نبيل الفضل... الصوت الذي لن يخفت

كان صوت الزميل العزيز والبرلماني القدير الأخ النائب نبيل الفضل من أصدق الأصوات المعبرة والجريئة في العديد من القضايا التي نادى بها وأبرزها.

وقد تحدث بقوة وشجاعة وبلا تردد عن مشاعر ومخاوف عدد كبير من الكويتيين في مناسبات ومراحل غائمة حساسة، وعبّر كتابة وخطابة، خلال الصحافة والبرلمان، عن آرائه التي شارك فيها معظم الكويتيين، والتي اختلف في بعضها معهم، داخل منطقته الانتخابية وخارجها، ولا شك أننا جميعا، مهما كانت آرؤانا ومواقفنا من قضايا المجتمع والبلد، قد فقدنا بوفاة "أبي براك" الكثير، في أشد مراحل الاحتياج إلى وجوده.

ومن هنا سيترك رحيله المفاجئ فراغاً كبيراً وصوتاً معبراً محذراً موضحاً، ارتفع في وقته، وأوضح المسار للحكومة والناس في قضايا عدة.

لم يطلب نبيل الفضل موافقة الجميع على آرائه، ولم يسع إلى إرضاء كل معارضيه ومن اختلفوا معه وخاصموه، إلا أنه ساهم بلا ريب في إثراء الديمقراطية الكويتية والحياة الدستورية والارتفاع بمكانة الثقافة الإعلامية في مقابلات جريئة لا تنسى، كما عزز في المجتمع التسامح الديني ونبذ التعصب والطائفية، ووقف بصلابة ضد هيمنة الرأي الواحد مدافعاً عن دور المؤسسة البرلمانية، وصمد في وجه التيار الديني، أخطر تيار يهدد الحرية والديمقراطية في المجتمع الكويتي والمجتمعات العربية والإسلامية.

لقد فوجئنا جميعا بتوقف قلب الأخ نبيل الفضل، وغرفت كل قلوبنا في الحزن والألم، فوجئنا حقاً بهذا الرحيل الموجع، بعد أن عانى الرجل الظروف المرضية والمخاطر الصحية التي تعرض لها وصمد أمامها بالتعاون مع أبنائه وأسرته الكريمة.

للإعلامي والبرلماني الكبير الرحمة، ولأهله ومحبيه ولنا جميعاً الصبر والسلوان.