كل من يحب القصص الغريبة والمنحرفة مثل Gone Girl الذي صدر في السنة الماضية سيستمتع بفيلم Dark Places، المقتبس أيضاً من قصة للروائية جيليان فلين، نظراً إلى جوانبه الغامضة والمشوقة.

Ad

لكن لولا بصمة ديفيد فينشر المبهرة، لدخل الفيلم في خانة الأعمال التقليدية التي تتمحور حول قصة امرأة معذبة.

هذا الأمر ليس سلبياً، لكن تتعدد الجوانب الممتعة التي يمكن إيجادها في هذا الفيلم الميلودرامي المشوق الذي تبدأ أحداثه بجريمة قتل مروّعة، لكنه ليس من النوع الغني فكرياً.

تبدو فيه تشارليز ثيرون جميلة رغم ارتدائها جينزاً قذراً واعتمارها قبعة رياضية قديمة. هي تجسد دور «ليبي داي» المضطربة، وهي الناجية الوحيدة من مجزرة طاولت عائلتها وقد سُجن شقيقها «بن» بتهمة ارتكابها منذ أن كانت طفلة. تبدو «ليبي» المتقلّبة يائسة للحصول على المال فتنجرّ إلى «نادي القتل» الذي يشمل مجموعة من المجرمين الهواة بقيادة «لايل» (نيكولاس هولت). تنساق «ليبي» وراء مساعيهم لكسب المال، لكن يقودها إصرارها على براءة «بن» إلى استرجاع الذكريات عن ماضيها، فتبدأ بالتشكيك بكل ما تؤمن به وبكل ما قالته حين أدلت بشهادتها خلال محاكمة «بن».

يعجّ طاقم الممثلين بالموهوبين، بدءاً من ثيرون الفائزة بجائزة أوسكار وصولاً إلى كوري ستول وتاي شيريدان اللذين يلعبان على التوالي دور {بن} الكبير والصغير، وكريستينا هندريكس بدور أم الشقيقَين المضطربة. تقدم كلوي غرايس مورتيس التي تلعب دور صديقة {بن} في صغره أداءً شبيهاً بأداء نانسي آلن في فيلم Carrie للمخرج براين دي بالما في عام 1976، فتجعل الفيلم يميل إلى الطابع الاجتماعي، وهو ليس أمراً سيئاً بالضرورة نظراً إلى جوهر القصة الغنية. لكن يبدو وكأنّ الفيلم لا يريد أن يصنّف نفسه في خانة الأعمال الاجتماعية البحت أو أفلام التشويق الغامضة، لذا يتنقل بين النوعين.

سيبقى المشاهد منجذباً إلى الفيلم بفضل التقلبات والتغيرات والاكتشافات المشوقة التي تتنقل بين الحاضر ويوم وقوع جرائم القتل وتتخللها ذكريات {ليبي} عن الليلة التي هربت فيها من المنزل.

تطورات

لكن رغم جميع التطورات الصادمة، يظهر الحل سريعاً ويبدو مربكاً وسطحياً. تتجاوز الأحداث بعض الروابط المهمة ويبدو أن الفيلم نفسه ليس مقتنعاً بنهايته. حين يزول الغموض، لا سبب يدعونا للاهتمام بهذه الشخصيات نظراً إلى غياب أي جهد واضح لجعلنا نهتم بها أو حتى نتعرف عليها شخصياً.

كما في فيلم Gone Girl، تبدو النساء في فيلم Dark Places حذقات والرجال أغبياء، ويعكس هذا الوضع رؤية جيليان فلين العامة. تبدو هذه اللمحة الساخرة جديدة ومختلفة عن مسار أفلام هوليوود، لكن لا بد من التساؤل عن المدة التي يمكن أن تمرّ من دون أن يختبر الإنسان توبة حقيقية. بعيداً عن هذه الأسئلة الوجودية، يبدو مستوى الجوانب الممتعة في فيلم Dark Places ومجموعة النجوم المشاركين فيه ترفيهياً بما يكفي، حتى لو كان العمل غير متماسك من بدايته إلى نهايته.