القاهرة وموسكو تتحفظان عن فرضية تفجير الطائرة الروسية

نشر في 06-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-11-2015 | 00:01
• سجال مصري - بريطاني حول أمن مطار شرم الشيخ

• ألمانيا تنصح مواطنيها بالابتعاد عن سيناء

• ترقية مدير مطار شرم وأجهزة سيادية مصرية تتسلم ملف الحادث وتحقق مع 8 من العاملين وترصد مشتبهين
تصاعد الجدل، أمس، حول حادث سقوط الطائرة الروسية مطلع الأسبوع الجاري، إذ تحفظت القاهرة وموسكو عن فرضية روجت لها دوائر غربية ترجح حدوث عمل إرهابي بوضع قنبلة على متن الطائرة، في حين أكدت مصر أنها تطبق المعايير الدولة لتأمين مطاراتها.

غداة ترجيحات بريطانية وأميركية بتسبب قنبلة في سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، رفضت مصر وروسيا، أمس، فرضية تفجير الطائرة التي تحطمت السبت الماضي مما أودى بحياة 224 شخصاً من بينهم 220 روسياً و3 أوكرانيين ومواطن من روسيا البيضاء.

وأكد وزير الطيران المدني المصري حسام كمال، أمس، أن فرضية تفجير الطائرة لا تستند إلى "شواهد أو بيانات".

وقال، كمال، في بيان إن "لجنة التحقيق لم يظهر لديها حتى الآن أي شواهد أو بيانات تؤكد هذه الفرضية".

واعتبر الكرملين، كذلك، أن "السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم طائرة آيرباص الروسية ليست إلا تكهنات"، في حين شكت وزارة الخارجية الروسية من عدم تقديم بريطانيا معلومات بشأن تحطم الطائرة واعتبرته أمراً صادماً.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي، إن "جميع الروايات حول ما حدث وأسبابه ينبغي أن تصدر عن المحققين، ولم يردنا أي إعلان من المحققين حتى الساعة"، وشدد على أن الطائرات الروسية ستواصل الطيران من، وإلى، مطار شرم الشيخ الذي أقلعت منه الطائرة المنكوبة قبل أن تختفي عن شاشات الرادار بعد 23 دقيقة.

ولاحقاً، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هاتفياً التحقيق في حادث الطائرة وأكد الكرملين أن بوتين أبلغ كاميرون بمدى أهمية أن تكون التقييمات الخاصة بالأسباب المحتملة للحادث مستندة إلى معلومات مستقاة من التحقيق الرسمي.

تمسك بريطاني

في غضون ذلك، جددت الحكومة البريطانية ترجيحها لفرضية وقوف جماعة "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" وراء تفجير الطائرة الروسية بعبوة ناسفة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد أن ترأس اجتماعاً للجنة الطوارئ بحكومته لبحث الوضع الأمني في مصر بعد الحادث، إنه "على الأرجح" تسببت قنبلة في تحطم الطائرة، في حين صرح وزير الخارجية فيليب هاموند بأنه بعد النظر في صورة المعلومات ككل بما فيها زعم التنظيم المتطرف ومعلومات أخرى كثيرة "خلصنا إلى وجود احتمال كبير".

باريس وواشنطن

وبينما قالت الحكومة الفرنسية إنها لا تستبعد أي فرضية وراء تحطم الطائرة، "وخصوصاً فرضية العمل الإرهابي"، أعلنت مصر أنها تلقت تأكيدات أميركية بأن التسريبات التي تتحدث عن سبب تحطم الطائرة الروسية لا تمثل الموقف الأميركي الرسمي.

حظر طيران

في هذه الأثناء، أعلنت الشركة الألمانية للطيران "لوفتهانزا" ـ أكبر شركة للطيران في أوروبا ـ أنها ستلغي جميع رحلاتها المتجهة إلى شبه جزيرة سيناء وقررت شركة "آيرفرانس" الفرنسية وقف تحليقها فوق سيناء حتى إشعار آخر، في حين حثّت وزارة الخارجية الألمانية المسافرين إلى مصر على تجنب سيناء.

وكانت الشركات البريطانية والأيرلندية أعلنت، أمس الأول، تعليق رحلاتها من وإلى شرم الشيخ.

السيسي وكاميرون

ووسط زخم الحديث عن حادث الطائرة، التقى الرئيس المصري

عبدالفتاح السيسي رئيس الحكومة البريطانية في مقر الأخير بالعاصمة البريطانية لندن أمس.

