في مسيرة عادل أدهم الفنية أكثر من 90 فيلماً سينمائياً تنوع فيها بين البطولة والأدوار الثانية التي سيطرت على غالبية أعماله لكنها أدوار محورية نجحت مع الجمهور بصورة لا تقل عن البطولة، منها على سبيل المثال «حافية على جسر من الذهب، الراقصة والطبال، صفقة مع امرأة، آه يا ليل يا زمن»... وهي أدوار تنقَّل بينها محافظاً على أدائه المختلف ونجاحه في التعايش مع الشخصيات التي جسدها.

Ad

ولد عادل أدهم في مدينة الإسكندرية في 8 مارس 1928 من أب مصري يعمل في الحكومة وأم تركية الأصل ليعيش حياة ميسورة الحال بفضل وضع أسرته المالي. تعلَّم في المدرسة الابتدائية وبدأ بممارسة رياضات مختلفة حققت له شهرة كبيرة في سن الشباب، بعدما عرف بـ «البرنس» نظراً إلى نجاحه في الجمباز والملاكمة، ناهيك عن أناقته.

حاول عادل أدهم دخول مجال التمثيل فذهب إلى القاهرة، وأدى أحد المشاهد أمام الفنان أنور وجدي خلال اختبارات الوجوه الجديدة لمشاركته في أحد أعماله، إلا أن وجدي أخبره بأنه لا يصلح للتمثيل وعليه البحث عن مهنة أخرى.

دفع حديث أنور وجدي، الذي كان يعتبر نجم السينما الأول آنذاك، عادل أدهم إلى احتراف الرقص، وهو ما نجح في إجادته بحكم لياقة جسمه ولعبه الجمباز. بدأ العمل في فرقة «رضا» فمنحته فرصة الظهور على الشاشة من خلال فيلمي «ليلى بنت الفقراء» و{البيت الكبير»، حيث حرص على ممارسة الرقص إلى جانب متابعة عمله في بورصة القطن بالإسكندرية.

أحمد ضياء

ظلَّت علاقة عادل أدهم بالسينما منقطعة، فلم يحاول تكرار التجربة رغم تقدمه في العمر، حتى قرر السفر خارج مصر حيث تعرف عام 1963 إلى المخرج أحمد ضياء خلال تواجدهم سوياً في إيطاليا، فعرض عليه المشاركة في بطولة فيلم «أنا مجنونة» الذي كان يحضِّر له في تلك الفترة.

ترشيح ضياء لعادل أعاد رغبته في تحقيق حلمه القديم بالعودة إلى السينما والتمثيل، فقرر الرجوع إلى مصر ليبدأ مسيرته الفنية بعد تأخر استمر أكثر من 15 عاماً بسبب لقائه الوحيد مع أنور وجدي.

نجح أدهم في السينما من خلال أدوار صغيرة عدة أهلته للحصول على أدوار أكبر لكنه تعرض للإصابة خلال تصوير فيلمه «هي والشياطين» مع أحمد رمزي وشمس البارودي، وهي إصابة أوقفته عن التمثيل لنحو عام قبل أن يتعافى بشكل كامل.

رفض أدهم فكرة الهجرة إلى عاصمة السينما الأميركية هوليوود رغم ترشيح المخرج إيليا كازان له لبطولة أحد أفلامه السينمائية هناك بفضل إتقانه الإنكليزية، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي.

تزوج عادل أدهم مرتين في حياته الأولى من هانيا لأربع سنوات شهدت ثلاثة انفصالات بينهما. أما الزيجة الثانية فكانت من لمياء السحراوي والتي كان الفارق في العمر بينهما 25 عاماً. ارتبط بها عام 1982 وظلت برفقته حتى وفاته في 9 فبراير 1996، بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد أثَّر على قدرته التنفسية، وكان آخر أعماله السينمائية فيلم «سواق الهانم» مع النجم أحمد زكي.

أحب عادل زوجته كثيراً رغم أنه تعرف إليها وهي طالبة، وهو الحب الذي كان دائماً ما يشيد به في لقاءاته الإعلامية، فيما لم يرزق منها بأطفال.

جوائز

نال عادل أدهم في مسيرته الفنية مجموعة كبيرة من الجوائز عن أعماله الفنية كأفضل ممثل، من بينها دوره في فيلم «آه يا ليل يا زمن»، و{طائر الليل الحزين»، بالإضافة إلى تكريمات من جهات مصرية عدة من بينها مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي والمهرجان القومي للسينما، بالإضافة إلى تكريم من مهرجان الفيلم العربي بالولايات المتحدة، وتكريم خاص من عمدة نيوريوك.