الولايات المتحدة لاتزال العدو الأول في إيران
بين الخطابات والشعارات المناهضة للولايات المتحدة وإحراق الأعلام، تثبت تظاهرات الذكرى السادسة والثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية في طهران أن الولايات المتحدة تبقى العدو الأول في إيران، رغم الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته مع الدول الكبرى.وسبق الاحتفال بالذكرى تحذيرات من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي من "الاستكبار" الأميركي ومساعي الولايات المتحدة للتغلغل داخل المجتمع الإيراني، وتوقيف صحافيين متهمين بالسعي إلى تلميع صورة "الشيطان الأكبر"، وإقفال مطعم يستخدم اسم شبكة المطاعم الأميركية للوجبات السريعة "كاي إف سي".
وشارك آلاف الأشخاص في التظاهرة لمناسبة ذكرى احتلال السفارة الأميركية، الأولى منذ إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو بين إيران والقوى العظمى وبينها الولايات المتحدة.وهتف المتظاهرون "الموت لأميركا"، و"لتسقط اسرائيل"، و"لتسقط المملكة العربية السعودية"، و"التغلغل محظور".وكان أنصار لحزب الله في لبنان الموالي لإيران رددوا قبل أيام هتافات "الموت للسعودية" بدل هتاف الموت لإسرائيل، في خطوة تعكس التوتر بين طهران والرياض.واعتبر مدعي عام الجمهورية إبراهيم رئيسي في خطاب أن قائمة الفظائع الأميركية طويلة، سواء كان في الداخل أم في الخارج، وعلى الولايات المتحدة أن تحاسب على فظاعاتها أمام القضاء. وفي الرابع من نوفمبر 1979، أي بعد مرور أشهر على الثورة الاسلامية اجتاح طلاب حرم السفارة الأميركية في طهران. وتم احتجاز دبلوماسيين أميركيين رهائن خلال 444 يوما، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، ولم تعد إلى طبيعتها حتى الآن.ومنذ إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو، يكثف المرشد الأعلى تحذيراته من مغبة أي محاولة تقارب مع واشنطن و"تغلغل سياسي وثقافي" أخطر بكثير من "التغلغل الاقتصادي والأمني".وبرأيه، فإن الاتفاق النووي الذي سيسمح برفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل التزامها بالحد من برنامجها النووي المدني وعدم السعي إلى اقتناء القنبلة الذرية، يجب ألا يؤدي إلى خضوع إيران للمصالح الأجنبية وبخاصة الأميركية.وكان المرشد الأعلى الذي تعود إليه الكلمة الفصل في القضايا الكبرى، دعا أمس الأول أمام آلاف الطلاب إلى التيقظ حيال الولايات المتحدة التي ستسعى، كما قال، إلى غرس سكين في ظهر إيران في أول فرصة.من جهته، انتقد قائد الحرس الثوري (قوات النخبة في النظام)، الجنرال محمد علي جعفري، بعض المسؤولين الذين ينظرون بثقة نحو الغرب والليبرالية، مرددا صدى تصريحات خامنئي.(طهران-أ ف ب)