كيف ترى واقع الخطاب الديني حالياً؟
أرى أننا بحاجة إلى ضرورة تجديد الخطاب، وليس تغييره، والتجديد يكون بالمعنى الذي قال عنه الرسول (ص): «يبعث الله على رأس كل مائة عام رجلا يجدد لهذه الأمة دينها»، فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى التجديد، بسبب ما أصاب الأمة الإسلامية من حالة ركود واتكال على موروثات عبر قرون طويلة من الزمن تتضمن أموراً لا تناسب واقعنا، ما أضعف الخطاب الديني نتيجة الاعتماد على مقولات وروايات وأحاديث غير صحيحة أو موضوعة، الأمر الذى يتطلب ضرورة تنقيح التراث الإسلامي من هذه الآفات، من أجل النهوض بالأمة مجدداً، ونعتمد بشكل أساسي على قواعد دينية تزيل اللبس والغموض فيما بيننا وبين الآخر، انطلاقا من الدين الحنيف، ومدى قبول الآخر لنا، وهنا أضع خطوطا عديدة تحت هذه المقولة، لأن قبول الآخر لا يكون بالكلام، ولكن القبول لابد أن يكون قلبياً وفعلياً، لذا يجب أن يكون في قلوبنا مكان لغير المسلمين، لأننا وفقنا بهذا الدين وولدنا عليه، ولم نتكبد عناءً من أجل الدخول فيه، وهذا من حسن حظنا، واليوم نحن إزاء خطاب ديني يقلل من شأن الآخر، وهذا ليس من الإسلام الذي يقدر الآخر ويتعايش معه بالحكمة والموعظة الحسنة.مفهوم التجديد تعددت تعريفات الخطاب الديني من حيث الألفاظ والأهداف لكن اتفقت جميعها من حيث المضمون فما هو برأيك تعريف تجديد الخطاب؟تجديد الخطاب الديني اليوم يشبه ثوباً بحاجة إلى أن يُغسل، ويتم تنظيفه حتى يبدو جديداً– فهو شيء قديم يجب تحديثه – فلا يمكن أن نقدس نصوصاً عفا عليها الزمن، في ظل المتغيرات المتلاحقة حولنا – وإن كان بعض النصوص ما زال مستمراً وقابلاً للتعامل، والبعض منها منتهي الصلاحية في عصرها الذي دونت فيه، وقد لا تكون مناسبة في هذا اليوم وذلك الزمان، فخطابنا الديني ليس بحاجة إلى تجديد في العبادات، بل هو في حاجة إلى تجديد في المعاملات وفي الأخلاق، حتى نخرج مما نحن فيه من أزمات متتالية. من وجهة نظرك ما خصائص الخطاب الديني الرشيد؟دعني أجيب عن هذا السؤال من المنطقة التي أنطلق منها، وهي كوني باحثاً إسلامياً، وهي علاقتنا كمسلمين بالآخر، فالمتابع للخطاب الديني الذي ينتهجه المسلمون اليوم في بعضه إجرام في حق غير المسلمين، فعندما وصفناهم جميعاً بأنهم كفار ونحن فقط نواب عن الله سبحانه وتعالى على أرضه هنا انتفت الأرضية المشتركة للحوار بيننا وبينهم، وهذا الفهم الخاطئ وضع المسلمين في مأزق شديد، لذا من أهم خصائص تجديد الخطاب الديني بأسلوب رشيد أن يؤمن إيماناً تاماً بأن أهل الكتاب دينهم يحثهم على عوامل مشتركة بين الأديان، والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وسماحة المعاملة وحقوق الإنسان. فلا يجب أن نعمم عليهم صفة الإيمان، أو صفة الكفر، بل يجب أن نعاملهم بما أمرنا الله به، لأن منهم المؤمن وفيهم غير ذلك، ومن هذا المنطلق نُفعِّل الآيات التي أنصفت هؤلاء القوم، مثل الآية الدالة على ذلك في قوله تعالى: «وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ» (الأعراف: 159)، وقوله أيضاً: «وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ». (آل عمران: 75)، فكل من قال لاإله إلا الله موسى نبي الله فهو مؤمن، ربما قد يكون إيمانه ناقصاً، لكن هو في حقيقة الأمر مؤمن بوجود الله وأنبيائه ورسله، أو ربما نقص إيمانه راجع إلينا نحن المسلمين بأننا لم نستطع دعوته بالحق إلى ذلك. لهذا يجب أن ننسب التقصير إلى أنفسنا نحن، وليس إليه لأننا أوصلنا إليه الإسلام بصورة مشوشة أثناء بحثه عني كمسلم، فلم يهتد، ورغم ذلك هو يتبع شريعته.