عادت النميمة الثقافية في كواليس وزارة الثقافة المصرية إلى صدارة المشهد الثقافي لتثير جدلاً واسعاً امتد على صفحات التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية وصبَّ الجدل هذه المرة حول عدم التجديد لقيادات الوزارة، وفي مقدمهم رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد.

Ad

لا تعبِّر الأنباء الواردة من كواليس وزارة الثقافة المصرية بالضرورة عن موقف الأخيرة، ورغم أنه لم تصدر حتى الآن أي قرارات رسمية، فإن الجدال اشتعل بين المثقفين. حتى إن بعضهم طالب بإلغاء وزارة الثقافة نفسها.

بادرت مجموعة من المثقفين شكلوا في ما بينهم جبهة الإبداع المصري بإصدار بيان إدانه للقرارات المنتظر صدورها وتتهم وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي بتفريغ الوزارة من مثقفيها، وأنه يطبق سياسة الأرض المحروقة، ويجرد الوزارة من الكفاءات قبل رحيله. وطالبت الجبهة بإقالة وزير الثقافة، وجاء في نص البيان: «إن جبهة الإبداع تتابع بقلق بالغ كل ما يحدث في أروقة وزارة الثقافة، وأن الوزير ينفذ الأجندة التي عجز علاء عبد العزيز، وزير ثقافة الإخوان عن تنفيذها». وتابع البيان: «قد سبق لنا إصدار بيان يعترض بشدة على هذه التصرفات العشوائية غير الواعية، كما تراقب الجبهة في قلق بالغ خطوات الوزير المدروسة في تفريغ الوزارة من الكفاءات في سرعة بالغة قبل مغادرته الوزارة ولن تسمح له الجبهة بذلك حفاظاً على مصلحة الوطن».

 وأضاف البيان: «إن أي وزير لن ينجح إلا من خلال معاونيه، لكننا نجد بكل أسف أن الأسماء التي أتى بها في المجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي للترجمة، على سبيل المثال أقل من الكفاءات التي كانت تشغل هذه الأماكن. وها هو اليوم يستعد لإقالة رئيس هيئة الكتاب، وهي في أوج نجاحها وقيامها بدورها الذي عجزت عن القيام به منذ سنوات في ظروف أشد قسوة، وهو يتحين الفرصة في الوقت نفسه للتخلص من رئيسة الأوبرا التي تقوم بدورها على أكمل وجه، وتحقق نجاحات ملموسة متحدية كل الصعاب التي تواجهها، وكأنه لا يجد مكاناً آمناً لنفسه وسط القيادات الناجحة».

 واختتم البيان: «جبهة الإبداع تطالبكم بسرعة إقالة هذا الوزير الذي قام بتجريف الوزارة المسؤولة عن العقل وإبداع المصريين قبل أن يقضي على ما تبقى منها، فما قامت ثورة 30 يونيو، ولا كان اعتصام المثقفين لينتهي بوزارة الثقافة تلك النهاية التي لم يتمناها إلا الإخوان».

 يشار إلى أن وزير الثقافة في مصر الدكتور عبد الواحد النبوي كان قد رفض التجديد للدكتور محمد عفيفي كأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور أنور مغيث كمدير للمركز القومي للترجمة.

توسعت دائرة الجدل إلى المطالبة بإلغاء وزارة الثقافة، وهو ما طالب به كبار الأدباء سابقاً. فالأديب صنع الله إبراهيم يرفع شعار إلغاء وزارة الثقافة ويردد دائماً أنه يتمنى إلغاءها وكل جهات الرقابة الراهنة، مع ضرورة إيجاد أشكال أخرى لها كتلك المتوافرة في أوروبا.

بدوره قال الأديب إبراهيم عبد المجيد إن وزارة الثقافة لا تمثل سوى 10 في المئة من الثقافة المصرية. وهو كان طالب يفتح الطريق أمام المجتمع المدني، وأن يصبح المثقفون تابعين له، مستشهداً بوضع الثقافة في مصر قبل ثورة 23 يوليو، قائلاً: «كانت الثقافة في ذاك الوقت ملك الشعب، والمجتمع المدني، وهو ما أنجب لنا علامات بارزة في تاريخ الأدب، أمثال الأديب الكبير طه حسين، وعباس محمود العقاد، وغيرهما، ممن أثروا الثقافة العربية بمؤلفاتهم الإبداعية».