الكويت تنتصر على الإرهاب بصلاة وطنية جامعة
الأمير تقدم المصلين في المسجد الكبير بمشاركة حاشدة من السنة والشيعة
بعث الشعب الكويتي أروع رسالة للعالم، جسد فيها وحدته الوطنية بصلاة أبناء الكويت سنة وشيعة في المسجد الكبير، يتقدمهم سمو أمير البلاد، صلاة واحدة.
عكست صلاة الجمعة في المسجد الكبير أمس وحدة الكويت في وجه الإرهاب، حيث شهد المسجد صلاة جامعة شاركت فيها أعداد غفيرة من المصلين، مجسدين روح الوحدة الوطنية التي تجلت في أروع صورها.واجتمع أهل الكويت سنة وشيعة، واختلطت صفوفهم خلف أميرهم في صلاة واحدة، في أبلغ رد على الدواعش والمتشددين الذين حرفوا الدين الإسلامي وأساؤوا له، حيث تقدم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المصلين وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو الشيخ ناصر المحمد ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الاحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد والوزراء وكبار المسؤولين بالدولة وجمع غفير من المواطنين سنة وشيعة، ضاربا أروع الأمثلة في الأبوة والقيادة الحكيمة، أثنى عليها امام المسجد د. وليد العلي في خطبته والحضور في المسجد الكبير.هذول عياليوعقب صلاة الجمعة أشاد وزير العدل وزير الأوقاف يعقوب الصانع بالدور الكبير لسمو أمير البلاد في التعامل مع الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في الصوابر الجمعة الماضية، بوجوده في موقع الانفجار بعد وقت قصير جدا، ولدى سؤال سموه عن إمكانية وجود أخطار في محيط الموقع على سموه، رد قائلا: «هذول عيالي».وأكد الصانع، في مؤتمر صحافي عقده في المسجد، أن سمو الأمير يتميز بإنسانيته وعطفه على شعبه وعدالته بين أطياف المجتمع الكويتي وعدم التفرقة بين المواطنين.وقال انه رغم الظروف التي مرت بها البلاد والفاجعة التي وقعت في مسجد الإمام الصادق الجمعة الماضية، واستشهاد عدد من المصلين أثناء سجودهم في أحد بيوت الله، ونقل أعداد كبيرة منهم إلى المستشفيات، فإن حكمة سمو أمير البلاد ووجوده في موقع الحدث لها دلالات كبيرة على جميع أطياف المجتمع الكويتي.وزاد ان أسرة الصباح تتميز بالعدالة والمساواة منذ قديم الزمن، ويبادلها الشعب الكويتي الحب والولاء، لافتا إلى أن سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء تواصلا مع المصابين بالمستشفيات فور نقلهم من موقع الانفجار الإرهابي، وحرصا على توفير ما يتطلبه علاج الجرحى، والسؤال عنهم بصورة مستمرة.وتابع ان صلاة الجمعة الموحدة بالمسجد الكبير تهدف إلى إيصال رسالة واضحة، سواء للإرهابيين أو الذين لا يقبلون بالوحدة الوطنية بين أطياف المجتمع الكويتي، ويحاولون دق إسفين بين مكونات الشعب، بأن القيادة السياسية والشعب الكويتي لن يهتزا أو يخضعا لهذه المحاولات الفاشلة، أو لكل من يحاول أن يضع العصى في الدواليب.وأشاد بتواجد قياديي الدولة في المسجد الكبير، بتوجيهات من سمو رئيس الوزراء، مثمنا الدور الكبير لرجل الأعمال جواد بوخمسين ورجال الدين، وأعضاء الحكومة ونواب مجلس الأمة في إطفاء نار الفتنة، إضافة إلى وزارتي الداخلية والإعلام في التعامل مع الحادث وتبعاته.الكويت قلب واحدمن ناحيته، قال النائب أحمد لاري إن «ما حدث في مسجد الامام الصادق حادث اجرامي شنيع، واليوم هذا المشهد والصلاة الجماعية التي جمعت بين أطياف المجتمع الكويتي رسالة واضحة لكل من سولت له نفسه وسعى إلى ضرب وحدتنا بأن أطياف الكويت وشعبها على قلب رجل واحد، وأعتقد أن الرسالة وصلت».وأضاف لاري: «كما قال إمام المسجد الكبير اليوم نحن لا نحتاج إلى جيوش لمواجهة تلك الفتن، لكننا نحتاج إلى وحدتنا وثقافتنا، ونتمنى أن تستمر هذه الصلاة داخل المسجد جامعة للأمة الكويتية». مشهد أفرح الجميعبدوره، ذكر عبدالله الموسوي: «اليوم تقدم سمو أمير البلاد صلاة الجمعة التي جمعت السنة والشيعة في المسجد الكبير، في مشهد أفرح أهل الكويت، وأدخل السرور على قلب كل مسلم محب للوسطية في العالم وكل محب للديمقراطية»، مؤكدا أن هذا المشهد أفرح كل من ينتمي إلى الإسلام الصحيح ليس في الكويت فقط بل في بلدان الأمة الإسلامية.وقال الموسوي ان سمو أمير البلا جسد الأبوة الحقيقية للقائد، مؤكدا أن الكويت سفينة واحدة لها ربان واحد، وفي كل مرحلة من مراحل هذه الدولة كان سباقا، واليوم نجده يتقدم شعبه كوالد عظيم كبير.وأردف: «اليوم أنا صليت في المسجد الكبير نفس الصلاة التي صلاها السنة، بناء على تعاليم أخذناها من أئمة أهل البيت، الذين أوصونا بالمقيمين في بلدانا من أهل الذمة، فما بالنا بمن هم من ديننا».وأشار إلى أن الكويت دولة فريدة من نوعها، فاليوم السنة والشيعة يتقدمهم أبوالكويت في صلاة واحدة، وهي رسالة واضحة جلية أمام العالم تؤكد لمن سولت نفسه أن يخترق الوحدة الكويتية أنهم لن يستطيعوا فأهل الكويت جميعهم جسد واحد.مثال رائعمن جهته، ثمن وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء المهندس أحمد الجسار الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية لتأمين بيوت الله، مؤكدا أن الكويت بلد واحد بقلب واحد وجسد واحد، واليوم تضرب أروع الأمثلة في الوحدة الوطنية خلف قائدها وأميرها الشيخ صباح الأحمد.من جانبه، أكد وزير الأشغال السابق المهندس فاضل صفر أهمية الإجراءات الامنية التي تم اتخاذها من قبل وزارة الداخلية في محيط المساجد ودور العبادة، وهي تهدف لحماية المصلين من أي أخطار، لافتا الى أن الحادثة الارهابية التي استهدفت مسجد الامام الصادق دلت على تماسك الشعب الكويتي.وأشاد صفر بتواجد سمو أمير البلاد في موقع الانفجار لحظة حدوثه، ما يعكس حرص سموه على سلامة أبنائه من كل الطوائف، مقدما أحر التعازي لأسر الشهداء ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.حضور إعلامي كثيفشهدت صلاة الجمعة حضورا إعلاميا مكثفا من قبل القنوات الإعلامية الكويتية والعربية والأجنبية، لتسجل هذا الحدث التاريخي لوحدة أبناء الكويت شيعة وسنة، يتقدمهم سمو أمير البلاد وكبار رجال الدولة.إجراءات أمنية مشددة وتفتيش ذاتيحضر إلى المسجد قبل الصلاة جمع غفير من المسؤولين والمواطنين والمقيمين، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل رجال الأمن، الذين تواجدوا في الشوارع الرئيسية المؤدية إلى المسجد وعلى الأبواب الرئيسية التي وضعت بها أجهزة لكشف المعادن.وقام رجال الأمن بإجراء تفتيش ذاتي لكل مصل، ما أشعر الجميع بالارتياح لتلك الإجراءات التي حرصت عليها وزارة الداخلية.