الحياة البسيطة تزداد تعقيداً في The Wonders
يروي فيلم أليس رورواتشر الجميل The Wonders، الحائز جائزة هيئة التحكيم العليا في مهرجان كان السينمائي هذه السنة، قصة عائلة تعيش في مرزعة في توسكانا، حيث ينام الأب ولفغانغ (سام لوويك) بملابسه الداخلية ويستيقظ مستاء وغاضباً، فيصيح مطلقاً الأوامر في وجه بناته الأربع وزوجته.
تصنع عائلة هبية في فيلم The Wonders العسل وتربي النحل. تتولى الفتاتان الكبريان، مارينيلا (أغنيس غرازياني) وخصوصاً جيلسومينا (ماريا ألكسندرا لونغو)، مهمة مراقبة الدلاء التي يتقطر فيها السائل الذهبي من جهاز الطرد المركزي. صحيح أن هذا العمل ليس متطوراً، إلا أنه يؤمِّن قوت العائلة إلى حد ما. تشهد الأيام تقلبات كثيرة ويخرج الجميع إلى القفران للاطمئنان على النحل النشيط. تراقب أنجليكا (ألبا رورواتشر، أخت المخرجة) بمظهرها غير المرتب ووجهها التعب بناتها ومزاج زوجها. تعيش هناك أيضاً صديقة العائلة كوكو (سابين تيموتيو). يقع حدثان يسببان خضة كبيرة في هذه الفقاعة الريفية من العزلة: يقرر ولفغانغ وأنجليكا إيواء فتى ألماني يُدعى مارتن (لويس هويلكا) يواجه مشاكل مع القانون. لكن هذه الخطوة ستؤمن للعائلة مدخولاً إضافياً هي بأمس الحاجة إليه. لا يجيد مارتن الكلام، إلا أنه يقظ ويصفر كالعصفور. أما الحدث الآخر، فهو The Countryside Wonders، برنامج الواقع الإيطالي الذي يجري تجارب أداء للمزارعين بغية التنافس على جائزة مالية كبيرة. يبحث المنتجون عن عائلة تكون مثال الحياة البسيطة وتعمل بتناغم مع الأرض. ترتدي مقدمة البرنامج ميلي ثوباً أبيض. تؤدي دورها في الفيلم الجميلة مونيكا بيللوتشي حيث تظهر بجدائل بيضاء طويلة وابتسامة مميزة. فتبدو النقيض تماماً لأرملة القاتل التي تجسدها في Spectre، حين تواجه دانيال كريغ وهي متشحة بالسواد. تعمل المخرجة رورواتشر بتأنٍّ، معطية دور البطولة لجيلسومينا التي تبدو في آن جزءاً من العائلة وغريبة عنها. عندما تتوجه العائلة برمتها إلى الجزيرة حيث يُصور الفيلم، تهرب جيلسومينا ومارتن ويمثلان نسختهما الخاصة من Moonrise Kingdom للويس أندرسون، لا حرفياً، إلا أنهما فتى وفتاة في سن ما قبل المراهقة يهربان ويعثران في أحدهما الآخر على ما يكملهما. يخطر تيرانس مالك أيضاً على بالنا عند تأمل مقابلة رورواتشر إلى سرد القصص، مع أنها تخلو من ذاك الإحساس الأميركي بكل ما هو مبالغ فيه وخارق.
الطبيعة والعائلة يشكلان محورين أساسيين، شأنها في ذلك شأن إبقاء القصة المعروضة واقعية، فضلاً عن العثور على الجمال في الواقع: في ذلك الدرب المليء بالوحول بعد العاصفة، في تلك الظلال المضاءة في كهف، وفي حدبة جمل بارزة (نعم، جمل) تتحرك بين قطيع من الخرفان. إنه أمر مذهل بالتأكيد!