه مذنب في قضية كاناني وشقيقته سيلفيا، وقد حكم عليه بالسجن عشر سنوات لادانته بتهمة محاولة قتل الفتى، وقد اقر انه اراد سحب دمه، اما في قضية مقتل الفتاة فلم يصدر الحكم بعد.

ويطالب والد كاناني وسيلفيا بان يحكم على سبيريتو بيسيكوا بالاعدام "حتى يكون عبرة لغيره".

ويقول هذا الرجل البالغ 48 عاما "ما ان يتأخر اطفالي قليلا عن موعد عودتهم الى البيت حتى يبدأ قلبي بالخفقان، انا اعيش في الخوف" من تكرار ما جرى مع سيلفيا.

في شباط/فبراير الماضي، اطلقت الحكومة الاوغندية خطة لمكافحة هذه الجرائم واستعانت في اطارها بمشعوذ سابق يعمل على اقناع زملائه بالتخلي عن هذه الطقوس.

لكن بينوغا يرى ان المعركة ضد هذه الشعوذات ما زالت طويلة.

ويقول "ستبقى هذه الجرائم متواصلة كلما كان هناك من يظن انها مفيدة".

back to top