سهرة انتخاب ملكة جمال لبنان 2015... «النفايات» نجمتها

نشر في 15-10-2015
آخر تحديث 15-10-2015 | 00:01
غياب للتميز وسوء تنظيم وتصنع... عناوين اختصرت حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان 2015 التي فازت فيها فاليري أبو شقرا باللقب في حين حملت شابتان لقب «الوصيفة الأولى».
 أربع عشرة مشتركة تفاوتن في معدلات الجمال واجتمعن على قلّة الثقافة التي تجلت بأبهى حللها خلال إجابتهن على أسئلة لجنة التحكيم المكررة والساذجة، فكانت «النفايات على طرقات بيروت» سيدة الموقف في حفلة من المفروض أن تقدّم صورة جميلة عن لبنان، لا أن تسلّط الضوء فحسب على المشاكل والأزمات التي يعاني منها الوطن.

اللافت أن بعض الأسماء التي ضمتها اللجنة، لا تمتلك خلفيّة تخولها أن تكون في هذا المكان، على غرار رئيس بلدية جبيل زياد حواط ورئيسة جمعية «كن هادي» التي تلعثمت أكثر من مرة أثناء طرحها سؤالها، ولم تجد إيصال فكرتها ما دفع مقدمة البرنامج ديما صادق إلى نجدتها.

كليشيهات وطنية

جاءت أجوبة المشتركات اللواتي من البديهي أن  يطلعن على ما يحدث في الشارع اللبناني من تطورات أمنية، وعلى  قضايا حياتية واجتماعية مهمّة من المتوفع طرحها في هكذا مسابقة كأنها فجاءت كأنها مركبة تسودها السطحية، فصمود لبنان والكهرباء والماء وحسن الضيافة اللبنانية وجمال الطبيعة وغيرها من «الكليشيهات الوطنية» التي شبعنا منها في مثل هكذا مسابقات شكلت مضمون الأجوبة، فكانت بمعظمها خارج الموضوع تارةً، ومبالغ فيها طوراً أخرى، إضافة إلى التعلثم والتحجج بأن بعض المشتركات لا يجيد اللغة العربية، ما شكّل فضيحة بحدّ ذاتها، فكيف لمشتركة لا تعرف الحدّ الأدنى من لغة بلدها أن تمثّل لبنان خارجاً؟!

هفوات...

عودتنا شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، التي تنظم حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان منذ عشرين سنة، على حفلاتها الضخمة والمميزة التي يسيطر عليها الإبهار النظري والتنظيم المحترف، من ديكور استثنائي والاستعانة بأحدث التقنيات وبفرق رقص محترفة، فضلا عن استضافة أكثر من فنان خلال الحفلة الواحدة، فكنا نشعر أننا أمام حفلة ترتقي بحدّها الأدنى إلى الحفلات العالمية... لكن أثناء مشاهدتنا حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان 2015، كانت الصدمة سيدة الموقف، ففرقة الرقص مثيرة للسخرية والضحك بمستواها المتواضع.

ترجمة ناقصة

سيطر التصنّع على أداء ديما صداق في تقديمها للحفلة، فكانت تصرخ حيناً وتضحك حيناً آخر، وتقوم ببعض المداخلات الفجائية معتقدة أنها تضفي جوا من العفوية. أما المصيبة الحقيقية فتجلّت  في ترجمتها لإجابة إحدى المشتركات من العربية إلى الفرنسية لأن ملكة جمال فرنسا طرحت السؤال عليها، فجاءت الترجمة مختلفة وناقصة ومن تأليفها، لا بد هنا من السؤال: هل كان يصعب على القيمين على هذه الحفلة الاستعانة بمترجم متخصص، على غرار المسابقات العالمية لملكات الجمال؟!

مبالغة في الوطنية...

شعرنا ولو لبرهة اننا أمام حفلة وطنية، سواء لناحية أسئلة لجنة التحكيم أو لناحية اختيار راغب علامة إحدى الأغنيات لأدائها في الحفلة وتقول كلماتها: «لازم نتوحّد لنعيش من كلّ الأديان/ لو عَالشوك وعَالريش بيجمعنا لبنان»، وعندما سألته صادق، بعد انتهاء وصلته، نصيحة يقدّمها إلى الشباب الذي يهاجر علّه يجد مستقبلا له خارج لبنان، أجاب أن الشباب اللبناني صامد ولا يجرؤ على الهجرة، ليعلو بعدها التصفيق». وما أثار الضحك وقوف المشتركات على المسرح  يُنشِدن أغنية: «بتتلج الدني، بتشمّس الدني، ويا لبنان بحبك تتخلص الدني». مبالغة في الوطنية لا تتناسب مع حفلة ملكة جمال لبنان التي وقعت في فخ الفشل.

back to top