الكتابة الإبداعية والقراءة
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
القراءة هي معلم الكتابة. القراءة هي بوابة الكتابة الأوسع. القراءة هي من يضع قدم الكاتب الشاب على بداية الطريق. وإذا لم يستطع شاب أو شابة أن يستمتع بالقراءة ويقبل عليها بوصفها متعة حياة وفكر ووعي، فإنني أختصر عليه طريق وجع الكتابة وأقول بشكل واضح: لا يمكن لشاب أن يكون كاتباً مبدعاً إن لم يجنّد نفسه للقراءة.القراءة مفتاح الكتابة، لكن العالم الغربي، أوروبا وأميركا واليابان، ومنذ ما يزيد على نصف قرن، صار يدرس الكتابة الإبداعية في جامعاته بوصفها علماً كما الرياضيات والهندسة والطب، بل إن أي فتاة أو شاب يتقدم للقبول في برنامج الكتابة الإبداعية الجامعي يتطلب منه أن يثبت أن لديه موهبة وأنه مولع بفنٍ من الفنون، وإلا فلن يُقبل في الجامعة ويُطلب إليه التوجه إلى أي دراسة أخرى خلاف الكتابة الإبداعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مدرسي مادة الكتابة الإبداعية في الجامعات يتم انتقاؤهم من بين صفوة الكتّاب المحترفين، المزودين بالشهادات العلمية، وبذا تتأكد إدارة الجامعة من أن المدرِّس هو بالدرجة الأولى مبدع إضافة إلى أنه يحمل شهادة عليا تؤهله لتدريس التلاميذ. وهذا ما يجعل الجامعات الاميركية تعادل شهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية “MFA; Master of Fine Art” بشهادة الدكتوراه باعتبار أن الشخص الذي يحملها هو بالأصل مبدع، وهذا ما يميّزه عن باقي حملة شهادة الماجستير، ويجعله في مكانه مغايرة لهم.أتمنى على أي كاتب شاب أن يذهب إلى القراءة المتخصصة في الفن الذي يعشق، وهو بذا يتعلم من تجارب إبداعية مشهود لها، ويتسلح بأصول الفن، سواء كان رواية أو قصة أو شعرا أو غيره. وهذا كله قبل أن يصدر كتابه الأول، وإلا ضاع صوته وسط جوقة أصوات متداخلة يصعب العثور بينها على صوت عالٍ يلفت الانتباه ويجعلك تصبو إليه باهتمام.