بعد تصريح الرئيس أمين الجميل الذي أشار فيه إلى أن "هناك فرقاً بين موقف القوات والكتائب حيال رفض انتخاب النائب سليمان فرنجية"، معتبراً أن "موقف الكتائب مبدئي، بينما الطابع الشخصي بين فرنجية وجعجع هو السائد في العلاقة بينهما، ويتأثر برواسب الماضي"، زاد منسوب التوتر بين الحلفاء في حزب الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية.

Ad

ولفتت مصادر متابعة إلى أن "الحساسيات بين الحليفين تنامت بعد طرح الرئيس سعد الحريري لتسويته بترشيح رئيس تيار المردة لرئاسة الجمهورية، خاصة أن القوات اللبنانية ترى أن الكتائب يمكن أن تسير بانتخاب فرنجية في حال أخذت بعض الضمانات من العهد الجديد، في حين يبدو أن وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية بمثابة حياة أو موت بالنسبة إلى القوات".

 وفي محاولة لتبديد الحساسيات زار وزير العمل سجعان قزي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب أمس، واعتبر قزي أن "من يريد الوصول إلى الرئاسة عليه أن يحظى على الوفاق والإجماع، وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه كي يأتي رئيس يشبه شعبه، ونحن ككتائب نريد رئيساً يحترم الدستور".

وأضاف أن "احترام الدستور يعني أن يؤمن باستقلال لبنان وسيادته وبقانون انتخابي عادل، وأن يكون لبنان في منأى عن كل الصراعات، هذه هي الضمانات، وهذه الضمانات ليست خاصة، وإنما يطلبها الدستور"، مشيراً إلى أن "طرح الحريري يتعثر حالياً، وننتظر الفرج في السنة المقبلة".

وأكد أن "الرئيس يجب أن يشكل عامل وفاق لا عامل انقسام بين القوى السياسية اللبنانية، وهناك عقبات، وهذا لا يحتمل التحليل، فبمجرد قراءة الصحف والمواقف تدرك أن هذه الديناميكية اعتراها فرملة، ولكن ما أتمناه إذا كان هناك عقبات أمام وصول هذا المرشح إلى الجمهورية ألا يعتريها عقبات أمام مشروع الرئاسة".

في السياق، أكد وزير الخارجية جبران باسيل مساء أمس الأول أن "البلد لا يقوم على التسوية، بل على الصمود وعدم الاستسلام للطائفية والفساد، لا سيما أن شعب لبنان لا يستحق أن تتراكم النفايات على أبواب منازله وفي شوارعه، وعندما قاومنا سوكلين في عام 2010 منفردين سقطنا في التصويت عندها، ولم يقف معنا أحد، ولا يجوز أن نكرر في كل مرة التجربة ولا يسمع صوتنا إلا عند حدوث الكارثة"، مضيفاً أن "الأمر نفسه يحصل في موضوع النفط، إذ رفعنا الصوت بهذا الموضوع منذ سنوات، والآن نجدهم يصرخون بأن إسرائيل ستأخذه".

التقى رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في دارته في الرابية أمس عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش الذي صرح قائلاً: "اللقاء مع العماد عون مفيد والحوار معه مفيد أيضاً، زيارتي لتأدية واجب العزاء تطرقنا خلالها إلى المواضيع المطروحة في البلاد، وكان هناك توافق على ضرورة استمرار الحوار بين الفرقاء السياسيين للوصول إلى نتيجة وإنقاذ رئاسة الجمهورية".

وأشار إلى أن "الجنرال منفتح على الحوار مع كل الفرقاء السياسيين وصولاً إلى إنجاز الاستحقاق، ونتمنى أن تصل الأمور إلى حلول قريبة"، مضيفاً أنه: "ليس هناك من رسالة إلا رسالة محبة وحوار وتواصل".

وعن عدم تواصل الرئيس سعد الحريري ووضع حلفائه في أجواء التسوية، أجاب أنه "كان هناك قنوات تواصل مع معظم القوى السياسية والاتصالات موجودة، فالشكل ليس مهمّاً بل هو تفاصيل، واليوم هناك تواصل بين كل الفرقاء السياسيين".

وعمّا إذا كانت بكركي ستنقل المبادرة قال: "المبادرة فتحت بابا لإعادة تسخين الملف، على كل الفرقاء المسيحيين والموارنة واللبنانيين أن يقوموا بجهود لإيجاد الاستحقاق، فاللبنانيون مطالبون بانتخاب رئيس لكي تستقيم المؤسسات".