أبنت كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، أمس، شهيديها عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس الشهيد د. جاسم الخواجة، ومن إدارة العلاقات العامة والإعلام علي الناصر، وذلك بحضور الوزير بدر العيسى.

Ad

غمرت الدموع، أمس، عيون أساتذة وموظفي الجامعة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، لتأبين شهيدي مسجد الإمام الصادق، وهما عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس الشهيد د. جاسم الخواجة، والشهيد علي الناصر من إدارة العلاقات العامة والإعلام، وذلك بحضور وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى وجموع من الأساتذة والموظفين والطلبة.

بداية، قال وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى «نحن أمام حرب حقيقية، وهي حرب يكون فيها أعداء الإسلام الطرف الآخر، والتي تقوم بها التيارات المتطرفة، مستندة على الخلايا النائمة التي تهدف إثارة الفوضى والحروب الدينية في المنطقة»، مشيرا الى أن «هذه الأفكار زرعت في مجتمعاتنا، وأتت من خلال هذا التطرف الديني، الذي عشش بأذهان كثيرين منا، سواء في منهاجنا أو معارفنا، وأن هذا التطرف الديني ما هو إلا حروب تشنها أطراف للقضاء على ثقافتنا ومجتمعاتنا».

وأشار العيسى الى أن الذي فجر مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر تم شحنه بأفكار متطرفة، ولكن تجب محاربتها، لأن الذي فجر نفسه واحد من الملايين الذي يعيشون بيننا، والعمليات الإرهابية في تونس والكنيسة الفرنسية تحمل هذه الأفكار المتطرفة نفسها.

وبين الوزير أن من الإيجابيات التي حدثت خلال الفعل الإجرامي وبعده، ربط المجتمع وتحقيق التكاتف بين طوائف الكويت، لافتا إلى «أننا نوجد اليوم لتأبين شهدائنا، خصوصا الشهيد بإذن الله، د. جاسم خواجة، والباحث الإعلامي علي الناصر اللذين رسخا جهديهما في الخدمة داخل جامعة الكويت».

وقال: «يجب أن نكون مثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حينما تفقد المكان وكان الوضع في خطر، وتقدم ليكتشف ويرى أبناءه الجرحى والمصابين، وهذا العمل الإنساني ليس غريبا على صاحب السمو، وهذا العمل أعطى دافعا قويا لتماسك الشعب الكويتي»، مضيفا «أننا أمام حرب حقيقية أمام الإرهاب، ونحن شعب متماسك، وأي عمل إجرامي لم يفت في هذا التماسك والترابط».

وحول مواجهة وزارتي التربية والتعليم العالي للتطرف والإرهاب، قال العيسى: «نحن بدأنا منذ زمان في مواجهة التطرف، وذلك بتنقية المناهج من التطرف والطائفية»، مشيرا إلى أن حوادث الطائفية التي شهدتها الجامعة في بعض مسؤوليها بيد وزارة الداخلية، وعندما تنتهي من التحقيق تحيلها إلى مجلس الجامعة».

غزو الكويت

من جانبها، وجهت مديرة الجامعة بالإنابة، د. حياة الحجي، حديثها إلى طلبة الجامعة، قائلة إنهم لم يواجهوا الأزمة التي حدثت في الخليج أثناء غزو الكويت، ولم يدركوا المحنة العظيمة التي مر بها الوطن.

وأوضحت أن ما يحصل اليوم درس للجميع، مشددة على أنه يجب النظر للطالب باسمه وأخلاقه وممارسته، وليس بالقبيلة والطائفة والفئة، لافتة إلى ضرورة التعايش مع الآخرين دون وجود مثل هذه الأساليب الطائفية.