وأكد السيسي، في مؤتمر مشترك مع كاميرون، تفهمه للمخاوف البريطانية، وقال: "مستعدون للتجاوب أكثر مع أي إجراءات تطمئن الدول التي لديها سياح في مصر".

وأضاف أن بلاده أجرت مراجعة لإجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ قبل عشرة أشهر بناء على طلب من بريطانيا.

من جهته، قال كاميرون إن مصر وبريطانيا تعملان معاً لإعادة الرحلات إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن، معرباً عن تعاطفه مع المخاوف المصرية حول تأثير الإجراءات البريطانية على قطاع السياحة لكن القرارات "أخذت بالاعتبار سلامة المواطنين البريطانيين أولاً".

وتحدثت تقارير، أمس، عن تخطيط الحكومة البريطانية لإجلاء 20 ألفاً من سياحها العالقين في سيناء حالياً.

دفاع مصري

في المقابل، اعتبر وزير السياحة المصري هشام زعزوع، أن قرار بريطانيا تعليق رحلاتها غير مبرر ودعاها إلى إلغائه على الفور، في حين قالت وزارة الخارجية المصرية، إن بريطانيا علّقت الرحلات الجوية دون تشاور، رغم الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين وزيادة إجراءات الأمن.

وردّ وزير الطيران المدني على إعلان الشركات الأوروبية وقف رحلاتها إلى شرم الشيخ، قائلاً، إن جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية في التأمين والسلامة.

وأضاف في بيان رسمي: "جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية في التأمين والسلامة وتخضع لمراجعات دورية من سلطة الطيران المدني المصري وهيئات التفتيش الدولية"، مؤكداً أن السلطات المصرية "تتعاون مع مفتشي هيئة الطيران الأميركية والجانب البريطاني في تطبيق أي إجراءات إضافية مطلوبة".

وشدد الوزير المصري على أن القاهرة تحرص على دقة وسلامة التحقيق في حادث الطائرة بما يضمن ظهور الحقائق للعالم.

وفي تطور آخر، أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات، عادل محجوب، ترقية مدير مطار شرم الشيخ الدولي، عبدالوهاب علي، مساعداً لرئيس الشركة لشؤون العمليات، خلفاً لمحمد مصطفى صادق الذي تمت إحالته إلى التقاعد.

وأشار محجوب إلى أنه تم اختيار عبدالوهاب نظراً إلى كفاءته وقدراته في العمل، علماً أن الأخير يدير مطار شرم الشيخ حتى الآن بجانب عمله بمنصبه الجديد في مقر الشركة.

تحقيقات

وفي حين تتواصل التحقيقات المصرية، قال مصدر رفيع المستوى لــ"الجريدة"، إن أجهزة سيادية تسلّمت ملف التحقيق في حادث الطائرة، بالتنسيق مع الاستخبارات الروسية والبريطانية، كاشفاً أن الأجهزة بدأت في التحقيق مع 8 من العاملين في مطار شرم الشيخ، والذي انطلقت منه الطائرة الروسية في رحلتها الأخيرة، للاستماع إلى أقوالهم بشأن إجراءات التأمين والتفتيش المتبعة.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن السلطات المصرية طلبت من نظيرتها الروسية قائمة بأسماء ركاب الطائرة لمقارنتها بقائمة المطار، والكشف عن نشاط الركاب خلال فترة وجودهم في مصر، خصوصاً أن تفريغ كاميرات المطار كشفت عن وصول ثلاثة أشخاص إلى محيط الطائرة قبل إقلاعها بساعة ونصف الساعة، أحدهم يرتدي ملابس تشبه ملابس مهندسي الطيران، في حين ارتدى آخر ملابس مدنية، جار تحديد هويته ومعرفة سبب تواجده في محيط الطائرة، وإذا ما كانوا من العاملين بالمطار أم لا.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة التي تباشر التحقيق لا تستبعد أي فريضة، بما فيها وجود قنبلة على متن الطائرة، سواء تم إدخالها عبر زرعها في حقائب أحد الركاب، أو على جسم الطائرة، خصوصاً أن انشطار الطائرة وانتشار الجثث في دائرة قطرها 21 كيلومتراً، جعلت أحد السيناريوهات المطروحة أن يكون التفجير تم في خزان الوقود.

back to top