رجحت مصادر مصرية قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة رسمية لبريطانيا مطلع نوفمبر المقبل، في وقت بدأت الأحزاب المصرية عقد تحالفات أمس استعداداً لجولة الإعادة بالمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية الأسبوع المقبل، بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية للتصويت مساء أمس الأول.

Ad

علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيبدأ زيارته الأولى لبريطانيا، يوم 4 نوفمبر المقبل بعد أن تم ارجاؤها في وقت سابق.

وتأتي الزيارة استجابة لدعوة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، في يونيو الماضي، إلا أن مراقبين أكدوا أن تأخر إجراء الزيارة يرجع في المقام الأول إلى رغبة الطرفين في استكمال مؤسسات الدولة المصرية المنتخبة، خاصة أن الزيارة ستجرى عقب الانتهاء من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية وإعلان نتائجها النهائية.

وصرح السفير البريطاني بالقاهرة، جون كاسين، أمس، أنه أجرى مباحثات مع مسؤولين بوزارة الخارجية المصرية، وذلك في إطار الإعداد لزيارة السيسي، وقال: "نسعى من خلال جهودنا المشتركة لأن تكون العلاقات بين البلدين أكثر من مجرد الأقوال الى أفعال ملموسة وحقيقية لجعل بلدينا أكثر أمنا ورفاهية، وأيضا من الناحية الاقتصادية والعمل على دعم التقدم الديمقراطي في مصر".

وأكد السفير البريطاني أن مصر تدشن فصلا سياسيا جديدا من خلال انتخابات مجلس النواب، وقال إن ما يريد تأكيده "أن هذا الوقت هو وقت الاستماع إلى أصوات المصريين لا الدبلوماسيين"، وأن لندن تقف بقوة بجانب المصريين للوصول إلى "مصر الجديدة"، موضحا أن القاهرة ولندن تنتظران نتائج مهمة خلال الزيارة المرتقبة.

«حق الشهيد»

على صعيد منفصل، أعلنت القوات المسلحة المصرية أمس بدء المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد"، وقالت إنها قتلت 20 "إرهابياً" وضبطت 78 مشتبها خلال عمليات مداهمة للقوات المسلحة والشرطة لأوكار ومعاقل العناصر المتشددة في شمال سيناء.

وجاء في بيان للقوات المسلحة أن "قوات الجيش والشرطة واصلت تحقيق نجاحاتها المتتالية، في استهداف أوكار ومعاقل العناصر الإرهابية والخارجين على القانون بالقرى والمناطق المحيطة بالعريش ورفح والشيخ زويد، وفرض سيطرتها الأمنية الكاملة على هذه المناطق، وفرض السيطرة الكاملة على المسطح المائي للبحر المتوسط بشمال سيناء، لقطع أي خطوط إمداد للعناصر التكفيرية ومنعها من التسلل البحري أمام منطقة العمليات".

نتائج برلمانية

إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، مساء أمس الأول، نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب التي أجريت في 14 محافظة، يومي الأحد والاثنين الماضيين، كاشفة أن 4 مرشحين على مقاعد الفردي فقط نجحوا في حجز مقاعدهم في البرلمان المقبل، فيما حصدت قائمة ائتلاف "في حب مصر" جميع مقاعد القوائم، المقدرة بـ60 مقعدا، وأن نسبة المشاركة بلغت 26.56%، فيما تتحدث جهات غير رسمية وتقارير صحافية عن تدني نسبة المشاركة.

رئيس اللجنة العليا للانتخابات، المستشار أيمن عباس، قال في مؤتمر صحافي لإعلان نتائج المرحلة الأولى إن عدد من أدلوا بأصواتهم في المرحلة الأولى من الانتخابات، بلغ 7 ملايين و270 ألفا و594 ناخبًا، من أصل 27 مليونا و402 ألف و353 ناخبا، بنسبة حضور 26.56 في المئة.

وأضاف عباس أن عدد الأصوات الصحيحة بلغ 6 ملايين و584 ألفا و128 صوتا بنسبة 90.46 في المئة من إجمالي الحضور، في حين كان عدد الأصوات الباطلة 694 ألفا و466 صوتا بنسبة 9.54 في المئة. وأشار إلى أن محافظة الوادي الجديد كانت أعلى المحافظات تصويتًا بنسبة 37 في المئة، فيما كانت محافظة الجيزة، أكبر محافظات المرحلة الأولى، الأقل بنسبة 31 في المئة.

ولفت رئيس اللجنة العليا للانتخابات إلى فوز 4 مرشحين من أصل 2548 مرشحًا في النظام الفردي للانتخابات، أبرزهم الإعلامي عبدالرحيم علي محمد، بدائرة العجوزة في الجيزة، فيما فازت قائمة ائتلاف "في حب مصر" بجميع مقاعد القوائم، والموزعة على قائمة قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، 40 مقعدًا، وقائمة غرب الدلتا، 15 مقعدًا.

وأشار إلى أن الإعادة ستجرى في جميع دوائر النظام الفردي للانتخابات وعددها 103 دوائر انتخابية، ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة في الخارج يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، وفي الداخل يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل.

استعدادات حزبية    

على الأرض ومع إعلان نتائج المرحلة الأولى، بدأت التحالفات الانتخابية بين أكثر من مرشح، استعداداً لحسم مقاعد الفردي، فيما يحشد حزب "المصريين الأحرار" كوادره خلف 65 مرشحا لدى الحزب ينافسون في جولة الإعادة، ويأمل الحزب في الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، التي قد تجعل منه أكبر الأحزاب داخل البرلمان المقبل.

ويعد حزب "مستقبل وطن"، الذي يترأسه محمد بدران، ثاني أبرز الأحزاب في جولة الإعادة، إذ يخوض 48 مرشحا عن الحزب الإعادة، ولم ينف بدران، المعروف بقربه من النظام المصري، إمكانية تحالف حزبه مع حزبي "المصريين الأحرار" و"الوفد"، باعتبارهما أبرز الأحزاب في الإعادة في مواجهة المستقلين، إلا أن بدران قال إنه لم يتم عقد لقاءات مع أي من قيادات الحزبين حتى أمس، في حين رجحت مصادر بحزب "الوفد" لـ"الجريدة"، أن يعقد الحزب العريق تحالفا مع حزب "المصري الديمقراطي"، للتنسيق المشترك ودعم مرشحي الحزبين في جولة الإعادة.