وأكدت ضرورة الترابط والتلاحم بين جميع فئات المجتمع لاسترجاع كويت الأمس، وإلا فستضيع البلاد، موضحة ان ذلك التلاحم يأتي من خلال توجيه الأساتذة لطلابهم وتعويدهم على التكاتف والاتحاد، مقدمة عزاءها لشعب الكويت الذي جرح بشدة جراء الفعل الإرهابي الغاشم.

ومن جهته، قال الأمين العام في جامعة الكويت د. نبيل اللوغاني «اننا نجتمع اليوم لتعزية أنفسنا في أصدقاء عملوا بكل اخلاص وأمانة لحب هذا الوطن، حيث قدموا وبذلوا كل ما يملكون من جهد وطاقة، حتى كان يوم استشهادهم في يوم عبادة، كما نعزي أنفسنا لرحيل الدكتور جاسم خواجة من قسم علم النفس بالجامعة».

وأضاف اللوغاني ان الجامعة خسرت أبا بارا بأبنائه الطلبة وأحد اعمدة العلم، وكان مثالا يحتذى في هذا الصرح الاكاديمي، حيث أدى رسالته التعليمية على أكمل وجه منذ انضمامه إلى العمل في عام 1980 اي منذ نحو 35 عاما.

وأشار إلى أنه «بمزيد من الحزن والأسى تنعى الاسرة الجامعية الشاب الخلوق صاحب الابتسامة الدائمة الشهيد علي ربيع الناصر الباحث الاعلامي بإدارة العلاقات العامة بالجامعة، الذي كان مثالا رائعا في الطموح والعمل بإخلاص لخدمة جامعته ووطنه».

إدانة العمل الإرهابي

وبدوره، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية د. عبدالرضا اسيري: «اننا في غاية الأسى والحزن ان ننعى الزميل والأخ الدكتور جاسم خواجة عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس، الذي استشهد اثر التفجير الارهابي في مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر»، مؤكدا أن «الكلية تدين هذا العمل الإرهابي، وتعرب عن كامل حزنها بفقد الزميل».

وتابع أسيري أنه بسبب فئة الشر «التي ماتت قلوبها، وعمت أبصارها، والتي لا دين لها سوى إراقة الدماء، والعبث بالناس وبمقدراتهم، فقدنا زميلا لنا في الكلية، وباحثا اعلاميا بارزا في التغطيات الإعلامية بالجامعة».

الخواجة عانى الظلم

أكد عدد من أعضاء هيئة التدريس في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية ان د. جاسم الخواجة كان يعاني في السنتين الماضيتين ظلماً ومشاكل، ولم يجد أحدا ينصفه، وأنه تقدم قبل عملية الانفجار (تحديدا يوم الاربعاء) بشكوى ضد الفساد والمحسوبية، ولم يجد من يسمعه، حتى انه منع بعد ٢٥ سنة من المادة التي كان يدرسها بحجة أنه غير مؤهل.

وأضاف الأساتذة أن الخواجة تقدم بـ٣٠ شكوى على مدى سنتين، ولم يجد من ينصفه، وقبل وفاته بعشرة ايام طلب مقابلة مديرة الجامعة بالانابة، وانتظر مدة ٤٥ دقيقة عند بابها، ولكنه لم يتمكن من مقابلتها بحجة ضيق الوقت.

الحمود: إجرام لاينتمي إلى دين

أكدت مديرة الجامعة العربية المفتوحة، د. موضي الحمود، أن الشعب الكويتي يدين بشدة الحادث الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة الماضي في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويت، واستهدف المصلين الأبرياء.

وأشارت الحمود، في تصريح، إلى أن هذه الأعمال الإجرامية لا تنتمي إلى أي دين أو مذهب، سائلة الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهم فسيح جنته، ويعجل بشفاء المصابين، مقدمة في الوقت نفسه التعازي عن نفسها وبالإنابة عن رئيس وأعضاء مجلس الامناء وجميع منتسبي الجامعة من اساتذة واداريين وطلبة إلى الشعب الكويتي وقيادته وإلى أهالي الشهداء.