بينما كانت الأنظار تتجه إلى لقاء لرأب الصدع بين المكونات الأساسية لقوى 8 آذار بقيادة حزب الله، خصوصا بين زعيم التيار الوطني الحر العماد النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه بري، أفادت مصادر بأن عون يستعد للقيام قريبا بزيارة زعيم حزب القوات سمير جعجع في دارته في معراب.

Ad

وسيأتي اللقاء الثاني من نوعه بين المرشحين الرئاسيين منذ توقيع "إعلان النوايا" بينهما، في حين يجهد جعجع لإنجاح مبادرته الحكومية لحل الأزمة التي أصابت حكومة تمام سلام بسبب اعتراض عون على آلية اتخاذ القرارات التنفيذية.

ولاقت مبادرة جعجع ارتياحا عونيا ملحوظا، وانعكست إيجابا على موقع جعجع السياسي الذي بدا أنه يلعب للمرة الأولى منفردا دورا أساسيا لإنقاذ إحدى مؤسسات الدولة رغم عدم مشاركته في الحكومة.

والتقى جعجع أمس النائب إبراهيم كنعان في معراب، وذلك غداة زيارة مسؤول جهاز الإعلام في القوات ملحم الرياشي الرابية حيث أبلغ عون نتائج لقاء جعجع ورئيس الحكومة تمام سلام.

وتحدثت مصادر لـ"الجريدة" عن "دينامية أميركية" تقف وراء التناغم العوني-القواتي، خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، الذي سيسهل عودة عون "الطبيعية" إلى واشنطن، وسيرفع عنه التحفظات الأميركية بسبب علاقته بحزب الله. وإذ أقرت المصادر بأن اللقاء المرتقب يأتي بمثابة رد زيارة من عون لجعجع، فإنها لفتت إلى أن معنى الزيارة يتخطى هذا الحد، مضيفة أن اللقاء الجديد يعد تكريسا لـ"إعلان النوايا" الذي خرج سالما بعد تحرك عون الأخير.

   وبينما نزل بعض مئات من أنصار عون إلى الشارع للتذكير بأن "التيار" قادر على العودة إلى التصعيد ساعة يشاء، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن "رئيس الحكومة تمام سلام سيترك المجال، في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، لبحث جميع مقاربات عمل الحكومة، وإذا انتهى البحث إلى اتفاقات معينة كان بها، أما إذا حدث العكس فإن الجلسة ستنتقل إلى استكمال جدول الأعمال المقرر"، مشيراً إلى أن "سلام ليس في وارد العبث بنصوص الدستور، وأن تجميد فريق ما لجدول أعمال الحكومة يعني تعطيلها"، لافتاً إلى أنه "لا سلام ولا معظم الوزراء يقبلون أن تكون الحكومة شاهد زور على التجميد، وفي هذه الحال من الأفضل أن تصبح الحكومة حكومة تصريف أعمال، قانونياً، أي أن تقدم استقالتها إلى الشعب".