العطلة في إنكلترا
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
على هذه البحيرات عملت بروفاتها الراقصة الشهيرة "أنا بافلوفا" في عام 1920 في باليه بحيرة البجع، حيث تمت دراسة البروفات والتدريبات مع كامل المجموعة الراقصة والمصورين، وسط مستعمرات البجع الكبيرة التي رصدوا حركاتها وتعاملها مع بعضها بعضا مما ساعدهم على الأداء المتقن المماثل لرقصها.الفرجة على البجع ومراقبته من أجمل المشاهد التي تسر القلب وتمنحه بهجة وفرحا طفوليا غامرا، خاصة أن هذا البجع مسالم جدا ويتمتع بروح صداقة مع الزوار، ويسمح لهم بالمرور بالقرب منه حتى وإن كان في حالة تفقيس أو بناء أعشاش، فعمر هذه المستعمرة أكثر من 600 سنة مما خلق أجيالا كثيرة منها اعتادت على التعايش مع الإنسان، فهناك مجموعة من المشرفين عليها تعمل على راحتها، وفي مواسم التفقيس تزداد مهمتهم خاصة لأن الأفراخ في البداية لا تميز أصوات أمهاتها فتفقد اتجاهها في المستعمرة، فيقوم المشرفون بإرجاعها لأمهاتها حسب الأرقام المعلقة في أرجلها، كما أنهم يزنونها في كل صيف ويقيسون أحجامها ويلبسون أرجلها بالحلقات، وريشها مختلف فبعضه قوي صالح للطيران والآخر ناعم وخفيف خاص لتدفئتها. بالرغم من أن البجع يستطيع الطيران إلا أنه يفضل البقاء في مكانه بفضل توفير الغذاء الدائم له، كما أنه يتعرف على أعشاشه القديمة حتى وإن غادرها في رحلته السنوية حين يأتي من روسيا والدول الإسكندنافية. والبجع هو أثقل طائر إنكليزي حيث يزن 11 كيلوغراماً، وكان القساوسة يأكلونه إلى أن قام الملك هنري الثامن في عام 1039 بتدمير معبدهم في القرية وباع المنطقة لثري اسمه "جايلز" الذي اعتنى بها وأحفاده إلى يومنا هذا.من الأماكن الرائعة في مقاطعة "دورسيت" الشاطئ الطويل المسمى "بالجورسيك بيتش" المتكون من العصر الطباشيري. وهناك شواطئ رائعة مذهلة الجمال في وحشيتها وطبيعتها البرية المنحوتة في الصخور الضخمة والجروف الحادة العظيمة المكونة لكهوف مائية يتفجر منها الموج العالي بغيوم رذاذية مدهشة.الشواطئ هذه تشمل دورديل دور، ولولورث كوف، وهاري روك، وذا ستير هول، وذا بلو بول، وكورفو كاسيل... كلها أماكن وشواطئ جمالها عنفواني وتصلح لقضاء إجازات بعيدة عن ازدحامات لندن الخانقة وخليط البشر المتعب والتوتر المصاحب للعيش في العواصم.هذا لا يعني أن السكن في لندن سيئ لأنها في الواقع مدينة عظيمة للثقافة ونشر الوعي، ففيها أعظم المتاحف التي تسمح بالدخول المجاني، إلى جانب المعارض الفنية والمسارح الموسيقية الضخمة والعروض الفنية المجانية في احتفالاتها السنوية، لكن تبقى الطبيعة في إنكلترا ليس لها مثيل في أي مكان آخر، لأن الإنكليز هم خير من حافظ على طبيعتهم من دون إلحاق أي أذى أو إحداث أي تغيرات مصطنعة.