أوروبا تحاول تبديد الخلافات بشأن أزمة اللاجئين

نشر في 21-09-2015 | 12:40
آخر تحديث 21-09-2015 | 12:40
No Image Caption
يلتقي وزراء خارجية أوروبا الشرقية الأثنين في محاولة لتبديد الخلافات حول سياسات اللجوء فيما تتفاقم الأزمة مع توجه آلاف المهاجرين من حدود دولة أوروبية إلى أخرى في نهاية الأسبوع.

وتمكن آلاف الأشخاص أخيراً من دخول النمسا الأحد في حافلات وقطارات مكتظة فيما غرق 13 مهاجراً قبالة سواحل تركيا، في أحدث فصول مأساة المهاجرين الذين يفرون من النزاعات في دولهم ومعظمهم من الشرق الأوسط وأفريقيا.

والأثنين، يجتمع وزراء خارجية الجمهورية التشيكية والمجر وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا ولاتفيا مع نظيرهم من لوكسمبورغ التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بهدف بحث الخلافات بين هذه الدول المتجاورة.

وسيجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أيضاً الثلاثاء على أمل احراز تقدم في المحادثات قبل القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي الأربعاء.

وقد أصابت كارثة جديدة المهاجرين الفارين عبر البحر إذ قضى 13 مهاجراً من بينهم أربعة أطفال قبالة ساحل تركيا عند اصطدام عبارة بمركب كان يقلهم إلى اليونان، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء دوغان التركية.

وصرّح ناج قال أن اسمه حسن، لوكالة الأنباء اليونانية الرسمية "آنا" أن المركب اصطدم بسفينة، وقال "كان الظلام مخيماً، ورأينا السفينة تتجه نحونا، حاولنا لفت الانتباه بالمصابيح والهواتف لكنهم لم يروننا".

وبعدما سقطوا في المياه، ناضل الركاب لعدم الغرق فيما ضربتهم أمواج عاتية، وأضاف حسن "لقد خسرنا أطفالاً، لم نتمكن من رؤيتهم في الظلام".

وتوفي أكثر من 2800 شخص من أصل حوالي نصف مليون جازفوا بحياتهم لعبور المتوسط والوصول إلى أوروبا هذه السنة بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة.

وإلى بلدة نيكلسدورف النمساوية الواقعة على حدود المجر، دخل حوالي سبعة آلاف لاجىء ومهاجر الأحد، وكان الواصلون ينتظرون في صفوف طويلة للصعود إلى حافلات فيما يأمل آخرون في ايجاد سيارات أجرة تقلهم إلى فيينا.

وقال سعيد أحد الواصلين من دمشق والذي يرغب في التوجه إلى ألمانيا "من المعروف إنه حين تصل إلى النمسا، يعني أن الرحلة انتهت"، وأضاف "كلما نقترب من أوروبا التي نريدها، يصبح الناس لطفاء أكثر فأكثر".

ومع وصول آلاف عدة من المهاجرين إلى النمسا الأحد قادمين من المجر عبر كرواتيا، قررت بودابست فجأة إعادة فتح حدودها مع صربيا والتي أدى إغلاقها الأثنين إلى تزايد تدفق اللاجئين إلى كرواتيا.

وفتحت السلطات معبر هورغوس-روسزكي 1 الواقع على طريق سريع كان الطريق الرئيسي الذي يربط بلغراد مع بودابست قبل أزمة اللاجئين.

وأدى إغلاق المعبر إلى زيادة المسافة على آلاف اللاجئين الذين يقطعون رحلة مرهقة عبر دول البلقان للوصول إلى دول أوروبا الغربية، وقالت كرواتيا أن 25 ألف شخص دخلوا أراضيها خلال الأيام الأربعة الماضية.

وخلال الأيام التي أغلق فيها المعبر، أعلنت كرواتيا أنها غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين وبدأت باعادتهم باتجاه المجر أو سلوفينيا.

وكرواتيا والمجر وسلوفينيا أعضاء في الاتحاد الأوروبي ولكن فقط المجر وسلوفينيا تنتميان إلى اتفاقية شينغن لحرية التنقل في أوروبا.

ومعظم المهاجرين هم من سورية، وقد تلقى الاتحاد الأوروبي نحو ربع مليون طلب لجوء من أبريل وحتى يونيو، ويتوقع أن تتلقى ألمانيا نحو مليون طالب لجوء هذا العام.

وهذه أكبر موجة هجرة في القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد تسببت بخلافات عميقة بين الدول الغربية والشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين بصورة عادلة، وأثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شنغن التي تسمح بالتنقل الحر.

وواجهت الحكومة المجرية اليمينية بشكل خاص انتقادات دولية بسبب الاشتباكات العنيفة مع المهاجرين، وسارعت إلى إقامة سياج شائك على طول حدودها مع صربيا.

وبدأت السلطات المجرية بنقل آلاف المهاجرين إلى حدودها مع النمسا الجمعة في محاولة لإخراجهم من أراضيها بالسرعة الممكنة.

ولكن ورغم اشتداد اللهجة بين بودابست وزغرب، أظهرت سلطات البلدين مستوى عالياً من التعاون على الأرض.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأحد بأنه لا يمكن اعفاء أي دولة أوروبية من تقاسم حصص استقبال اللاجئين.

كما أعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها ستستقبل 85 ألف لاجئ في العام 2016 بينهم عشرة آلاف سوري، ثم مئة ألف في 2017.

back to top