وأعيب على الخطاب الديني الذي ينعت الآخر غير المسلم بأحفاد القردة والخنازير، فمثل هذه الألفاظ قد ذكرها الله سبحانه وتعالى في قرآنه في سياق معين، فهل هؤلاء غالبيتهم مخالفون لشريعتهم الآن؟ لا يمكن الحكم بذلك فمنهم المؤمن ومنهم الضال.تدبر النصوصكيف يمكن قراءة النص بأسلوب عصري يدحض شبهة جموده التي ينطلق منها خطأ دعاة التشدد؟أزمتنا أننا عندما نقرأ النصوص لا نتدبرها، فهنا ستخرج إجابات غير منطقية لكثير من الشبهات التي نرددها بلا وعي، والله تعالى يقول: «أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (محمد: 24). العلماء اليوم في حاجة إلى قراءة النصوص القرآنية، واستخدام الحكمة في تحليل وفهم هذه النصوص وفي تفنيدها في ما يخص التعامل مع الآخر. أما دعاة التشدد فهم يبحثون عن المخالف فحسب، فهؤلاء لديهم نصوص لا يحيدون عنها في الحكم على الآخر، سواء كان مسلماً أو غير مسلم. لكن يجب أن نقف أمام خطابه بالإنكار ويتم تجاهله حتى لا يجد مكاناً للانطلاق به، وهنا أضرب مثالاً ينتشر بين عموم المسلمين، وهو أن بني إسرائيل ملعونون وعندما نقف أمام هذه الأحكام يأتي الرد بأية من القرآن الكريم تقول: «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا} (سورة المائدة: 78). ونقول لعن الذين كفروا {من} بني إسرائيل وليس جميعهم، أي خص فرقة ضالة منهم وليس القوم جميعهم، وهؤلاء لعنوا على لسان أنبيائهم، ولكن خطابنا الديني المتشدد دعم وعمم هذه الآية على جميع بني إسرائيل. حين نتابع الآيات القرآنية التي تحدثت في هذا الأمر نجد أن لفظ أهل الكتاب ورد ذكره في القرآن 41 مرة، أما لفظ الذين كفروا من أهل الكتاب فقد جاءت في خمسة مواضع فقط.الجهاد وأبناء المهجر انخراط أبناء المهاجرين في الغرب تحت مسمى الجهاد في سورية والعراق أفرز حالة جديدة تتطلب الوقوف أمام هذا الفكر... هل ترى أن هؤلاء الشباب وقعوا تحت تأثير خطاب ديني مغاير؟يرجع السبب الأساسي في انخراط عدد كبير من أبناء المهاجرين المسلمين تحت نداء الجهاد ومدى رغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاتلين بتلك البلدان التي تشهد صراعات، رغم أنهم يعيشون حياة رغدة، إلى حملات يقودها مسلمون نصبوا أنفسهم مفتين وعلماء على شباب يثقون بهم تماماً، فيستغلون نتاج التربية التي نشأ عليها هؤلاء الأبناء من حيث الاستقلال في التفكير، لأن هذه الاستقلالية أتاحت للشاب المسلم أن يختار ما يشاء. مثلاً في أميركا، ثمة مقولة سائدة هي: «هنا بلد الأحرار، وموطن الشجعان»، ومن خلال مثل هذه الشعارات يقود هذه الحملات هؤلاء الشباب باستغلال الاستقلالية. تقول هذه الحملات لهم عبر الرسائل الموجهة إليهم: «هل أنت مسلم؟ وإذا كنت مسلماً فثمة أخوة لك في سورية والعراق تنتهك حرماتهم وأعراضهم، ويذبح أبناؤهم»، وبهذه الرسائل تثير لديهم النخوة، وتدعوهم إلى الدفاع عمن ينتمون إليهم، رغم أنهم لا يعرفونهم، لكن فقط لكونهم مسلمين، فيترك هؤلاء الشباب كل ما يملكون ويتطوعون في الدفاع عن هؤلاء المستضعفين. هذه الرسالة وهذا الخطاب يُقدمان اليوم في الغرب، ويقدمون للشباب النصوص الإسلامية التي يحث الإسلام عليها أبناءه بالجهاد مستغلين اللفظ دون المضمون في قول الرسول (ص): «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»... وهؤلاء الشباب يثقون في من يدعوهم إلى هذا الجهاد، لأنهم يرون ظاهرياً صورة الإخلاص والصدق، وأظن أن هذه الجماعات قد برعت في الإيحاء بأنها صادقة في ما تقول، ومخلصة في دعوتها، لأن هذا هو ما يجذب الشباب إليها. والأخطر من ذلك أن الفتيات أيضاً انزلقن تحت هذه الدعاوى، وذهبن للقتال في سورية.