العالم يواجه صعوبة تخزين النفط المتزايد مع تراجع الطلب

خبراء: أسواق النفط قد تتعرض إلى هزة في الشرق الأوسط تدفع الأسعار للارتفاع من جديد

نشر في 01-12-2015
آخر تحديث 01-12-2015 | 00:01
No Image Caption
يقول تقرير نشرته أخيراً صحيفة نيويورك تايمز، إن حوالي 40 ناقلة نفط ترسو قبالة ساحل تكساس في انتظار تفريغ شحناتها أو قدوم مشترين محتملين.
تغير مشهد صناعة النفط إلى حد كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، ولم يعد الأمر مقتصراً على هبوط الأسعار والخلافات حول سقف الإنتاج أو توزيع الحصص بين دول منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك".

وقد تضطر بعض الدول المنتجة والمصدرة إلى التوسع في تخزين هذه المادة المهمة في ناقلات أو دول أخرى نائية للتغلب على هذه المشكلة، أو أن تقرر الاحتفاظ بالخام في باطن الأرض.

ويقول تقرير نشرته أخيراً صحيفة نيويورك تايمز، إن حوالي 40 ناقلة نفط ترسو قبالة ساحل تكساس في انتظار تفريغ شحناتها أو قدوم مشترين محتملين.

وثمة مؤشرات قليلة على الخروج من هذه الأزمة في الوقت الراهن مع استمرار الهبوط في أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها، والذي تراجع بحوالي 10 دولارات للبرميل الأسبوع الماضي.

خفض البنزين

ويضيف التقرير، أن هذا الإنهيار في سعر النفط ساعد من جديد على خفض سعر البنزين بالنسبة للسائقين في الولايات المتحدة حيث وصل سعر البنزين العادي قبل أسبوع إلى 2.19 دولار للغالون، وهو سعر يقل 9 سنتات عن شهر مضى و73 سنتاً عن سنة خلت.

وكان الهبوط في ثروات شركات النفط بارزاً بسبب زيادة الإنتاج في روسيا والسعودية ودول الخليج العربي الأخرى، إضافة إلى التباطؤ في نمو الطلب في الصين، وتوقع تجار النفط أن يفضي انتهاء العقوبات الاقتصادية على إيران إلى ضخ كميات كبيرة في السوق التي تعاني تخمة.

وأفضى الارتفاع في الإنتاج إلى تخزين عالمي للنفط بلغ ثلاثة مليارات برميل مما يعادل بشكل تقريبي إنتاج العالم خلال شهر واحد، ولم تواجه الأسواق العالمية مثل هذا الإشباع منذ سنة 2009 عندما بدأ الطلب على الوقود بالهبوط.

وبحسب تقرير صدر أخيراً عن وكالة الطاقة الدولية، فإن هذه الزيادة خلقت وقاية غير مسبوقة إزاء الهزات الجيوسياسية أو الاضطرابات في الإمداد.

وساعد التقرير المذكور في خفض سعر خام غرب تكساس بأكثر من دولار الذي هبط إلى حوالي 40 دولاراً للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ الصيف الماضي، وكانت أسعار النفط فوق 100 دولار في صيف عام 2014.

ارتفاع بطيء

لكن خبراء الطاقة يقولون إنه رغم الارتفاع الكبير في المخزون، فإن أسواق النفط قد تتعرض بسهولة إلى هزة نتيجة حدوث أزمة من نوع ما في الشرق الأوسط  قد تدفع الأسعار إلى الارتفاع من جديد.

ويذكر تقرير الصحيفة، أن وكالة موديز تتوقع حدوث ارتفاع بطيء في أسعار النفط بحيث يصل سعر غرب تكساس إلى 48 دولاراً للبرميل في 2016 وإلى 55 دولاراً في 2017 وتضيف أن سعر خام برنت الذي يقل عن 44 دولاراً الآن سوف يرتفع إلى 53 دولاراً في 2016 وإلى 60 دولاراً في 2017.

وبحسب خبراء الطاقة، فإن سبب التوقعات في هبوط أسعار النفط يرجع إلى الانكماش في الاقتصاد العالمي وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن نمو الطلب العالمي على النفط سوف يتراجع إلى 1.2 مليون برميل يومياً العام المقبل، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى في خمس سنوات عند 1.8 مليون برميل يومياً في 2015.

إيقاف المنصات

من جهة أخرى، أرغم هبوط الأسعار شركات النفط في الولايات المتحدة على إيقاف أكثر من نصف منصاتها ما أفضى إلى تسريح عشرات الآلاف من العمال في ولايات نفطية مثل تكساس وداكوتا الشمالية وأوكلاهوما - كما أن الاستثمارات في عمليات استكشاف جديدة هبطت بنسبة 20 في المئة في هذه السنة، ومن المتوقع حدوث مزيد من الخفض في سنة 2016.

ويقول تقرير نيويورك تايمز، إن العديد من الخبراء في هذه الصناعة يتوقعون قيام شركات نفط كبرى مثل أكسون موبيل بشراء شركات صغيرة تحقق لها درجة من الربح عندما تعاود أسعار النفط الارتفاع.

وبحسب سكوت شيفيلد، وهو الرئيس التنفيذي لشركة بايونير ناتشورال ريسورسز في تكساس، فإن "استمرار هبوط أسعار النفط سوف يفضي إلى مزيد من عمليات الدمج العام المقبل الذي سوف يكون صعباً وقاسياً أيضاً".

back to top