الكويت أمانة في أعناقنا

نشر في 21-08-2015
آخر تحديث 21-08-2015 | 00:02
الكويت اليوم بأمس الحاجة لصوت العقل والحكمة، فالفتن تدور حولنا من كل حدب وصوب عسى الله أن يكفينا شرها، وعلينا كمواطنين الالتفاف حول قيادتنا المتمثلة بالحكيم حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح، ومؤسساتنا الشرعية كي نخرج من هذه المحن.
 أ. د. فيصل الشريفي قال تعالى «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ». (فصلت).

عند التأمل في ما وصلت إليه حالنا اليوم من ضيق أفق وأخذ بالظن، مع أنه يتنافى وما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة عن الكيفية التي يجب أن نتعايش بها مع المحيط الذي نعيش فيه، أعجب وأتساءل: هل نحن أمة العرب التي تمثل قيم السماحة والأخلاق؟ فمع تزايد مساحة الحرية التي وفرتها تكنولوجيا المعلومات لا نستخدم منها إلا الجانب السلبي من تشهير وقذف للأعراض، وخلق للفتن دون مراعاة لأدب الحوار والدفع بالتي هي أحسن.

المشكلة ليست في من يكتب تحت اسم مستعار، فهؤلاء لا يُعنى برأيهم حتى إن كان متابعوهم بالآلاف فَلَو كانوا من غير مروجي التدليس والكذب لكشفوا عن أنفسهم، ولا المشكلة بالباحثين عن الشهرة فهم أيضاً معروفون للمجتمع، فسياسة خالف تعرف مكشوفة، لكن بيت القصيد في أصحاب الأجندات السياسية التي لا تخفى على أحد.

هذه النوعية من البشر لا تراها في منتديات الفكر والبناء، فهم أجهل وأبعد ما يكونون عنه، ولا يمكنهم الظهور والعيش فيه، لذا تجدهم في الفتنة حاضرين، ويعلو صوتهم رغم ادعاء بعضهم أنهم يعملون ويسيرون على النهج النبوي الشريف وهو منهم براء، فلم يكن نبينا عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام لا سباباً ولا نماماً، بل كان على خلق عظيم بالمسلمين رؤوف رحيم.

مع أني أومن بالحريات المسؤولة منها فقط، أما بقية عناوين الحرية التي يريدها البعض فهي أقرب إلى الفوضى، والقانون أولى بها، فالعرب عرفوا فضيلة استخدام الحرية منذ القدم، فكانوا يعون متى يكفون ألسنتهم عن الحديث «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، وهي لا تعني السكوت ولكن اختيار وقت السكوت، فبعض الكلام يضر بصاحبه ولا ينفعه.

الكويت اليوم بأمس الحاجة لصوت العقل والحكمة، فالفتن تدور حولنا من كل حدب وصوب عسى الله أن يكفينا شرها، وعلينا كمواطنين الالتفاف حول قيادتنا المتمثلة بالحكيم حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح، ومؤسساتنا الشرعية كي نخرج من هذه المحن كما خرجنا من غيرها بفضل الله وتماسك الشعب.

في الختام نسأل الله كما سأله نبيه إبراهيم الخليل في محكم القرآن الكريم ليحفظ الكويت وأهلها «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ، مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ». (البقرة- 126).

ودمتم سالمين.

back to top