سلاف فواخرجي: «رسائل الكرز» يعالج القضية السورية بقصة حب

نشر في 28-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-09-2015 | 00:01
No Image Caption
تعيش الفنانة السورية سلاف فواخرجي حالة من السعادة البالغة بسبب حصولها على جائزة من «مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط»، عن فيلم «رسائل الكرز» الذي شهد أولى تجاربها الإخراجية.

في السطور التالية، تتحدث سلاف عمَّا تواجهه من صعوبات أثناء تصوير الأعمال، وكيف تستطيع العمل وسط أصوات الرصاص والقنابل... إلى نص الحوار.

هل كنت تتوقعين حصولك على جائزة عن أول تجاربك الإخراجية {رسائل الكرز}؟

هي مفاجأة سعيدة بالنسبة إلي، ولم أكن أتوقع ذلك. عموماً، التجربة بأكملها بمثابة المفاجأة، فلم أكن أخطط أن أقدم فيلماً سينمائياً كمخرجة لكن عندما عرضت عليّ الفكرة رحبت كثيراً واعتبرتها فرصة جيدة يجب استغلالها، لا سيما أن لدي شغفاً وحباً كثيراً للإخراج. وعندما قرأت السيناريو تحمست للتجربة أكثر لأنه يعالج قضيتنا السورية بشكل اجتماعي. تدور قصته حول علاقة حب خالصة بين شاب وفتاة من الجولان السوري المحتل، ويرمز هذان الحبيبان إلى الشعب والأرض، مما جعلنا نتحدث عن قضية وطنية من خلال قصة حب واقعية.

هل من الممكن تكرار هذه التجربة، خصوصاً بعدما حققت فيها نجاحاً ملحوظاً؟

فعلاً، اتفقت على فيلمي الثاني كمخرجة واسمه {مدد} ولن أشارك فيه كممثلة كي أستطيع التركيز في عملي وكي يظهر العمل بصورة جيدة ومرضية، حيث نتناول من خلاله كيف نشأت الأزمة السورية، وكيف تحوَّلت بلدنا إلى ساحة حرب.

هل وجدت صعوبة في إدارة العملية الفنية للفيلم مع وجود ممثل مخضرم وكبير مثل غسان مسعود... وكيف كانت العلاقة بينكما داخل البلاتوه؟

أنا وغسان مسعود صديقان منذ زمن بعيد وعندما اقترحت عليه الفكرة تحمس للفيلم وأبدى ترحيبه على الفور بتقديم هذا العمل الذي رأه جيداً ويستحق التقديم. وللعلم، يعرف غسان  جيداً دور الممثل ودور المخرج ويحترم ذلك وكانت علاقتنا أثناء التصوير علاقة عمل جيدة جداً، رغم أن طلباتي كمخرجة كثيرة.كنت أدقق في تفاصيل صغيرة للغاية، لكن كان غسان مسعود ينفذ طلباتي بكل ود وحب وكان مطيعاً ومريحاً هو وأبطال الفيلم.

هل استفدت من خبرتك كممثلة أثناء قيامك بدور المخرجة؟

بالتأكيد، فالتمثيل والإخراج يكملان بعضهما البعض، بالإضافة إلى أنني استفدت على المستوى الشخصي والإنساني من كوني مخرجة، وهو ما أثر إيجاباً على رؤيتي الفنية لأي عمل.

بالنسبة إلى فيلمك الآخر الذي شارك في المهرجان وهو {الأم}. كيف جاءت مشاركتك فيه كممثلة؟

رغم التعب الشديد والمجهود الذي بذل أثناء تصوير هذا العمل لكن يكفيني فخراً وسعادة أنه من إخراج  الرائع باسل الخطيب الذي قدم من خلاله رسائل رائعة عدة، فقد تحدث الفيلم عن أم لديها خمسة أبناء، الأم تُمثل الوطن و الأبناء هم طوائف الشعب المختلف الذين تركوها في حزنها ومرضها وضعفها. ويحمل الفيلم رسالة للجميع بأن يعود البشر إلى إنسانيتهم ومشاعرهم بعيداً عن النزاعات والخلافات الهدامة التي لا تستحق منا كل هذا، لذلك كان صانعو الفيلم حريصين على أن يكون الفيلم خالياً من الدماء ومشاهد العنف والحرب حتى ينظر الجمهور إلى سورية كوطن وأم نشعر بالدفء في أحضانها، وليس سورية التي تشهد الحرب والعنف والنزاعات الكثيرة.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء تصوير {الأم}؟

عملنا في أجواء مناخية صعبة جداً، لا سيما أن جميع العاملين أصيبوا بسبب البرد الشديد الذي عشنا فيه أثناء التصوير ولم نستطع التصوير خارج سورية لأن القصة كلها تدور داخلها، ولا يتوافر مبرر للتصوير في أي مكان آخر، وليكون الفيلم صادقاً مع من يشاهده.

ألم تخشوا من الأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشونها أو من أن يهاجمكم أحد أثناء التصوير؟

إذا كنا نخاف من الأوضاع الأمنية السيئة ما كنا عشنا في سورية. شخصياً، قررت وعائلتي العيش في سورية طوال حياتنا، فأنا لا أتخيل نفسي مستقرة في الخارج رغم أننا نصحو وننام على صوت الرصاص، وعندما نخرج من منازلنا للذهاب إلى العمل لا ندري هل سنعود أو لا، فنحن نعيش حرباً ونصور أفلامنا تحت أصوات القنابل والرصاص، ورغم ذلك نملك إرادة عالية ولن نتخلى عن بلدنا أو الفن السوري، ولا أستطيع أبداً أن أفصل نفسي عمَّا يدور حولي. أعمل بدافع حب الحياة والوطن وثقتي بأن الله لن يخذل سورية.

كيف ترين الحل؟

يجب أن يكون ثمة ضمير في التعامل مع الأزمة السورية والسوريين، رحمة بالأطفال والفتيات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة كي يجدن منزلاً يأويهن وكأننا عدنا إلى عصر الحريم، فحضارة وتاريخ سورية يتم تدميرههما على مرأى ومسمع من الجميع الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه المهازل التي لا تنتهي. شاهد الجميع صورة الطفل الغريق، وللعلم ثمة مئات الحالات مثله، وللأسف الشديد العالم صامت من دون أن يحرك أحد ساكناً.

back to top