فرنسا تكرم ضحايا الإرهاب خلال 2015 في «ساحة الجمهورية»

نشر في 11-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 11-01-2016 | 00:01
No Image Caption
• هولاند يزور المسجد الكبير ويشرب «شاي الأخوة»
• مهاجم شرطة باريس أقام بمخيم لاجئين ألماني
بعد عام على اعتداءات يناير 2015 في باريس، كرمت فرنسا، أمس، ذكرى نحو 150 شخصاً قضوا في هجمات نفذها إرهابيون خلال ذلك العام الأسود في تاريخها، في مراسم أقيمت بموقع في قلب باريس يحمل رمزية كبيرة هي "ساحة الجمهورية".

فمن هذه الساحة انطلقت "المسيرة الجمهورية" في 11 يناير 2015 احتجاجاً على الإرهاب، وشارك فيها أكثر من 1.2 مليون شخص تقدمهم حوالس خمسين زعيماً ومسؤولاً أجنبياً.

وفي تلك الساحة أيضاً، تجمع الباريسيون عفوياً بعد كل من الهجمات الإرهابية، حاملين شموعاً وأزهاراً ومحولين التمثال الذي يتوسطها إلى نصب تذكاري مرتجل.

وبعد المراسم التي تخللت الأسبوع إحياءً لذكرى ضحايا هجمات يناير 2015، التي نفذها ثلاثة مسلحين وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً في مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الهزلية وشرطية في ضاحية باريس وأربعة رهائن يهود في متجر يهودي، أجريت، أمس، مراسم تشمل جميع ضحايا الهجمات الإرهابية في العام المنصرم.

وكشف الرئيس فرنسوا هولاند ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو عن لوحة تذكارية عند أسفل شجرة سنديان زرعت لهذه المناسبة في "ساحة الجمهورية"، وتلا ذلك حفل موسيقي قصير أحياه المغني الفرنسي الشهير جوني هاليداي وكورس الجيش.

واختتم الحفل عاماً أسود لفرنسا شهدت فيه باريس في نوفمبر اعتداءات إرهابية كانت الأسوأ في تاريخها، إذ أوقعت 130 قتيلاً ومئات الجرحى، وتبناها تنظيم "داعش".

وتركت اعتداءات 2015 آثاراً في هذا البلد، حيث بات عسكريون منذ يناير يجوبون شوارع باريس في دوريات ويحرسون الكنس والمدارس اليهودية والمساجد.

وأعلنت حال الطوارئ منذ نوفمبر وتضاعفت المداهمات والتوقيفات.

وقام هولاند أمس بزيارة مفاجئة إلى المسجد الكبير في باريس، وتبادل الحديث "وسط أجواء من العيش المشترك والتآخي حول كوب من الشاي"، حسب ما أفاد مصدر رسمي.

واستقبل المسؤول عن المسجد دليل بوبكر، ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيبش، الرئيس الفرنسي يرافقه وزير الداخلية برنار كازنوف.

وحاور هولاند مضيفيه نصف ساعة حول "المغزى الذي يريده المنظمون حول فتح أبواب المساجد" خلال عطلة نهاية الأسبوع.

روح فرنسا تبدلت

وكتبت صحيفة "ليبراسيون"، أمس الأول، أن "روح فرنسا تبدلت، اكتشفت حقيقتها في المحنة، للأسوأ أحياناً، إنما للأفضل في غالب الأحيان".

وفي 11 يناير 2015، نزل أكثر من 4 ملايين فرنسي إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد، في تظاهرات غير مسبوقة منذ تحرير البلاد من الاحتلال الألماني بعد الحرب العالمية الثانية.

كما تهافت آلاف الشبان المتطوعين للالتحاق بأجهزة الإطفاء والصليب الأحمر والجيش والشرطة.

مخاوف

غير أن المخاوف انتشرت أيضاً وأدت الى تزايد التأييد لليمين المتطرف في صناديق الاقتراع.

ويبقى القلق شديداً بين يهود فرنسا حيث وصلت حركة الهجرة إلى إسرائيل إلى مستوى قياسي عام 2015 مع تسجيل رحيل حوالي 7900 يهودي.

كما يخيم القلق أيضاً في صفوف مسلمي فرنسا الذين يشعرون بوصمة تلحق بهم، وقد سجل تزايد في الأعمال المعادية للإسلام.

وفي هذا السياق ينظم المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في عطلة نهاية الأسبوع مبادرة "أبواب مفتوحة" ويقدم "شاي الأخوة" دفاعاً عن "إسلام التفاهم".

إسقاط الجنسية

وحملت الاعتداءات الرئيس الاشتراكي على تشديد سياسته على الصعيد الأمني، في انعطافة يدعمها الرأي العام غير أنها تثير انتقادات من جانب بعض أعضاء غالبيته من المعارضين لمشروعه توسيع نطاق تطبيق إجراء اسقاط الجنسية الفرنسية ليشمل حاملي جنسيتين المولودين في فرنسا والمدانين في قضايا إرهاب.

مهاجم باريس

في سياق متصل، أعلنت الشرطة الألمانية أنها دهمت، أمس الأول، مأوى لطالبي اللجوء في غرب البلاد أقام فيه منفذ الهجوم الفاشل الذي استهدف الخميس الماضي مفوضية للشرطة في باريس وانتهى بمقتله.

وقالت الشرطة في بيان، إنها لم تجد خلال مداهمتها مأوى اللاجئين في ريكلينغهاوسن في مقاطعة "شمال الراين-وستفاليا"(غرب) "أي مؤشر على هجمات أخرى محتملة"، مشيرة الى أنها على تعاون وثيق مع السلطات الفرنسية بشأن هذه القضية.

وأكد مصدر مقرب من التحقيق أن هذا الرجل تسجل فعلاً في عداد طالبي اللجوء في ألمانيا.

وبحسب أقرباء له تعرفوا عليه، فهو تونسي يدعى طارق بلقاسم.

والرجل الذي أردته قوات الأمن حين حاول مهاجمة مركز للشرطة في باريس، تعرف عليه أقاربه وعثر معه على ورقة كتب عليها بخط اليد "أنا أبو جهاد التونسي طارق بلقاسم".

«ميول داعشية»

ووفقاً لمعلومات نشرتها، أمس، صحيفة "فيلت ام سونتاغ" الألمانية كان الرجل رسم رمزاً لتنظيم "داعش" على أحد جدران مركز طالبي اللجوء في ريكلينغهاوسن.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" على موقعها الإلكتروني أنه التقط صورة في المركز إلى جانب راية "داعش"، مما حمل السلطات المحلية على تصنيفه بأنه يشكل تهديداً. وأضافت أنه اختفى من المركز في ديسمبر.

أربع هويات مختلفة

وقالت "فيلت ام سونتاغ"، إن الرجل تسجل في ألمانيا باربع هويات مختلفة وجنسيات عدة، مثلاً سورية ومغربية وجورجية. وأضافت الصحيفة أنه تقدم بطلب اللجوء باسم وليد صالحي.

(باريس، برلين - أ ف ب)

back to top