في مدرسة اللواء الشيخ
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الشيخ اللواء، لم يكن متجنياً، كان عفوياً بعباراته، وإن غاب عنه فهم معاني المواطنة وقبلها استيعاب أبسط المبادئ الدستورية عن المساواة وحكم القانون، وأهمها المساواة في المواطنة، كان اللواء يتحدث بتلقائية "الشيخ الدولة" التي تعطي وتهب وتغضب وتضرب، تعطي الجنسية وتستردها، تهب الأموال وتطلب الصمت عن الخطأ والفساد مقابل الهبة، تعلم المواطنين أصول الأدب وتربيهم كالأب الكريم والقاسي في آن واحد، هي المعلم الناظر المهيمن المؤدب حامل العصا في صفوف مدرسة المواطنين أو "مدرسة المشاغبين"، ولا فرق هنا بين مسرحية كوميدية وكوميديا سوداء شاهدنا بعض فصولها في مسرح مازن الجراح.الشيخ المعلم المؤدب في مدرسته الخاصة أو سجن أمن الدولة، يشد من أذن المواطن الطفل، أو "يجحش" السجين حتى يتأدب، مثلما تم تأديب الميموني قبل سنوات بسيطة لاتهامه بجريمة ما. حارس السجن يعاقب ليس حسب أصول القانون فقط، وإنما أيضا حسب المزاج السلطوي حين يشاغب أحد الطلبة المواطنين، ويعبر عن رأيه أو يتحدث ذلك الطالب "المشاغب" في قاموس الشيخ الدولة عن ظلم كبير أو فساد عظيم في أسوار المدرسة الخاصة، فيسجن المشاغب أو تسحب جنسيته، وهناك ألف طريقة للعقاب في مدرسة المشاغبين، هي مدرسة شيوخنا، يالله تحفظهم، ونحن… طلاب أرقام، رعية، اختاروا أي نعت تجدونه مناسباً، وحين يهز الشيخ عصاه علينا أن نخاف، ولا تنسوا أنه يتوعد بعصا القانون، كما بشرنا الشيخ اللواء أحد معلمي المدرسة بأن "دولة القانون موجودة".في دولة ومدرسة القانون هذه علينا أن نقبّل "أيدينا مقلوبة" أو حتى "لا يطلع اللواء ملفاتنا"، فكل مواطن ملف، ولكل لواء شيخ سلطة ابتزار المواطن بخبايا الملف….!أفترض أن الشيخ اللواء مازن لم يكن يقصد أن يعير الزميل شفيق الغبرا بالجنسية الكويتية، حين "تصدقت الدولة المشيخية" على والده المرحوم د. ناظم الغبرا بها، الذي كان مع غيره من أطباء ومهنيين عرب قدموا أعظم الخدمات للدولة في أيام البساطة، ولم تسجل شوارع ومدارس وقطع سكنية بأسمائهم، وتم نسيانهم.أفترض أن كلمة اللواء الشيخ بحق شفيق هي في سياق كلام عابر لم يكن المقصود به تعيير شفيق، فحسن النية مفترض هنا، هذا ما يمليه المنطق والقانون، وهذان بعيدان جداً عن مدرسة اللواء الشيخ مازن الجراح… لطفك علينا طال عمرك.