"أطباء بلا حدود" تغادر مستشفى قندوز بعد قصفه

نشر في 04-10-2015 | 15:05
آخر تحديث 04-10-2015 | 15:05
No Image Caption
أعلنت منظمة "أطباء بلاد حدود" الأحد أنها سحبت موظفيها من مدينة قندوز بعد يوم من قصف يعتقد أنه ناجم عن غارة أميركية استهدفت مستشفى تابع للمنظمة في المدينة المضطربة وأدى إلى مقتل 19 شخصاً.

وأعلنت المنظمة مقتل 19 شخصاً في المستشفى احترق عدد منهم حتى الموت على أسرتهم في القصف الذي استمر أكثر من ساعة حتى بعد ابلاغ السلطات الأميركية والأفغانية بأن المستشفى يتعرض للقصف، وصرّحت متحدثة باسم المنظمة لوكالة فرانس برس أن "المستشفى التابع لمنظمة أطباء بلا حدود لم يعد صالحاً للعمل، وتم نقل جميع مرضى الحالات الحرجة إلى مرافق صحية أخرى ولم يتبق أي من موظفي المنظمة يعملون في المستشفى".

وأضافت "لا أستطيع أن أؤكد في هذه المرحلة ما إذا كان مركزنا للطوارئ في قندوز سيعاد فتحه أم لا".

ودانت المنظمة الغارة التي استهدفت المستشفى السبت ووصفتها بأنها "مريعة وتشكل انتهاكاً خطيرة للقانون الدولي".

وقالت أن القوات الأفغانية وقوات التحالف على معرفة تامة بالموقع المحدد للمستشفى بعد أن تم تزويدها بالاحداثيات الجغرافية للمستشفى التي تقدم خدماتها الطبية منذ أربع سنوات.

وأضافت إنه رغم الاتصالات مع مسؤولين في كابول وواشنطن، إلا أن المبنى الرئيسي الذي يضم وحدة العناية المركزة وغرف الطوارئ تعرض لضربات "مكررة ودقيقة للغاية" كل 15 دقيقة تقريباً لأكثر من ساعة.

وقالت المنظمة أن نحو 105 مرضى ومرافقيهم إضافة إلى أكثر من 80 من موظفي الوكالة المحليين والدوليين كانوا في المستشفى حين حدوث القصف.

وصرّح هيمان ناغاراثنام رئيس برامج المنظمة في شمال أفغانستان أن "القنابل سقطت وبعد ذلك سمعنا صوت طائرة تحوم فوقنا".

وأضاف "بعد ذلك كان هناك فترة توقف، ثم سقطت المزيد من القنابل، وتكرر ذلك مراراً، عندما خرجت من المكتب، كان المبنى الرئيسي للمستشفى مشتعلاً".

وتابع "تم نقل الأشخاص الذين كانوا قادرين على الحركة إلى مكانين محصنين في المبنى لضمان سلامتهم، أما المرضى الذين لم يكونوا قادرين على الهرب فقد احترقوا حتى الموت بينما كانوا راقدين في أسرتهم".

وقتل في القصف 12 من موظفي المستشفى وسبعة مرضى على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 37 آخرون.

وأعلن المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين أن الغارة الجوية "غير مبررة" و"قد تكون اجرامية".

ودعا زيد إلى تحقيق معمق وشفاف معتبراً إنه "إذا اعتبر القضاء أن (الغارة) متعمدة فإن ضربة جوية على مستشفى قد تشكل جريمة حرب"، وأضاف أن "هذا الحدث مأسوي جداً وغير مبرر وقد يكون اجرامياً".

وقدّم الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت التعازي قائلاً إنه ينتظر نتائج التحقيق.

وأضاف في بيان نشره البيت الأبيض "أوجه باسم الشعب الأميركي أحر التعازي للعاملين الطبيين وباقي المدنيين الآخرين الذين قتلوا أو جرحوا في الحادث المأسوي في مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز".

وأضاف "أن وزارة الدفاع بدأت تحقيقاً كاملاً وننتظر النتائج قبل الحكم النهائي على ملابسات هذه المأساة".

وتابع "وسنستمر في العمل بتعاون وثيق مع الرئيس الأفغاني أشرف غني والحكومة الأفغانية والشركاء الدوليين لدعم قوات الأمن والدفاع الأفغانية في عملها من أجل ضمان أمن البلاد".

وكان وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أعلن السبت أن "تحقيقاً كاملاً" يجري لكشف ملابسات القصف الذي استهدف مستشفى أطباء بلا حدود لكن من دون تأكيد ما إذا كان الأميركيون شنوا الغارة.

وأقر حلف شمال الأطلسي سابقاً بأن القوات الأميركية ربما كانت وراء عملية القصف بعد أن وجهت قواتها ضربة قالوا إنها استهدفت مواقع للمسلحين.

وشهدت هذه المدينة الكبيرة في شمال أفغانستان معارك طاحنة بين مقاتلي طالبان وقوات الأمن الأفغانية خلال الأسبوع الجاري.

ولم تتمكن قوات الأمن الأفغانية من مقاومتهم طويلاً في ما يدل على الصعوبات الهائلة التي تواجهها لاحتواء المقاتلين الإسلاميين الناشطين في معاقلهم في الجنوب والشرق.

back to top