لم تجمعنا القبيلة ولا الطائفة ولا العائلة بل جمعنا وطن من كل العوائل والقبائل والطوائف، وأصبح مصيرنا مشتركاً لا يقبل تجزئته لقبيلة ما أو طائفة معينة أو عائلة بعينها، وأصبحنا نتعايش وفقاً للقانون والدستور الذي لم يفرق بيننا وفقاً لتلك المسميات، ولم يكن بعضنا يصنف بعضاً وفقاً لقبيلته أو عائلته أو طائفته.
كنّا نتعايش جميعنا، ونعمل من أجل وطن جمعنا، فلا نعير أي أهتمام لقبيلة أو عائلة أو طائفة حتى تدخّل أصحاب المصالح وعبيد الخارج والأحقاد ليجعلوا منا قبائل وطوائف وعوائل، ويضربوا وحدتنا بسهام مسمومة صنعت خارج حدود الوطن.والمؤلم أن السلطة استثمرتها بجهل وضعف لتعززها وتتركها تنمو لتصفي حساباتها مع خصومها السياسيين، وكانت النتيجة عكسية كما نراها اليوم، الأمر الذي يوجب علينا كمجتمع أن نتصدى لهذه الظاهرة التي نرى نتائجها في الدول المحيطة بنا، وما فعلته بشعوب تلك الدول وأوطانها من قتل وتدمير وتشريد وأحقاد لن تزول أبداً، خصوصاً أن هناك من يغذيها ويدعمها لتستمر.يعني بالعربي المشرمح:على السلطة ومؤسسات الدولة والمجتمع أن تتدارك خطورة ما نمر به في ظل ظروف إقليمية معقدة وملتهبة، وباعتقادي أن الأوان قد حان لنطلق مبادرة وطنية للتعايش السلمي مع الآخر، ونبذ الطائفية والقبلية والعنصرية، فوحدتنا هي مستقبلنا وأمننا وتعايشنا، وبها نرتقي به ونوصله إلى بر الأمان، فلا الانتخابات وكراسيها تصنع وطناً ولا بتصفية الحسابات السياسية يزدهر، فاصحوا يا سادة قبل فوات الأوان.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: وحدتنا تعني مستقبلنا!
07-11-2015