السجن للغشاشين في المدارس
نشرت جريدة "الجريدة" الغراء يوم الأربعاء 28 أكتوبر الماضي خبراً عن تفشي ظاهرة الغش في المدارس الصينية، خصوصاً في اختبار الصيدلة، واختبار القدرات لخريجي الثانوية العامة، مما دفع المسؤولين في الصين إلى سن عقوبة لمن يُضبَط متلبساً بالغش، وتتمثل تلك العقوبة في السجن من 3 إلى 7 سنوات حسب نص قانون الجزاء الذي طبق هناك اعتباراً من أول الشهر الجاري.ظاهرة الغش في المدارس منشرة في أغلب دول العالم، وكذلك عندنا في الكويت، حيث نجد تلك الظاهرة منتشرة في جميع المراحل الدراسية، بدءاً من الابتدائية وصولاً إلى المرحلة الجامعية، وأسباب ذلك الانتشار ترجع في الأساس إلى أن من أمن العقوبة اعتاد الغش، ومن هنا لو طبقنا عقوبة الغش الصينية في مدارسنا، على سبيل التجربة، لغدت تلك الحالات نادرة جداً بسبب العقوبة الصارمة والفضيحة على الملأ.
العجيب في الموضوع أن ظاهرة الغش لم تعد مقتصرة فقط على مدارس وزارة التربية والجامعات والمعاهد التطبيقية، بل تعدت ذلك إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فقد ذكر لي أحد الثقات أن هناك حالات غش ضبطت في قاعات المسجد الكبير لدى اختبار الأئمة والخطباء عن طريق كاميرات المراقبة التي صورتهم وهم يغشون في الاختبار!إمام وخطيب يغش... وأين؟ في المسجد! حقاً إنها كارثة أخلاقية، فكيف يأمر خطيب كهذا الناس بحمل الخير بينما ينسى نفسه؟وصدق الشاعر عندما قال: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيتفإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبواومنا إلى مسؤولي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بتطبيق العقوبة الصينية في التعامل مع الغش للحد من هذه الظاهرة المخزية، فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.