نجح أعداء الأمة في إلصاق صفة الإرهاب بالإسلام، وعن طريقنا، نحن العرب، الذين لا نشكل سوى ٢٠ في المئة من مسلمي العالم، الأمر الذي يجعلنا نستغرب: لماذا مسلمو العرب هم فقط هم الإرهابيون؟! وما الذي جعلهم كذلك؟ ولماذا جل عملياتهم الإرهابية في بلدانهم وضد أشقائهم المسلمين والعرب؟!

Ad

لاحظوا أعداد المسلمين في أميركا وأوربا والصين وغيرها من دول العالم، والتي يفترض فيها أن تحارب الإسلام، إذا ما سلمنا بنظرية «الحرب على الإسلام» التي يتبجح بها بعض من ابتُلينا بهم من أهل اللحى وساسة الإسلام.

معظم التنظيمات الإرهابية التي نراها اليوم هي منظمات عربية بزعمائها وعناصرها، تقتل وتفجر وتهجر باسم الدين، وضحاياها ينتسبون إلى نفس الدين الذي يدعون حمايته أو يقاتلون من أجله، وإلى نفس الوطن الذي يعيشون فيه، وإلى أن نفس العرق الذي ينتمون إليه، لذلك لم نشاهد منظمة إرهابية إسلامية أميركية أو صينية أو إندونيسية، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن الإرهاب الذي تمارسه المنظمات العربية باسم الدين ناتج عن تخلف العرب وانحراف فكرهم وجهلهم بدينهم وعقيدتهم، وأن العنف الذي يمارسونه نتيجة الاضطهاد الذي مورس عليهم من قبل حكوماتهم القمعية والدكتاتورية، أضف إلى ذلك عدم تدخل حكوماتهم لمعالجة هذا الفكر المنحرف وترك الأمر لسماسرة وتجار الدين يعبثون بأبنائهم المراهقين والمتحمسين لنصرة دينهم عن جهل وتخلف.

لقد نجحت هذه التنظيمات في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتبديد ثرواتهم على القتل والتفجير والتدمير، ولو أنهم استغلوا تلك الأموال التي بيدهم لنشر الإسلام الحقيقي لشاهدنا عكس ما نراه اليوم من خوف ورعب من كل ما هو مسلم.

وهنا تتحمل الحكومات العربية مسؤولية محاربة هذا الفكر المنحرف عبر وسائل إعلامها ومدارسها وإشغال شبابها بالعمل والعلم والإبداع لخدمة وطنهم ودينهم، بدلاً من تركهم لتجار الدين وسماسرته يعبثون بعقولهم ليجعلوا من أجسادهم قنابل مفخخة تحصد أرواح الأبرياء من البشر باسم الدين.