توعية الشباببصفتك داعية ومديراً لمعهد إسلامي في أميركا، ما الخطاب الديني الذي تنتهجونه لتحذير هؤلاء الشباب من الوقوع في شراك هذه الدعاوى؟ندخل مع هؤلاء الشباب في سجالات من الحوار، فنحن أمام إشكالية الخطاب الديني الوافد المليء بمقولات ومن يقودون هذه الحملات، إلى جانب أننا عندما نقول للشباب {إنكم على خطأ} يحضرون لنا صوراً للصراع الحادث في هذه البلدان، فلا يمكن أن نقول لهم إن هذا لا يحدث، ولا يمكن أن نقول لهم إنهم غير منوطين بالدفاع عن هؤلاء المسلمين وأن أهل هذا البلد هم من سيخلصون أوطانهم من هذا الصراع، إذ سنرى البعض منهم يبادرنا بسؤال {كيف هذا وأنتم من تعلموننا في درس المسجد أن الجهاد والدفاع عن المسلمين أسمى الغايات الدينية، ومن يجاهد ويقتل فهو في الجنة؟. لذا، نحن أمام حجة قوية من هؤلاء الشباب، فلا يمكن أن أغير كل مفاهيمهم مرة واحدة، أو أن أرفضها. ولكن نحن بدورنا نقدم النصيحة لهؤلاء الشباب ونقول لهم استشيروا واهتدوا بآراء من هم أعقل وأمرس منكم في هذه الأمور، حتى لا تذهب إلى أماكن ستصدم بها حين ترى الوضع غير الحقيقة التي جاءت بك، أو أن ذهابك سيكون سبباً في هلاكك وليس سبباً في دخولك الجنة. لكن ثمة عدداً كبيراً يمتثل والبعض الآخر ينجذب لآراء هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم «مجاهدون»، وأرى أنهم يعرضون بضاعتهم بطريقة مشوقة لهؤلاء الشباب، ومع ذلك فإن هؤلاء الذين ينخرطون تحت هذه الدعاوى ينظرون إلينا على أننا إما عملاء أو أننا ارتضينا قبول الذل والهوان.كيف برأيك نوجه خطاباً دينياً وسطياً إلى الآخر غير المسلم يتوازى مع خطاب الداخل الإسلامي؟يمكن توجيه خطاب ديني متوازن إلى الآخر، بتفعيل النصوص القرآنية التي أهملناها، والتي تتحدث عن طبيعة التعامل مع الآخر، في الوقت الذي سببنا الآخر وكفرناه، على غير حقيقة هذه النصوص القرآنية، لأن عملية تكفير الآخر هي أكبر مسبة في حقه، والله سبحانه وتعالى يقول: «وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» (الأنعام: 108). ومن نتائج هذا التعامل الخاطئ مع الآخر نرى ونشاهد في أميركا أن المصحف الشريف يمزق ويحرق أمام أعيننا، وأمام مساجدنا، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً، لأننا نحن أول من أهنا مصحفنا قبل أن يهينه غيرنا، لهذا نحن في أمس الحاجة إلى تفعيل النصوص القرآنية التي أهملناها، وعلى رأس هذه النصوص ما جاء في سورة فصلت: «وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت: 34)، وتدعو الآية المسلم إلى ضرورة معاملة الذي يعاديك بالإحسان. لهذا أدعو كل مسلم ونحن في شهر رمضان المبارك إلى انتهاز هذه المناسبة، ودعوة جيراننا المسيحيين للإفطار معنا، فماذا يحدث لو فعلنا ذلك؟ فلم ينتقص هذا من ديننا، فهنا يتجلى الإسلام في أبهى صوره وأرقى خطاباته، فعندما يحدث ذلك اعلم أننا في طريق التجديد الصحيح، لأن هذا هو جوهر الإسلام، ويتطلب الأمر اليوم الابتعاد عن الأفكار التي تدعو إلى الغلظة والتشدد ضد الآخر، فهذا ليس في صالحنا.آلية التجديدهل تجديد الخطاب الديني ينحصر في الدروس والمواعظ أم هو مفهوم أشمل؟