قبل شهر من حلول الذكرى الخامسة لانتفاضة 25 يناير، حذر الرئيس المصري من دعوات لـ «ثورة جديدة»، معرباً عن استعداده لترك منصبه حال أجمع المصريون على ذلك، في وقت قررت جهات سيادية حظر نشر أي معلومات عن مشروع «الضبعة النووي»، إلا من خلال الجهات الأمنية أو وزارة الكهرباء.

Ad

فتحت الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، خلال احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف، بابا واسعا من التساؤلات حول المغزى منها، خصوصا تحذيره من دعوات لـ«ثورة جديدة» واستعداده لترك منصبه حال أجمع المصريون على ذلك.

وقال السيسي، الذي واجهت حكومته انتقادات واسعة خلال الفترة الأخيرة، بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الضرورية، «لو الشعب عايزني أمشي هامشي، من غير ما تنزلوا، بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كده، ووجودي في الحكم كان بإرادة الله»، مضيفا: «هتتحاسبوا عني عملتوا معايا إيه، زي ما هتحاسب عنكم عملت معاكوا إيه»، داعيا أجهزة الدولة إلى احترام كرامة المواطن، والعمل على تخفيض أسعار السلع، وطالب الشعب بمساندته في النهوض بالدولة المصرية، وأكد أنه من الشعب وسيظل معه.

ووجه السيسي رسالة إلى أعضاء مجلس النواب الجديد، مطالبا اياهم بالتفاهم والعمل مع المسؤولين، قائلا: «احنا مع بعض مش ضد بعض»، مؤكدا: «مش بخاف على حاجة أو من حاجة، مش بخاف إلا على الشعب»، مشددا على استمراره في البناء والحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب، وانتقد من يفرق الأمة إلى أقباط ومسلمين، مؤكدا أن «الله خلق أمما وليس أمة واحدة، وديانات وليس دينا واحدا».

وقال: «أتعامل بلطف مع كل الفئات، إلا أنني أشدد على علماء الأزهر، لكونهم أهل الحق، وسيسألون عنه، وعن تغيير الأفكار المغلوطة»، مطالبا علماء الدين بـ«تحويل ما يقولونه إلى سلوك، يراه الناس في ترسيخ المواطنة والكرامة والوطنية، وتوظيف الكلام من أجل مصلحة الناس».

دعوات يناير

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، لـ«الجريدة»، إن تصريحات السيسي جاءت بعد تصاعد دعوات النزول في الذكرى الخامسة لثورة يناير، عبر صفحات على مواقع التواصل، لافتا إلى أن تلك الدعوات لن تلقى استجابة رغم التحفظ الكبير عن طريقة إدارة الدولة خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي أيده الأمين العام لحزب «الكرامة» الناصري، محمد بسيوني، حيث قال: «غالبية الشباب ليس لديه رغبة في النزول للتظاهر، خوفا من الملاحقات الأمنية»، محذرا من استغلال «الإخوان» لتلك الدعوات.

ساويرس

إلى ذلك، وفي إطار الجدل المستمر حول الائتلافات داخل البرلمان الجديد، الأوسع في الصلاحيات، قال الملياردير المصري الداعم الرئيس لحزب «المصريين الأحرار»، نجيب ساويرس، إن الحزب لن ينضم لأي ائتلاف سياسي داخل البرلمان، وقال في اتصال هاتفي مع «الجريدة» أثناء وجوده في لندن: «انضمامنا لأي ائتلاف سياسي يعني ابتعادنا عن أي معارضة من المقرر أن تصب في مصلحة المواطن، وائتلاف دعم مصر لن ينجح»، نافيا سعيه لتولي منصب رئاسة الحكومة، وقال: «رئاسة الحكومة شرف، لكنني لست متفرغا لها».

في السياق، وبينما بات ائتلاف «دعم مصر» في حكم المنهار، بسبب جملة الانسحابات التي حدثت في صفوفه أخيرا، قال عضو حزب الوفد النائب البرلماني أحمد السجيني إن الهيئة العليا للحزب اقترحت خلال اجتماع الهيئة الأخير تشكيل تحالف برلماني جديد يحمل اسم «الأمة المصرية»، ليكون بديلا عن ائتلاف «دعم مصر».

في الأثناء، طالب اللواء سامح سيف اليزل المقرر العام لـ «دعم مصر»، جميع النواب بإنكار الذات، والتضحية من أجل الوطن، وقال عقب اجتماع للائتلاف بحث تداعيات الانسحاب مساء أمس الأول: «إن الائتلاف ليس قيدا على المشاركين فيه، وأن الانضمام للائتلاف لا يعني التجرد من الهوية الحزبية، كما حاول البعض الترويج»، مشددا على احترام الائتلاف كل الأحزاب المشاركة.

«نووي الضبعة»

في تطور أمني جديد، اعتبره مراقبون يدخل ضمن الإجراءات الاستباقية لمنع الشائعات حول المشاريع الاستراتيجية الكبرى، قررت إحدى الجهات السيادية، أمس الأول حظر نشر أي معلومات تتعلق بمشروع «الضبعة النووي»، الذي وقعته الحكومة المصرية مع نظيرتها الروسية، خلال نوفمبر الماضي، وحدد القرار «جهات أمنية» ـ لم يسمها ـ ووزير الكهرباء، مصدرين وحيدين للموافقة على نشر أي بيانات بشأن المشروع.

ودافع مصدر مطلع عن القرار الحكومي، وقال لـ«الجريدة»: «يحمي المشروع من سيل الشائعات التي قد تطوله»، بينما انتقد الخبير الأمني، مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن العام الأسبق، محمد نورالدين، القرار، وقال: «يجب أن تكون هناك شفافية في تداول المعلومات، لأن الأمر يخص مشروعا قوميا ضخما يتطلع إليه المصريون».

ولاية سيناء

في السياق، تبنى تنظيم ما يعرف بـ«ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش» استهداف مركبات أمنية تابعة لقوات الأمن قرب قرية الخروبة غرب مدينة الشيخ زويد، ما أسفر عن إصابة 7 مجندين.

كما انفجرت عبوة ناسفة في مدرعة تابعة لمديرية أمن شمال سيناء، قرب مسجد النصر، وسط مدينة العريش، ما أسفر عن إصابة مجندين اثنين ومدني، بينما شنت القوات حملات دهم في مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش.