مدير إدارة بحوث الدعوة المصرية أحمد ترك لـ الجريدة.:
تهميش الشباب وعدم إشراكهم في بناء وطنهم قنبلة موقوتة تهدد الأمة
قال مدير إدارة بحوث الدعوة في وزارة الأوقاف المصرية، الشيخ أحمد ترك، إن انتشار ظواهر مثل الإلحاد هي صناعة غربية لضرب الإسلام وتشكيك الناس في أمور دينهم، معتبراً في حوار مع "الجريدة" أن ذلك يأتي في إطار حرب تشنها دول وأجهزة ضد الدين الإسلامي لتشويه صورته وإضعاف أتباعه، وفي ما يلي نص الحوار:
• كلفتك وزارة الأوقاف المصرية بالتصدي لملف الإلحاد، ما الدور الذي تقومون به؟- ظاهرة الإلحاد التي انتشرت مؤخرا ما هي إلا صناعة غربية لضرب الإسلام والأمة، وتشكيك الناس في أمور دينهم، ويتم اللعب على وتر الجهل والأمية الدينية لدى قطاع عريض من الشباب، وبالتالي يجب مواجهة هذا الغزو الفكري الوافد على أمتنا، ونحن حالياً نتصدى بقوة للفكر المنحرف.• ما الدور الذي قامت به إدارة بحوث الدعوة في هذا الصدد؟- الإدارة عقدت دورات تدريب متتابعة للتوعية بخطر هذه الأفكار، كما قرر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر طباعة بعض البحوث حول خطر الفكر المنحرف، إسهاما منه في التحذير من خطر هذه الأفكار التي باتت توظف بشكل سياسي لصالح أعداء الدين والوطن.• ما الدور المطلوب من المؤسسات الدينية ووزارات الأوقاف العربية؟- يهددنا خطر واحد يستهدف المنطقة في ظل الحرب الطاحنة ضد الإسلام، وبالتالي أطالب بتضافر كل الجهود ووقوف كل المؤسسات الدينية صفاً واحداً والتنسيق في ما بينها، للرد على الهجمات التي يتعرض لها الدين، مع العمل على تحصين الشباب من المخاطر التي تهدد الأمة. • ماذا عن التيارات التي انتشرت باسم الدين وتروج لمفاهيم مغلوطة؟- تلك التيارات وباء على الدين، وتقف وراءها جهات مشبوهة من الخارج، للنيل من وحدة الأمة والإساءة للإسلام، وهناك أجهزة ودول تحاول العبث بأمن واستقرار بلادنا، فتحرك تلك الفئات المضللة والمغيبة ولا تدرك شيئا عن صحيح الدين، والإسلام براء من ممارساتها الإرهابية.• برأيك كيف يمكن مواجهة تلك التيارات؟- من خلال دراسة كل الأسباب المؤدية للإرهاب ومنها الفقر والمرض والجهل والظلم، وبالتالي لابد من خريطة عادلة للاستثمار في العالم، وتحقيق وحدة اقتصادية عربية أسوة بالاتحاد الأوروبي، بما لا يضر بخصوصية كل دولة، وتفعيل دور الشباب وإشراكهم في بناء أوطانهم وعدم تهميشهم، لأن تجاهلهم يعد قنبلة موقوتة تهدد جسد الأمة.• ما رأيك في مسألة الخلافة التي تروج لها بعض التنظيمات الإرهابية؟- الخلافة ليست ركنا من أركان الإسلام، وهم يحولون الفروع إلى أصول، والإسلام لم يضع نظاما ثابتا أو جامداً للحكم، بل أجمع أهل العلم على أن أي نظام يحقق مصالح الناس ويضمن العدل والأمن للرعية ولا يمنعهم من أداء الشعائر فهو حكم رشيد يرضاه الله ورسوله (ص) والناس بغض النظر عن شكله واسمه، فالعبرة ليست بالاسم إنما بالمعاني، وهذه التنظيمات المارقة تلعب على وتر العامة والبسطاء.• كيف رأيت إباحة الداعية وجدي غنيم لـ"داعش" أعمال الذبح التي يرتكبها؟- هذا لا يمت للإسلام بصلة، فهو صاحب فتاوى الدم والعنف، ويفتري على الله كذبا، والإسلام بريء من أمثال هؤلاء الذين تتلوث أيديهم بدماء الأبرياء، ولم يرد عن الرسول (ص) أنه ذبح أسيراً، أو نشر الدين بالسيف كما يدعي "داعش"، فهو نبي الرحمة وقال عنه رب العباد: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء: 107).• بماذا تفسر انتشار الفكر التكفيري خلال السنوات الأخيرة؟- هؤلاء التكفيريون يمتلكون إمكانات دول، وتقف وراءهم أجهزة ومخابرات دولية تمدهم بالمال والسلاح وكل شيء، لتفتيت دولنا وتشويه الإسلام، ومنطقتنا مستهدفة، ونحن لا نعفي أنفسنا من التقصير، والخطاب الديني خلال العقود الثلاثة الأخيرة تم اختطافه على يد الجماعات الضالة والمارقة، والحمد لله وزارة الأوقاف المصرية مثلا تخلصت من كل من اتخذوا المساجد منابر للتشدد.