تظاهرات جديدة في لبنان تتزامن مع جلسة حوار بين أقطاب السياسة

نشر في 09-09-2015 | 12:10
آخر تحديث 09-09-2015 | 12:10
No Image Caption
دعي اللبنانيون إلى التظاهر مرة أخرى اليوم الأربعاء في وسط العاصمة ضد فساد الطبقة السياسية التي تلتئم، تحت ضغط الشارع، على طاولة حوار للبحث في الشلل السياسي والمؤسساتي.

وبدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان على خلفية أزمة نفايات تكدست في الشوارع ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلها، وتهاجم الحملة "فساد الطبقة السياسية" وعجزها عن التعامل مع مشاكل معيشية مزمنة، ودعت منظمات المجتمع المدني التي تقود التحرك اليوم إلى تظاهرتين، الأولى قبل الظهر لترافق جلسة الحوار المزمع عقدها بين أبرز الأطراف السياسية في مقر البرلمان، والثانية الساعة السادسة مساءً (15,00 ت غ).

وتترافق التظاهرات والحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع تدابير أمنية مشددة، فقد انتشر المئات من عناصر قوى الأمن منذ الصباح الباكر في شوارع وسط بيروت، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، وأقفلت كل الطرق المؤدية إلى البرلمان بحواجز معدنية ثقيلة وأسلاك حديدية.

وتمتد مساحة الشوارع والساحات المقفلة على أكثر من أربعة كيلومترات في وسط بيروت الذي يعج في ساعات قبل الظهر عادة بالمتسوقين وموظفي الشركات والمارة.

وشهدت بعض التظاهرات السابقة التي دعا إليها المجتمع المدني خلال الأسابيع الماضية أعمال شغب وصدامات مع قوى الأمن.

ونتجت أزمة النفايات من اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وانتهاء عقد شركة مكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى ابرام عقد جديد، ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع من بيروت والمناطق وترمى في أماكن عشوائية من دون معالجة وفي شروط تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الصحية.

وتتألف الحكومة من مجمل الأطراف السياسية في البلاد، وتتحدث تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وأرباح من أي عقود خاصة بجمع النفايات، وعن استخدام البعض الآخر الأزمة للابتزاز لتحقيق مآرب سياسية معينة.

وأضيفت أزمة النفايات إلى الأزمة السياسية الناجمة عن شغور موقع رئاسة الجمهورية منذ مايو 2014، وعن توترات أمنية متقطعة على خلفية النزاع في سورية المجاورة، ما أعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته للمرة الثانية في نوفمبر 2014 حتى يونيو2017.

ويتهم المتظاهرون تحت شعار "كلن يعني كلن" جميع السياسيين بالفساد والاهمال، ويطالبون بانتخابات برلمانية.

وكتبت حركة "طلعت ريحتكم"، المجموعة الأبرز في الحراك المدني، على صفحتها على موقع "فيسبوك"، "كان بلد... صار مكب!!! لازم كلنا ننزل الأربعاء حتى نستمر بالضغط على كل الفاسدين!".

وحث الناشطون المواطنين على التظاهر على الرغم من العاصفة الرملية المستمرة لليوم الثالث والتي تنشر سحابة كثيفة من الغبار في كل أنحاء البلاد.

وجاء في الدعوة "مهما كانت ظروف العاصفة والطقس غداً.. مستمرون ونلتقي الساعة العاشرة صباحاً لنواكب بالطناجر والمقالي حوار رؤساء الكتل النيابية حيث هم! ونلتقي عند الساعة السادسة مساءً من أجل تظاهرة حاشدة يكون فيها الرد المناسب على نتائج حوارهم".

ويرتدي الحراك المدني طابعاً استثنائياً، إذ لا سابقة له بهذا الحجم في بلد اعتاد مواطنوه النزول إلى الشارع فقط بناءً على دعوات السياسيين، إلا أن هذا لا يلغي استمرار حالة الانقسام الشديد بين اللبنانيين بين قوتين رئيسيتين: قوى 14 آذار التي تضم بشكل أساسي تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحليفه المسيحي حزب القوات اللبنانية، وقوى 8 آذار التي تضم حزب الله الشيعي وحليفه المسيحي التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون.

ويقف هذا الانقسام عائقاً أمام انهاء الشغور الرئاسي على الرغم من 28 دعوة وجهت إلى البرلمان على مدى سنة وأربعة أشهر، لانتخاب رئيس، ويقاطع نواب حزب الله وحلفائه جلسات انتخاب رئيس، ما يحول دون اكتمال النصاب.

وذكر مشاركون في حوار اليوم أن البند الأول على جدول أعمال الجلسة هو انتخاب رئيس، ولو أن معظمهم لا يعولون كثيراً على خروجه بنتيجة.

وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل من قوى 14 آذار في مؤتمر صحافي الثلاثاء "في جلسة الحوار سنخوض معركة الحفاظ على الدستور وتحقيق انتخاب رئيس جمهورية"، مضيفاً "سنخوضها وجها لوجه مع الذين يعطلون النصاب".

وأضاف "هذه الحكومة غير قادرة على تلبية مطالب اللبنانيين"، معتبراً أن مشاركة حزبه فيها "كابوس".

في المقابل، دعا النائب ميشال عون، أحد أقطاب الحوار والممثل كذلك في الحكومة، إلى "انتخاب رئيس من الشعب مباشرة"، أو اجراء انتخابات نيابية وفق قانون جديد يعتمد النسبية، ويتطلب الاقتراح الأول تعديلاً دستورياً، بينما يتطلب الاقتراح الثاني اجتماع مجلس النواب المعطل بدوره بسبب الأزمة.

وأكد عون على أن "لا أحد راضٍ عن الحكومة"، مضيفاً "يجب أن تكون لدينا القدرة على حل المشاكل بشكل عادل وإلا سنصل إلى فشل ذريع".

ويقاطع حزب القوات اللبنانية جلسة الحوار اليوم لأنه "مضيعة للوقت"، بحسب قول رئيسه سمير جعجع قبل أيام.

وأشار جعجع إلى أن لبنان شهد خلال السنوات الماضية أكثر من خمسين جولة حوار وطني خرجت بقرارات لم تنفذ، وسبق لحزب القوات أن رفض المشاركة في الحكومة لدى تشكيلها في فبراير 2014.

في هذا الوقت، أفاد مصدر في مكتب رئيس الحكومة تمام سلام وكالة فرانس برس أن هذا الأخير تلقى مساء الثلاثاء اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن كيري شدد في الاتصال الهاتفي على "ضرورة أن يلتئم البرلمان اللبناني وينتخب رئيساً في أسرع وقت ممكن بما يتناسب مع دستور لبنان وميثاقه الوطني".

back to top