وصل الإعصار الضخم باتريسيا، أعنف اعصار يسجل في التاريخ، إلى ساحل المحيط الهادىء في المكسيك لكنه تسبب بأضرار أقل حجماً مما كان متوقعاً.

Ad

وناشدت سفارة دولة الكويت جميع المواطنين الكويتيين المتواجدين في المكسيك توخي الحيطة والحذر من إعصار (باتريشيا) الذي ضرب السواحل المكسيكية المطلة على المحيط الهادئ والمستمرة تداعياته في العديد من مناطق البلاد.

ودعا سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة المكسيكية السفير سميح جوهر حيات في بيان من السفارة تلقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) نسخة منه جميع المواطنين إلى الالتزام التام بتعليمات السلطات المحلية المختصة التي أعلنت حالة الطوارئ في عدة ولايات مكسيكية.

وشددت سفارة دولة الكويت في العاصمة نيو مكسيكو على ضرورة التواصل معها في حال حدوث أي طارئ متمنية للجميع الأمن والسلامة.

رقم طوارئ سفارة دولة الكويت لدى الولايات المتحدة المكسيكية: 005215513632619 00525552451714.

اجلاء

وقامت السلطات المكسيكية بنقل سكان وأغلقت المرافىء والمدارس كما أجلت سياحاً قبل وصول هذا الإعصار المصنف من الفئة الخامسة القصوى على سلم سافير-سيمسون إلى ولاية ياليسكو (غرب) بحسب مركز الأعاصير في ميامي.

لكن بعد خمس ساعات على دخوله الأراضي المكسيكية، أعلن الرئيس انريكي بنيا نييتو في رسالة متلفزة إلى الأمة "أن الأضرار أقل مما هو متوقع لإعصار بهذه القوة".

لكن الرئيس المكسيكي طلب من السكان البقاء في الملاجىء مذكراً بأن الإعصار ما زال يشكل خطراً، وقال "لا يمكننا بعد خفض تدابير الحيطة، أشدد على أن الجزء الأخطر للإعصار لم يصل بعد".

وقد وضعت البلاد في حالة تأهب تحسباً لوصول هذا الإعصار المهول الذي يهدد بحصول فيضانات وانهيارات أرضية.

وقال مدير المفوضية الوطنية للمياه روبرتو راميريز للتلفزيون أنه في الساعة 18,15 (23,15 ت غ) "دخلت عين الأعصار البر في ايميليانو زاباتا" الواقعة في ولاية خاليسكو (غرب) والتي تبعد 95 كلم عن ميناء مانزانيلو الكبير.

وتراجع الإعصار قليلاً لكنه ما زال مصنفاً من الفئة الخامسة مصحوباً برياح بسرعة 270 كلم في الساعة بعد أن سجل رياحاً قياسية بسرعة 325 كلم في الساعة وهو رقم قياسي لم يسبق أن سجل في التاريخ، مما أثار التخوف من حصول أضرار هائلة أثناء دخوله البر المكسيكي.

والإعصار باتريسيا هو أقوى من الإعصار هايان الذي تسبب بمقتل أو فقدان 7350 شخصاً في الفلبين في نوفمبر 2013.

لكن في المساء كتب الرئيس المكسيكي في تغريدة على تويتر "نحن نواجه ظاهرة طبيعية، قوة لم تشاهد من قبل، سيكون علينا أن نواجه أوقاتاً عصيبة (...) البلاد تواجه خطراً كبيراً"، مشيراً إلى أن أولوية الحكومة هي "حماية أرواح المكسيكيين وانقاذها".

من جهته، قال وزير السياحة خوسيه كالزادا أن الأمطار تهطل "بغزارة شديدة" في ولاية كوليما حيث أدى الإعصار إلى "اقتلاع حوالي 350 شجرة"، ولكن من دون أن تسجل أي خسائر بشرية حتى الآن.

وقال وزير النقل رويز اسبارزا أن انزلاقات تربة قطعت الطريق السريع بين كوليما ومانزانيلو.

أما وزير السياحة في حكومة ولاية خاليسكو انريكي راموس فلوريس فقال أن حوالي سبعة آلاف سائح أجنبي و21 ألف سائح مكسيكي كانوا يستجمون في المنتجع الساحلي قبل وصول الإعصار.

وبحسب السلطات الأميركية فإن عشرات الآلاف من السياح الأميركيين موجودون في المكسيك في مناطق معرضة لخطر الإعصار.

وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن دعمه للمكسيك في مواجهة الإعصار، مؤكداً على أن خبراء في الكوارث الطبيعية من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو اس ايد" موجودون "في مكان الحدث ومستعدون للمساعدة".

بدوره، عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المكسيك المساعدة لمواجهة الإعصار المدمر، وقال "نحن متضامنون مع المكسيك، نضع أنفسنا بتصرف الحكومة والشعب المكسيكيين لتقديم المساعدة التي قد يحتاجون إليها في هذا الوقت".

وفي مدينة بويرتو فالارتا السياحية أغلقت كل المتاجر في حين عمد أصحابها إلى تدعيم واجهاتها وتحصينها.

أما الفنادق المطلة على الواجهة البحرية للمدينة فقد تم اخلاؤها بينما نقل السياح إلى ملاجئ أو إلى المطار ومحطات الحافلات.

وبحسب السلطات فقد غادر المدينة جواً وبراً 3500 شخص.

وتم تحويل مركز للصليب الأحمر في المدينة إلى ملجأ لايواء أكثر من مئة شخص بينهم أميركيون وكنديون وايطاليون.

وقال سائح ايطالي "لسوء حظي أتيت إلى المكان الغلط في الوقت الغلط، لقد علمت من أحد الحرفيين بأن اعصاراً سيأتي، ولكن ظننت أن الأمر مزحة".

ومن المتوقع أن يحمل الإعصار أمطاراً قد يصل منسوبها إلى 51 سنتم في ولايات خاليسكو وكوليما وميتشوكان وغيريرو، الأمر الذي يهدد بحصول انزلاقات في التربة.

وقطعت السلطات التيار الكهربائي عن مدينتي بويرتو فالارتا ومانزانيلو تجنبا لحصول احتكاكات كهربائية.

ونشرت السلطات 400 شرطي فدرالي لمساعدة السكان على التصدي للإعصار.

وفي ولايات خاليسكو وكوليما وغيريرو وضعت السلطات أجهزة الطوارئ في حالة تأهب وأمرت الخميس بإغلاق المدارس.

أما المرافئ فقد أغلقت في ولايات خاليسكو وناياريت وميتشواكان وأواكساكا وغيريرو.

وفي 2013 ضربت عاصفتان في وقت متزامن تقريباً سواحل المكسيك المطلة على المحيطين الهادئ والأطلسي مما أدى إلى سقوط 157 قتيلاً.