راوغت أحزاب وقوى سياسية مصرية بالترويج لأسمائها وأعضائها، المُقرر الدفع بهم إلى انتخابات البرلمان المقبل، المزمع إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، عبر التمسح في مؤسسة الرئاسة، بطرق مختلفة، تهدف في مجملها إلى الإيحاء بقربهم من المؤسسة الأبرز في البلاد، وبالتالي كسب ثقة المواطنين وحصد أصواتهم في الانتخابات.

Ad

وتنوعت أساليب ما اعتبره مراقبون "تمسُحاً في الرئاسة"، وكان أبرزها الأسبوع الماضي، حيث حرصت أحزاب عدة على نشر صور دعوات الرئاسة لهم لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، الذي جرت فعالياته الخميس الماضي، على صدر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز هؤلاء رئيس حزب "الجيل" ناجي الشهابي، ورئيس حزب "الحرية" صلاح حسب الله، وعضو الهيئة التنسيقية لقائمة "في حب مصر" طارق الخولي.

على الإيقاع ذاته، عزف آخرون على وتر الاستفادة من الحدث العالمي، لكن بطريقة أخرى، حيث نصب بعض الأحزاب مثل "الوفد" و"المؤتمر" بالتزامن مع حفل الافتتاح سرادقات للترويج للقناة ومباركة المشروع في الشوارع الرئيسية في القاهرة.

وبينما يسعى بحزبه الناشئ إلى اقتناص مقاعد مناسبة في البرلمان المقبل تعبر عن أصوات الشباب، لفت رئيس حزب "مستقبل مصر" محمد بدران، الأنظار إليه حين اعتلى يخت "محروسة" الملكي، إلى جانب الرئيس السيسي يوم حفل افتتاح القناة، وفي اليوم التالي ظهر أصغر رئيس حزب في البلاد على إحدى القنوات الفضائية وتحدث عن تفاصيل اللقاء قائلاً: "شعرت بالفخر لوجودي مع الرئيس على يخت المحروسة".

مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، رامي محسن، قال إن بعض الأحزاب مارس أنشطة وفعاليات في محاولة للاستفادة من الحدث العالمي لأجل زيادة انتشار اسم الحزب بين الناخبين، مضيفاً لـ"الجريدة": "كان الأجدر بهؤلاء توجيه الأموال التي أنفقت على هذه الفعاليات في التواصل المباشر مع المواطن". إلى ذلك، قال الأمين العام لاتحاد نواب مصر، ياسر القاضي، إن المواطن شعر برغبة هذه الأحزاب في القفز على الحدث واستغلاله، مشيراً إلى أن الشعب تأكد من أن الأحزاب مجرد ظاهرة صوتية. في حين قال المنسق العام لتحالف "25 - 30" أحمد دراج: "الأحزاب استغلت إنجاز مشروع القناة لتلميع أعضائها خصوصاً مع قرب الانتخابات البرلمانية".

في سياق موازٍ، تعيش أحزاب عدة أزمات داخلية، خرج بعضها إلى العلن، مثلما الحال في "الوفد" أعرق الأحزاب الليبرالية في مصر، الذي يمر بحالة تخبط نتيجة الأزمات المتتالية، وانسلاخ عدد كبير من قياداته بالفصل أو الاستقالة. ولوح سكرتير عام الحزب بهاء أبوشقة بالاستقالة، احتجاجاً على سياسات رئيس الحزب السيد البدوي، قبل أن يتم ثنيه  عنها في اجتماع الهيئة العليا للحزب الأحد الماضي.