أفلاطون يرى في كتابه "المدينة الفاضلة" أنّ الغلبة والقهر من خصوصيات المدينة الضالة، في حين أنّ السياسة الحكيمة والقويمة هي التي تؤدي إلى إسعاد الإنسان، ولا يمكن إلا أن تسود المدينة الفاضلة وحدها، وهي المتميزة بالعدل والعقل.
وإذا تأملنا واقع الشعوب العربية فإننا نجدها تعيش في المدينة الضالة التي تسودها الغلبة والقهر والقمع والاعتقال وانعدام الحريات، بل نشرت الحكومات العربية التخلف والفقر بين شعوبها بدلاً من العلم والإبداع، الأمر الذي جعل معظم الشعوب العربية المقهورة تتجه إلى العنف والإرهاب دون وعي لدينها وعقيدتها، ودون دراية بنتائج تلك العمليات الإرهابية عليها وعلى أوطانها.ومن الواضح أن أعداء الأمة قد درسوا أوضاع العرب ونفسياتهم وما يتعرضون له من قهر وقمع، فاستغلوا ذلك الأمر عبر بعض الخونة والمندسين على الدين والعقيدة ممن يسمون برجال الدين ليحرضوا الشباب المتحمسين والجاهلين بدينهم أن ينفذوا تلك العمليات الإرهابية باسم الدين، والغريب أن معظم حكوماتنا العربية استغلت تلك العمليات لتصفي خصومها السياسيين دون أن تعي خطورة انتشار الفكر الإرهابي المدمر بين شباب الوطن وأبنائه.ونلاحظ أن الحكومات لم تقم بأي خطوة لمعالجة هذا الفكر المنحرف، وكأنها تريده أن ينتشر ويستمر ليكون مبرراً لها في محاربة خصومها السياسيين دون وعي بخطورة ذلك الأمر عليها وعلى الوطن بأسره، فيشغلون الناس بالقضية الأمنية ويتناسون قضاياهم الأساسية وحقوقهم المسلوبة، لذلك أعتقد أننا نحن من صنع الإرهاب وهيأ له الأرض الخصبة لتثمر المزيد منه ومن العنف.يعني بالعربي المشرمح:لو أن الحكومات العربية سلكت الحكمة والعقل والعدالة في سياستها تجاه شعوبها لما ظهرت الحركات الإرهابية والطائفية ولما أصبح العنف ثقافة لشعوبها!!
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: نحن من صنع الإرهاب!
08-08-2015