في أول اجتماع لحكومته في عدن، تعهد رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح باستعادة الأمن في عدن وكل المناطق اليمنية، مضيفاً أن «القاعدة» سيكون هدفاً لحكومته، وأنه لا تفاوض مع الحوثيين قبل استعادة مؤسسات الدولة.   

Ad

عقد رئيس الحكومة اليمنية، نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح أمس أول اجتماع رسمي في مدينة عدن الجنوبية بحضور 7 من وزرائه، أكد خلاله أن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» سيكون هدفاً لحكومته خصوصا في مدينة المكلا جنوب اليمن، مضيفاً أن حكومته لن تتفاوض مع المسلحين الحوثيين المتمردين قبل استعادة مؤسسات الدولة، وانسحاب الحوثيين منها.

والتقى بحاح خلال الاجتماع فعاليات أمنية ومسؤولي قطاعات الخدمات في عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، والتي تم تحريرها من الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل أشهر.  

وأكد بحاح في كلمته أولوية الاهتمام بالملف الأمني، وذلك غداة احراق مجهولين كنيسة في عدن. ولاتزال هذه المدينة الجنوبية التي كانت عاصمة جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية تعيش في حالة من الفوضى الأمنية بالرغم تحريرها من المتمردين. وتمكن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» من رفع أعلامه على أجزاء من ميناء عدن قبل اسابيع. وفي هذا السياق، تعهد بحاح بتحرير مدينة المكلا من تنظيم «القاعدة».

وأشار رئيس الحكومة اليمنية الى أن «الحكومة تعمل على عودة الحياة بشكل تدريجي، ولكن لا توجد لدينا عصا سحرية»، ومضيفاً أن «الأمور لن تكون سهلة ولكن يجب أن نبدأ، وقد بدأنا ونحن في عدن لنبقى فيها وفي جميع المحافظات».

ولفت بحاح إلى ضرورة استعادة الدولة قبل البدء بأي مفاوضات لإنهاء الأزمة، وقال في هذا الإطار: «نرفض الحوار مع أي جهة مسلحة، وسيتم تحرير جميع مناطق اليمن، وسنعمل مع المقاومة في كل مكان بما فيها المقاومة الجنوبية».

غارات على صنعاء

الى ذلك، تواصلت المعارك العنيفة في مدينة تعز، بينما استفاقت العاصمة اليمنية صنعاء صباح أمس على دوي انفجارات هائلة هزت الأحياء الجنوبية إثر تدمير طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية مخزن أسلحة وذخائر تابعاً لقوات الاحتياط في معسكر سواد حزيز الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي وقوات صالح. كما استهدف الطيران بعدة غارات معسكر ضبوة جنوب صنعاء ومعسكر الحفاء عند سفح جبل نقم شرق المدينة.

واستهدفت طائرات التحالف مواقع ومخازن سرية للأسلحة والذخائر تابعة للمتمردين الحوثيين في مدينة الثورة الرياضية وقصر الشباب والأكاديمية العسكرية والتلفزيون في حي الجراف شمال مدينة صنعاء.

وإلى جنوب العاصمة، قصف طيران التحالف العربي عدداً من منازل قادة عسكريين تابعين للانقلابيين، من بينها منزل القيادي الحوثي العقيد إبراهيم الشامي، ومنزل العميد يحيى صالح نجل شقيق المخلوع، واللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للمخلوع صالح في حي بيت معياد.

وفي مدينة ذمار على بعد 100 كيلو متر جنوب صنعاء، استهدفت طائرات التحالف مواقع وأهدافا عسكرية للميليشيات من ضمنها معسكر الشرطة العسكرية.

وأكدت مصادر المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مأرب مقتل 25 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وصالح في غارات جوية وقصف بالمدفعية استهدفت مواقع للميليشيات في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب. وتمكنت قوات الشرعية من السيطرة أمس على منطقة الحمرا في صرواح بعد مواجهات بالدبابات والرشاشات الثقيلة.

أسير

في غضون ذلك، قال المتمردون الحوثيون إنهم اسروا عددا من الجنود السعوديين وعرضوا تسجيلا مصورا عبر قناتهم التلفزيونية لشخص قالوا انه احد الجنود. وعرضت قناة «المسيرة» الفضائية التابعة للمتمردين الحوثيين الموالين لايران في وقت متأخر أمس الأول تسجيلا لرجل يلبس ثيابا عسكرية قال انه جندي سعودي من منطقة جازان على الحدود الجنوبية الغربية مع اليمن.

وذكر الرجل الذي لا يمكن التأكد من مصداقية ما قاله انه اسير مع عدة جنود دون ان يذكر العدد ولا تاريخ أسره.

تبادل أسرى

الى ذلك، نقلت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية عن مصادر استخباراتية، لم تسمّها، قولها إن الحكومة الإيرانية أفرجت عن خمسة من قيادات تنظيم «القاعدة»، مقابل إفراج التنظيم عن دبلوماسي إيراني تم اختطافه في اليمن قبل مدة.

وقالت «سكاي نيوز» إن «ثلاثة من بين الخمسة المفرج عنهم كانوا أعضاء في مجلس شورى تنظيم القاعدة»، موضحة أن المصادر الاستخباراتية عبّرت عن خشيتها من توجه قيادات «القاعدة» إلى الدول التي تشهد «أحداث عنف».

وأوضحت الشبكة أن من بين المفرج عنهم في الصفقة، «أبو الخير المصري»، الذي كان يُنظر إليه في فترة من الفترات على أنه خليفة «أسامة بن لادن»، كما كان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للتنظيم.

ومن بينهم أيضا المنظر الجهادي المصري المثير للجدل «سيف العدل»، واسمه محمد صلاح الدين زيدان وهو ضابط سابق في الجيش المصري، وأبو محمد المصري، الذي كان كثيرون يعدونه من أوائل المدربين العسكريين في التنظيم، وأكثرهم حرفة ومهارة، وكان أيضاً ضابطا سابقا في الجيش المصري.

وقالت الشبكة إن الشخصين الآخرين المفرج عنهما، هما الأردنيان أحدهما خالد العاروري «أبو القسام»، الذي شغل منصب نائب أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم «الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين».

(صنعاء ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، مأرب برس، سكاي نيوز)