خبران
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
فوز إسماعيل الفهد بجائزة سلطان العويس عن تاريخه الحافل تأخر كثيراً، ولكنه جاء أخيراً، وهو فوز يجعلنا نقاسمه ذات الفرح، ونقتسم معه التاريخ الجميل الذي عشناه معا. لن تضيف الجائزة له أكثر مما يضيفه هو لها، ولكنها تضيف لنا نحن كثيراً من البهجة بأن يتذكر أصحاب الجائزة رجلاً يستحق بعد هذا التاريخ الجميل تكريماً وإنصافاً لمشروعه الروائي. هذه الجائزة تضع للمشهد الثقافي في الكويت بصمة واضحة على خارطة الأدب العربي، وتساهم كثيراً في أن نكمل مشوار إسماعيل الفهد الذي بدأه، نعمل مخلصين كما عمل على إبقاء صورة هذا المنتج الثقافي رافداً للثقافة العربية وجزءاً مهماً من مكوناتها.الخبر الذي تزامن مع فوز إسماعيل الفهد هو خبر الإعلان عن جائزة كويتية للقصة القصيرة، التي يبدو أن حظها كان كحظ الشعر في السنوات الأخيرة. وأرى شخصياً أن الصديق طالب الرفاعي عمل الكثير لتحقيق هذه الجائزة وإخراجها للنور، لسببين الأول إخلاصه للقصة القصيرة، والثاني إخلاصه لطالب الرفاعي نفسه. لا أنكر ولا ينكر طالب الرفاعي أن الجهد الكبير الذي قام به جعله مرتبطاً به كرئيس للأمناء وإطلاق اسم الملتقى الذي يشرف عليه على الجائزة، كل هذا لا يمنع أن أرفع القبعة تحية له.طالب الرفاعي أنجز شيئاً كبيراً أتمنى أن يستمر طويلاً، وكتبت لماذا لم يمول الجائزة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأتراجع الآن عما كتبت، فربما كان يرى طالب الرفاعي أن تبقى الجائزة بعيداً عن المؤسسة الرسمية ومعه الحق في ذلك. ما أخشاه فعلاً أن تسير الجائزة على ذات النهج الذي سارت عليه "بوكر الإمارات"، واقتران بعض أسماء البوكر بها يدفعنا لهذا التخوف. ولا أنكر أن الأمر يبدو تبادل مصالح ثقافية. هذه الأسماء ستعيد لنا نفس لجان التحكيم التي اختلفنا معها، لن نستعجل الحكم وسننتظر مخرجات الجائزة التي أتمنى أن تعيد الهيبة الضائعة لأصعب الفنون الأدبية وهو فن القصة القصيرة.