التجديد ليس مقصوراً على الدروس والمحاضرات والمواعظ في المساجد والمنتديات، بل إن التجديد هو أن تتقي الله في معاملاتك. الخطاب الديني ليس كلاماً فنحن لسنا بحاجة إلى كلام يدون فحسب في الكتب والأبحاث، بل نحن بحاجة إلى أن نراه سلوكاً ومعاملة، فماذا سيأخذ جاري غير المسلم من الكلام، ولكن سيأخذ الكثير عندما يترجم ديني إلى سلوك وفعل طيب محبب له، ويعلم أن هذا الكلام له أصل في عقيدتنا الإسلامية، لأن ثمة آراء متشددة تصدر من بعض إخواننا المتشددين من السلفيين، الذين يدعون المسلمين إلى عدم معاملة غير المسلم، وعدم معايدتهم. ولهذا دائماً أدعو إلى إيجاد خطاب ديني صامت أي من دون كلام، وأردد الحديث الذي دار بين السيدة خديجة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، حين نزل عليه الوحي، وكان مرتجفاً فطمأنته وهدأت من روعه وقالت له: «والله لم يخزيك أبداً فأنت تصل الرحم، وتكرم الضيف وتغيث الملهوف، وتصدق من حولك، وتعين على نوائب الدهر»، فهي لم تقل له أنت صوام قوام... فهذه الركائز يجب أن ينطلق منها تجديد الخطاب الديني.هل تجديد الخطاب ينطلق من الدعاوى الغربية التي نادت بفصل الدين عن الدولة؟ لا يمكن فصل الدين الإسلامي عن الحياة أو الدولة، فالدين ينظم حياتنا الخاصة في بيوتنا من حيث المعاشرات وحياتنا العامة والتي هي خارج البيت، فلا يمكن أن نتخلى عن معتقداتنا أو ألا نصدق الآخر، وعلينا أن نعترف بالخطأ ونبادر بالاعتذار، لأن الأخير في الإسلام شيء إنساني وفطرة كريمة ويعظم الشخص ولا يقلل من شأنه.الإسلام السياسيإلى أي مدى كان للإسلام السياسي دور في تراجع تجديد الخطاب الديني؟الإسلام السياسي فعلاً كان سبباً وعقبة، ولهذا عندما استخدم هؤلاء الإسلام ونالوا ما تمنوه أصبح الكرسي والحكم وبالاً عليهم، وأصبح مفسدة للدين. هنا أستدلل بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عله شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له». هنا نستخلص أن من كانت الآخرة أكبر همه فستكون الدنيا تحت أقدامه.من هو المنوط به تجديد الخطاب الديني؟المنوط به التصدي لتجديد الخطاب الديني اليوم هم مجموعة من العلماء الأتقياء المخلصين، المفكرين في هذا العصر، المتفرغين، فليس من حق مؤسسة أو شخص بعينه أن يتصدى للتجديد حتى لا نقع تحت آراء الأهواء، وأن تتوافر في هذه المجموعة أهم صفة في الإسلام وهي التقوى، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ» (البقرة: 282)، فالتقوى ستجلب العلم الكثير، لأن العلم إذا لم يكن مقترناً بالتقوى والرحمة فلا فائدة منه، لذا يجب أن نكون رحماء في ما بيننا وبين الآخر.في سطور:الداعية الإسلامي الدكتور عمر أحمد سالم هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ أربعين عاماً، له اهتمام بالشأن الإسلامي منذ سنوات طويلة.أسس معهد ابن رشد للحوار مع الآخر، وله تجربة رائدة في مجال الدعوة إلى الإسلام من خلال الحوار القائم على قبول الآخر.صدر له العديد من الأبحاث والدراسات الإسلامية التي تهتم بأهل الكتاب.يشارك في العديد من الفاعليات الدينية التي تقام في العالم.وضع رؤى مشتركة من أجل التقارب بين الأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية، في صورة حوار.
توابل
د. عمر سالم: الإسلام السياسي سبب تراجع تجديد الخطاب الديني مدير معهد ابن رشد الإسلامي للحوار في أميركا
10-07-2015